الاستهبال هو الظن في البلاهة وضعف العقل. واستهبله أي قرر بلاهته وضعف عقله. ولا يتاح مثل ذلك التقرير إلا بظن رجاحة عقل من يَستهبل سواه وقدرته على تمرير ما يريد. ولا يحدث ذلك في نوايا معقود عليها حسن النية بل ما بعد الأسوأ منها.
ويحدث ذلك أيضاً إما لمناورة ممن يستهبل سواه وإما لتأجيل يريده ويعمل على ما بعده. ألما بعد تحتاج إلى تفكّر وتدبّر في إجراء أكثر من خاص، وإما أن الموضوع يتطلب مثل ذلك الاستهبال، وفي حالات أخرى يكون موضوع تندّر وسخرية بشكل غير مباشر تجاه الطرف الذي لا يجد فيه قيمة أو ندّاً.
مثل ذلك اللجوء تفرضه حالات وظروف، ولا يأتي هكذا اعتباطاً أو جزافاً، لأنه ما من انسان يحبذ أو يجد في ذلك الظرف والموقف انتصارا له لأنه لم يتأتَّ إلا لإهانة أو استصغار من نوع ما أو حصار أحياناً ناله وانتابه، وليس بالضرورة أن يكون مثل ذلك الحصار حقّاً وذا هدف يرمي إلى إعادة الأمور إلى نصابها.
بات الاستهبال اليوم سلاحاً في زمن مختطف. مختطف من قبل قلة تتحكم في موارده ومصيره والطريقة التي يجب أن يحيا بها وعليها. استهبال يكشف الفارق بين من يتمكنون من أدوات الهيمنة فيحيلون البشر من حولهم إلى مثل ذلك الإجراء في ظروف استثنائية، وبين من لا يملكون إلا قدرتهم وتجنب صدام غير متكافئ في إمكانات أطرافه.
هل السياسات التي تحكم العالم اليوم تحاول أو تتقصد استهبال المعنيين بتلك السياسات والموجهة إليهم؟ سؤال نذروه في مهب ريح الممارسات اليوم. لا شيء يدل على أن مثل تلك السياسات تسعى إلى جبر كسر أو لمّ شمل أو محاولة تقريب هذا التناقض أو الحد منه بين المكونات البشرية وعلى أكثر من مستوى وشاهد.
سياسات كتلك لن تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى احتمالين: قوْد تلك المجاميع البشرية إلى مصحات عقلية في الهواء الطلق تحت مسمى أوطان من دون حواجز وحرس في المداخل والمخارج، وإما أن ينتج عن ذلك التَرْك غير الاختياري من قبل المتحكمين بتلك السياسات، (باعتبار زج الأمة كل الأمة في معتقل أو مصحة «معتقل نفسي» أمر لا يمكن مواراته أو اللعب في حقيقته) انفجار وتمرد وخروج عن السيطرة وفوضى لن تكون في صالح المُستهبِل أو المُستَهبل.
كأن الاستهبال أيضاً تقديم كشف حساب مؤجل لطرف من دون أن يفصح معد الكشف ذاك عن تفاصيل الحساب. هي المناورة ذاتها التي بدأت بها المقال. مناورة أن تُحاسِب طرفاً من دون أن يعرف موضوع الحساب وليس عليك سوى أن تبدو مقنعاً حد اعتذار المدين - من ديْن لا علاقة له به وليس طرفاً فيه - ومجاراتك فيما ترمي وأحياناً الاقتناع بما أنت صائر إليه.
في اضطراب العالم؛ لا مصلحة لطرف على حساب طرف في ممارسة كتلك، ممجوجة فيها تنقيص لطرف على حساب آخر. في تلبد المصائر والبلادة في التحكم في الأمور لن تفضي مثل تلك الممارسات إلا إلى عزل غير مرئي أو حتى معلن بطرقه المباشرة لأناس، مجاميع لا يمكن لعالم أن يدعي سويته بعيداً عن مشاركتهم والتكامل معهم لا نفيهم خارج العقل والإدراك والتعامل معهم باعتبارهم موضوع اختبار لإمكانات طرف من الأطراف. وهي ليست إمكانات إذا ما قيست من منظور أخلاقي. إنها استهبال يرمي إلى اختطاف وتجميد وتأجيل ما عداه من عقل وقدرة على التمييز وتحديد الخيارات.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3642 - الأحد 26 أغسطس 2012م الموافق 08 شوال 1433هـ
و بعدين
أرجو أن أحداً يفهمي ماذا تريد أن تقول السيدة كاتب المقال فلا أرى غير إستهبال و مُستهبَل و مُستهبِل ... ألخ. ماذا تريد الكاتبة الفاضلة أن تقول
بالمختصر ترهقم بسبب نفاقهم وخداعهم
بالمختصر قد ذكرها القرآن بآية "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون" وهؤلاء وصفهم الحق تبارك وتعالى بأدق العبارات حتى لكأنه صورهم ايما تصوير يخيل للناظر في هذا العصر انه امام شاشة عرض أتش دي . وهاهم يدفعون فواتير الى سيدهم في البيت الابيض ولبني صهيون وهم صاغرين بل ترهم ترهقهم ذلة تطال رقاب الواحد تلو الآخر.
قرابين
الأنظمةُ تستهِبل!
والسؤال: هل الشعوبُ قابلةٌ للإستهبال؟!
إن كانت الإجابةُ بـ نعم فهي تستحق الإستبهال!
وأتصور في عصرنا - عصر الثورة الإلكترونية - الشعوب أصبح لديها ما يكفي من العقل لتمييز استهبال الحكومات فلن تُستهبل مجدداً
شكراً أستاذة سوسن لمقالكِ الجميل
الخطأ معروف ..!!
الأعتراف بالخطأ وتحمل المسؤليه هي الطريق للخروج من الأزمات ولكم في دول العالم خير مثال .. فأتعضو يا أبناء بحريننا الحبيبيه قبل فوات الاوان .. والسلام
شعارات واهي
يقولون مالا يفعلون
صدقني
اصبح العالم العربي كله استهبال من قبل الحكومات بحق الشعوب