العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ

كوندليزا رايس وأيام زمان

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

نشرت مستشارة الأمن كوندليزا رايس في صحيفة «واشنطن بوست» يوم 7 اغسطس/آب الماضي مقالا وصفت فيه ما سمته تطوير الحرية في الشرق الأوسط بأنه «التحدي الأمني والمهمة الأخلاقية للولايات المتحدة في العصر الراهن»، وقد أكدت «أن أميركا ودول التحالف ذهبت إلى الحرب في العراق لأن نظام صدام حسين فرض تهديدا على أمن الولايات المتحدة والعالم وسعى إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل وقام بغزو دولتين»، ولا أود ذكر كل ما قالته.

رحم الله أيام زمان الذي كانت السمراوات التي مثلها من الأصول الزنجية التي أتى الأميركان بأجدادها للعمل في مزارعهم عنوة وكان أهالي الخليج يأتون بهم كذلك وكانت أمثالها أقصد أمثال كوندليزا يعملن مكرمات في بيوت شيوخنا لعمل القهوة وصبها وقد برعن في ذلك فعلا.

ويبدو أن الزمن فعلا قد تغير وصارت هي وأمثالها يلقنَّ العالم العربي هذه الأيام دروسا في الأخلاق ويهددنَ أمتنا هذه الأمة التي ابتزتها دول أوروبا والولايات المتحدة لمئات السنين في السابق تماما مثلما ابتزت وأذلت أجدادها من قبل.

الطريف أنها تتحدث عن الالتزام الأخلاقي للولايات المتحدة والمتحالفين معها الذين ذهبوا إلى تحرير العراق من رجل مستبد حارب دولتين جارتين لبلاده.

أتساءل صدام الذي غزا الدولتين، قام بذلك بتشجيع مِنْ مَنْ؟

ثم ألا تقوم الولايات المتحدة التي جاءت على أساس أخلاقي بتهديد كل دول العالم اليوم بدل تهديد دولتين فقط ومنها دول الشرق الأوسط بغزوها؟

ما أردأ هذا الزمان الذي صارت فيه صبّابات القهوة يهدّدن أمة كاملة متناسية أن دعم الولايات المتحدة لـ «إسرائيل» كان السبب وراء إنهاء وجود شعب آمِنٍ في أرضه، أليس هذا عملا غير أخلاقي؟

العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً