استَوضَحت بعض سلوكيات ومبادئ منتسبي الأمة العربية السلبية، وظهرت على حقيقتها في هذا الاختبار - الحراك العربي - بأنها أمة متخلفة دينياً وقيمياً وأخلاقياً فضلاً عن ظاهرة تفشي النفاق السياسي الديني والحقد والعداء بين دولها - تكالب الأنظمة العربية على سورية - وبدأ جليّاً بأن تطبيق تعاليم الدين بات بعيداً عن أفعال كثير من قاطنيها، فيستباح فيها دم المسلم والتناحر بين أممها من جهة والقتال بين أبنائها في الوطن الواحد من جهة ثانية.
نستدل على ما استنتجناه - سنسلط الضوء على الإنسان العربي فقط - من مقدمة المقال أعلاه بما يلي: أن الانسان لا يأمن على نفسه من الوشاية والكيدية والغدر من قبل أخيه وشريكه في الوطن.
وكذلك ما تشهده الساحة السياسية بالبلد الواحد، من زيادة في النفاق والكذب والتلفيق ضد إخوان لهم في الدين والوطن حتى وصل الأمر بهذه الصفات المشينة إلى دهاليز القضاء.
كذلك أيضاً بدا بديهياً من هذا الربيع! آسف الخريف العربي، بأنَ كثير من تصرفات وردود أفعال بعض أنظمتها لا يهمها أمور شعوبها والرعية والعباد. فجل تركيزها ينصب على تثبيت الكراسي - نماذج: ليبيا واليمن ومصر وسورية- والحفاظ على العروش، ما أدى إلى خراب البلدان، وسقوط آلاف الضحايا من الأبرياء - كما تسقط أوراق الشجر في فصل الخريف - وتهجير مئات من الأسر وإصابة مئات الألوف من الجرحى، من أجل تثبيت عروشهم وعدم تقديم تنازل لمواطنيهم ورعيتهم.
فلو عملنا وجه مقارنة بأمة الغرب وأمتنا العربية، سنجد بوناً شاسعاً من الفروقات والسلوكيات والمعاملة. فعلى سبيل المثال لو تعرضت فئة من الشعب في الغرب لحريق بسبب إهمال من مسئول في الدفاع المدني، تسابق المسئولون لتقديم استقالتهم بسبب الحادث، حيث كل منهم يقدم اللوم لنفسه ويأنبه ضميره من هذا الإهمال التي وقعت بسببه المصيبة، ولدينا حصلت حرائق زهقت بها أرواح أبرياء، ونسوها حينما تم تجميد قضيتهم في المحاكم، وآخرها حريق السوق الشعبي الجاهز بوضعه في ملف طي النسيان. وأيضاً مثال آخر لنتوصل إلى حقيقة ما نطرح من كشف الأقنعة، عند حدوث سقوط طائرة وتروح ضحايا يتسابق مسئولو الطيران لتقديم الاستقالة فضلاً عن الوزير المختص، ونحن غضينا الطرف عن سقوط ضحايا الناقلة الوطنية «طيران الخليج» التي راح ضحيتها كل من عليها - 143 راكباً - بعد دخولها المجال الجوي البحريني في حادثة غامضة، ولا ندري من هو المتسبب وما السبب في وقوعها، وملابسات الحادث الأليم دفنت كما دفن الموتى الذين على متنها.
للاستدلال بوضوح أعمق وبصورة جلية، لم نرَ أيّ مسئول عربي يمتلك الشهامة، قد تنازل عن منصبه أو انشق عن النظام حينما يتعرض إخوانه للقتل والتنكيل والإهانة والتمييز. باختصار نفوسهم تتحدث قبل أفعالهم... نفسي لها الأولوية والباقي في الجحيم، فهل هذا من تعاليم الدين؟ فأين القيم والأخلاق؟
حتى على مستوى التمسك بالمبادئ، نلاحظ المواطن العربي متلون المبادئ، ويعيش في تناقضات صارخة، موقف يرفض تدخلات الأجنبي في بلده ويقبل بتدخله في شئون بلدان أخرى لا تتماشى مع أجنداته الطائفية أو العقائدية فالحق لا يتجزأ وفقاً لمفهوم العدالة الإلهية.
أيضاً من الأقنعة التي تم وضوحها واستكشافها، إعلام الأمة فاقد الضمير، فنلحظه يزيد من اشتعال أتون الأزمات في أوطانه، بدلاً من أن يلعب دوراً في إطفاء فتيل نار الفتن، بل يقذف إشارات أسهم قاتلة، لتدمير أخلاق وقيم الناس التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم في هذا المجتمع المتحاب المتآخي وغيره من المجتمعات، فما نشهده من هذا الإعلام سوى الثرثرة والحوارات المشققة لصفوف الأمة والعمل على المسرحيات التي تُشمُّ منها رائحة الكذب والدجل، والتلفيقات، والذي من المفترض منه أن يلعب دوراً في لمّ الشمل، ويدعو الناس إلى الخير والصلاح.
فما يحتويه هذا الإعلام من الإسفاف والكلام الجارح لأبناء الأوطان ، سيغذي بالطبع الانتقام والعنف المتبادل بين الناس.
وكذلك من الأدلة الصارخة عن كشف اللثام عن هذه الأمة ما يؤم من خطب بمساجدها وما يكتب في صحفها من قذف وسب وخداع وزرع الحقد والكراهية والدعوة إلى الاقتتال بين المسلمين في البلد الواحد.
نقول نصيحة لشركائنا في هذا البلد لا تتوغلوا في أهواء الشياطين، ولا يغوينكم بالقول من دجل، فطالبوهم - القادة السياسيين ورجال الدين والإعلام - إن كانوا يحبونكم ويدافعون عن وجودكم وكيانكم كما يدعون، بمستحقاتكم الدستورية وحقوقكم المشروعة وتذليل الصعاب في حياتكم المعيشية لا زرع السلوكيات الخاطئة في المجتمع، فَأمرُوهُم بالكفّ عن هذه السلوكيات الممزقة لجسد الأمة. فهل رأيتموهم يدافعون عن حياتكم المعيشية في المقالات اليومية سوى التعرض لشركائكم في الوطن وحثكم على كره إخوانكم وزرع الفتن والكراهية بيننا؟
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3638 - الأربعاء 22 أغسطس 2012م الموافق 04 شوال 1433هـ
إنكشف قناع من أعتبرناهم أخوة لنا
و عرفنا خبايا قلوبهم و فضحتهم ألسنتهم و أفعالهم و أدركنا أنهم أعداء لنا يضمرون لنا الحقد و الكراهية
صمام الامان
ان حالنا اليوم الذي نعيشه لم نعد نستطيع الجزم من الذي مطلوب ان يصلح من حاله ومن هو الذي يملك الشجاعه للمبادره واليوم ان مانراه هو امر من من الله على الجميع بما قدمت ايدينا من سوء وكفر بالنعم وخيانه للدين والوطن ونسئل الله الايذقنا بآس بعض والمطلوب ان نصلح انفسنا قبل ضياع كل شي ودمتم
اين حقي في الكرمه
المواطن العربي مسلوب الكرامه والثروه العربيه تسرق ويصنع منها السلاح ويباع على الانظمه لتتكالب بها على شعوبها لتحمي نفسها منا نحنو الشعوب العربيه الا متا نبقى نرزح تحت ظلم الانظمه تحررو من نير الاستعمار يا شعوب العرب
مقال في الصميم= البعض من اجل حفنة من الدنانير يحرق بلد باكمله
سلمت يداك-وأضيف لك ان البعض بسبب عدم مبالاته بمسألة دين وحساب وعقاب هو مستعد لأن يحرق بلدا بأكمله في اتون فتنة من اجل حفنة من الدنانير، يشتم طائفة من اكبر الطوائف في البلد باكملها ولا يتورع ولا ترف عينه بالبحريني، هل فعلا نحن بحرينيون؟ هل نحن مسلمون؟ هل نحن بشر؟
لا شعب البحرين كان كذلك ولا دين الاسلام كذلك ولا الانسانية كذلك، اذا نحن ماذا؟
هو امتحان سقط فيه الكثير وحين نلاقي ربنا لن نجد عذرا لما يحصل الآن فلا يظن احد ان ما اعطاه الله من قوة يبطش بها ولسان يلسع به هو خير بل وبال عليه
رجال الدين والكتاب فاقدي الضمير
فعلا كلامك أخي الكاتب أن بعض الواعظين والكتاب كالشياطين، لذل كما قلت لو يحبون الناس كان دافعوا عن حقوق طائفتهم الدستورية والمعيشية لا زرع الفتن بيننا وبينهم.
شكرا للكاتب المتنور
الشكوى لله
اذا كان خصمك من يقاضيك فالشكوى لمن؟
اذن فشكواي لله ، له أرفع أكفي وأقول يارب أنت خلقتني
وأمرتني باتباع الحق والصبر على أذاه وحببته لي ونهيتني
عن الجزع وأرنته بالأثم وكما قال أمير المؤمنين (ع)
لئن صبرتم جزيتم والقضاء جاري
وان جزعتم أثمتم والقضاء جاري
فيا رب صبرنا ولا زلنا صابرون والفرج بيدك ونحن تحت رحمتك يا منتقم . اللهم فرج عنا يا كريم والبسنا لباس
التقوى وانعم علينا بنعمة الأمن والأمان. الله يرحم والديك
يا أستاذ أحمد العنيسي ونتمنى لك دوام التوفيق.
عشت يالستراوي
كلام في الصميم، ومعبر عن حالة امتنا العربية. فعلا امة فقدت القيم والأخلاق.
أبو حسن الستراوي
سلمت يا ددكتور
كلام قوي ويحتاج من يفهم ليعي. أتمنى من اخواننا ان يتم قراءته بتمعن ليفهم ما هدف القادة السياسييين لهم المتمصلحين