مقدمة:

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، إلى طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية، بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ منصب مدير لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.

الوسط – عباس العالي

يتناول محدثنا أمين في هذه الحلقة الدور الفعال الذي قامت به الرياضة المدرسية في تطوير الرياضة البحرينية ووضع الأسس السليمة لها، والقاعدة التي انطلقت منها كل الألعاب الرياضية، وسعيها الحثيث لتشكيل منتخبات رياضية تمثل الرياضة البحرينية في المحافل الرياضية الخارجية، وإتاحة الفرصة للفتاة البحرينية لممارسة الأنشطة الرياضية والمشاركة في المنتخبات المدرسية.

ويتذكر محدثنا بأنه لعب مع منتخب المعارف لكرة السلة حينما زار البحرين وفد رياضي مدرسي من دولة الكويت ضم لعبتي كرة القدم والسلة، ولعب عددا من المباريات الودية العام 1952، كما شارك منتخب المعارف في الدورة العربية المدرسية الأولى التي أقيمت بدولة الكويت في الفترة من 8-15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963 وشملت اللعبة منتخبات كرة القدم والسلة وكرة الطاولة.

وترأس بعثة البحرين التي شاركت في الدورة العربية المدرسية الخامسة التي أقيمت في الفترة من 1-10 سبتمبر/ أيلول 1973 وكان الوفد يضم لعبتين فقط هما كرة السلة وكرة الطاولة.

وقال: «شهدت مشاركتنا في الدور العربية المدرسية السادسة التي أقيمت في الإسكندرية خلال الفترة من 2-12 أغسطس/ آب 1985 مشاركة الفتاة البحرينية لأول مرة في لعبة كرة الطاولة، وقد شاركت البحرين في هذه الدورة في ألعاب كرة السلة وألعاب القوى والسباحة وكرة الطاولة (بنين وبنات)، وللتاريخ فإن الوفد النسائي ضم اللاعبات هدى الخاجة ومنى سلوم وشهرزاد الموسوي والمدربة سهام هجرس ومشرفة الفريق نفيسة كمال.

ومن بين الذكريات الجميلة التي لا ينساها محدثنا حينما توج أبطال مدارس البحرين بالميداليات الذهبية في الدورة العربية المدرسية الثانية عشرة التي أقيمت على ارض تونس الخضراء العام 1986، حينما توج البطلان باسم محسن وشاكر العفو بالميداليات الذهبية في رياضة الشطرنج، كما توج البطل الماضي صالح بميدالية ذهبية في رياضة العاب القوى، ولا أنسى الانجاز الذي حققته لاعبات كرة الطاولة حينما فزن بالمركز الثاني والميدالية الفضية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كفاءة الشاب البحريني وقدرته على التحليق والتألق في أي مجال يشارك فيه ويمثل فيه وطنه.

ويختتم محدثنا هذه الحلقة بالقول: «مثل ما لعبت الرياضة المدرسية دورا أساسيا في دعم ورعاية الألعاب الرياضية، ساهمت في تنظيم أول دوري محلي للعبة كرة السلة العام 1957 كانت تقام في أمسيات شهر رمضان، وقد شارك في أول دوري للفرق المحلية فريق المعارف الذي فاز بلقب البطولة، كما ساهمت في غرس البذرة الأولى -أيضا- للعبة كرة اليد حينما أقامت مسابقات بين مدارس المرحلة الثانوية، تشكل على ضوئه أول منتخب للمدارس العام 1973 وقام بجولة خليجية شملت قطر وأبوظبي ودبي لعب خلالها العديد من المباريات الودية.

كما ساهمت الرياضة المدرسية في خلق كوادر رياضية متخصصة في كل الألعاب الرياضية حينما ابتعثت مجموعة من مدرسي التربية الرياضية إلى معهد إعداد القادة بدولة الكويت الشقيقة في سبعينات القرن الماضي تخصصوا في رياضات العاب القوى وكرة السلة واليد والطائرة والجمباز والسباحة والإنقاذ.