العدد 3634 - السبت 18 أغسطس 2012م الموافق 30 رمضان 1433هـ

يوم الرحمة والكرامة والشرف

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحمد لله الذي جعل هذا اليوم للمسلمين عيداً، ولمحمدٍ صلى الله عليه وآله ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيداً... ومظهراً من مظاهر الألفة والوحدة بين المسلمين.

وهو ثاني عيد فطرٍ يهل على الشرق الأوسط بعد بزوغ الربيع العربي... حيث تتبادل الشعوب الحرة التهاني في أعيادها، بينما تتبادل الشعوب المكبلة التعازي في الأعياد.

الأمة التي نامت خمسين عاماً، وسلّمت قيادها لنخبٍ سياسيةٍ انكشارية، استيقظت في الألفية الجديدة على واقعٍ سياسي مزوّر، ووضع اقتصادي منهوب، وثروات اتخذوها أثَرَةً، يوزّعونها غنائم على الأتباع والمتنفعين.

كنت أريد أن أكتب في يوم العيد تهنئةً للأمة العربية والإسلامية، لكن الحوادث تسبقنا وتلجم أقلامنا، فالتلاعب بمصير الأمة مازال مستمراً على أيدي الانكشاريين أنفسهم، بأجهزتهم ومطبّليهم ووعّاظ بلاطاتهم.

في بعض هذه البلدان يستعر القتل، ويُسفك الدم الحرام، ويستقبل العيد بالأحزان وتنصب مآتم العزاء. يجتمع الزعماء في قمة، ليس لتحرير القدس المحتلة منذ أربعة وستين عاماً، وإنّما لطرد أحدهم ولغ في الدم كما ولغ آخرون، حذو القذة بالقذة... حيث عشرات الآلاف من المهجرين والمشرّدين، يطحنهم الصراع بين انكشاريةٍ مستبدةٍ قديمةٍ وانكشاريةٍ أخرى متعطشةٍ للحكم، ولو جاءت سباحةً على نهرٍ من الدماء.

في بلدان أخرى مازالت مسلسلات سفك الدم المسلم تعرض يومياً. تعنون إحدى الصحف: «بدء غزوات عيد الفطر في العراق: عشرات القتلى في هجمات طاولت ست مدن بينها بغداد وكركوك والموصل وصلاح الدين». وفي خبر آخر: «تجدد العنف الطائفي في باكستان: مسلحون أوقفوا باصاً وقتلوا 20 شيعياً» (هكذا عنونت الصحيفة)، فالأمة التي كانت خير أمةٍ أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، باتت شِيَعاً متفرقةً، يقاتل بعضها بعضاً، بعدما استبدلوا عدوهم الذي احتل أرضهم، واستباح قبلتهم الأولى، ببلدٍ مسلمٍ جاورهم آلاف السنين، وسيجاورهم آلافاً أخرى.

في العيد... كم نتمنى لو نستيقظ صباحاً على غير أخبار القتل وسفك الدماء. نتمنى لو نقرأ الصحيفة خاليةً من أخبار التفجيرات وقتل الأبرياء. فالدم المسلم اليوم أصبح أرخص الدماء على وجه الأرض، من اليمن والصومال والسودان إلى مالي وموريتانيا ونيجيريا. وأصبحت بلدان المسلمين، وخصوصاً بلادنا العربية، أكثرها ارتباطاً باستباحة الإنسان واستخفافاً بحقوقه وسحقاً لكرامته.

في العيد... نتمنى لو نعود إلى البديهيات، ونتذكر أن المسلم من شهد الشهادتين، ولا نشق صدور الناس أو نقطع رقابهم للتأكد من إيمانهم. ولا يتجرأ أحدنا على تكفير أخيه وإخراجه من حمى الإسلام، حين يختلف معه في بعض الأحكام الدينية، أو الأفكار العقائدية، أو المواقف السياسية.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3634 - السبت 18 أغسطس 2012م الموافق 30 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 6:32 م

      للاسف

      البحرين تعيد بشهيد جديد للاسف
      هكذا هو العيد

    • زائر 27 | 10:15 ص

      رحم الله شهداءناالأبرار

      شموع انطفأت لتنير للآخرين طريقهم
      وألهم الله ذويكم الصبر والسلوان في هذه الأيام
      المباركة

    • زائر 26 | 7:21 ص

      الدراية والرواية

      حينما اقرأ مقالك يا سيد اتذكر قوله تعالى: (أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

      وصية الامام علي (ع) لاصحابه «اعقلوا الخبر اذا سمعتموه عقل رعاية، لا عقل رواية، فان رواة العلم كثير ورعاته قليل»

      فمنهجية التفكير لها اثر كبير على سلوك الافراد والمجتمعات

    • زائر 25 | 5:57 ص

      أين العيب

      مليار مسلم مثل ما يقولون لكن أينهم من الاسلام الاصيل المبني على قواعد قرأنيه صحيحه وسنه من منبع اصيل.هل العيب في المسلمين لو في الاسلام الذي حرفت جميع مصادره وصار يمجد الكفار والحكام الظلمه ويعيث في الارض فساد وخراب .أنها العقول المتحجره التي بنيت علي الكذب والتزوير.

    • زائر 24 | 3:49 ص

      الشهيد

      فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا .
      ويوم نبعث في كل أمة شيهيدا عليهم من أنفسهم ( يعني من وسطهم )

    • زائر 23 | 3:43 ص

      تدفع المليارات حق الفتن

      لو طبقة المقولة والحكمة التي تقول (الدين الي الله والوطن للجميع ) وقل سيد الوصيين الامام علي علية سلام(امن اخ لك في الدين او نضيرن لك في الخلق)

    • زائر 21 | 3:08 ص

      أتمنى لو ذكرت البحرين

      على كل حال شكرًا

    • زائر 17 | 1:41 ص

      واقع مؤلم مبكي

      كنا في غفلة عما يجري حولنا لقد كنا صغاراً نلعب في حيّنا آمنين نركض هنا ونلعب هناك ونملئ الأجواء بضحكاتنا البريئة لم نكن ندري إنا سنصحو يوماً من حلمنا الجميل على واقع أليم يُبكينا فها نحن نُقتل ونُعذب نُعتقل لا لذنبٍ إقتزفناه بل لمعتقدٍ آمنا به وأيقنا مذ كنا صغاراً نلعب فحب آل البيت متجذرٌ فينا ممتزجٌ بدماءنا نسير على خطاهم رافضين الذل لذا أمست أجواءنا مملوءة بأنّات وآهات فلذات أكبادنا

    • زائر 16 | 12:59 ص

      مآسي الأمة

      كلها من التيار التكفيري الذي لم يقدم للاسلام والمسلمين إلا الدمار وتشويه صورة الاسلام في أذهان أتباعه فضلا عن الغرباء عنه

      فمتى يؤخذ على يد هذا التيار البعيد عن روح الاسلام والشريعة السمحاء ؟!!!!!!

      إلى متى تبقى سفينة العالم العربي والاسلامي تغرق في بحار من الدماء ؟!!!!!!

    • زائر 15 | 12:27 ص

      هؤلاء لا ينفع معهم الا

      السيف -البندقية_المدفع -الرشاف -الصاروخ لا منطق ولا فكر ولا عقل منطق قريش

    • زائر 14 | 11:57 م

      قال محمد -ص- في منى في حجثه:

      أي بلد هذا؟أي يوم هذا؟ أي شهرهذا؟ اجابوا :البلد الحرام اليوم الحرام -يوم النحر_الشهر الحرام فقال-ص-:ان دماءكم واعراصكم زاموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا لا ترجعن بعدي ضلالا-كفارا_يقتل بعضكم بعضا -ويقطع يعضكمرثاب بعض_ويسفك بعضكم دماء بعض .......النبوأة تحققت والسبب بعدنا عن فهم الاسلام والقران الاصيل الذي على لسان رسول الله بتشويهات وتزويرات علماء البلاط الدينار والمناصب ارجو النشر والسلام

    • زائر 13 | 11:27 م

      هذه أعمال خوازج هذا العصر، حيث القوم أبناء القوم ...

      «بدء غزوات عيد الفطر في العراق: عشرات القتلى في هجمات طاولت ست مدن بينها بغداد وكركوك والموصل وصلاح الدين» ...

      «تجدد العنف الطائفي في باكستان: مسلحون أوقفوا باصاً وقتلوا 20 شيعياً» ...

      استبدلوا عدوهم الذي احتل أرضهم، واستباح قبلتهم الأولى، ببلدٍ مسلمٍ جاورهم آلاف السنين، وسيجاورهم آلافاً أخرى ...

    • زائر 12 | 11:22 م

      عقده الخوف ..!!

      عقده الخوف في العقليه الأمنيه موجوده في أكبر حكومات العالم ,, ولكن يعتمد علي كيفيه الأداره من قبل السلطه علي طبيعه مواطنيها ,, البشر بطبيعه حالهم ياتون بالكلمه الطيبه والمعامله الحسنه ,, الا أذا وجد العنف المفرط تغير المفهوم من فوق الي تحت ,,

    • زائر 4 | 10:51 م

      تغيير من حال الى حال بيده سبحانه

      احياء العيد بالمودة ففيها السرور. فليس فيه من الهوى أو اللعب. لكن من غلب عليه الهوى يصعب علي ألتذكر و التفكر.
      قد يكون السبب فقدان الذاكرة او نسى أن الحمد لله والملك لله، ولا شريك وبلا منازع ولا معاضد له في حكمه. له سنة مضت في الاولين و لا تبديل لها. قاهر الجبارين مبير الظلمة. فكما جرت على الأولين ستجري على غيرهم من الآخرين. فقط للذاكرين:
      النصر ليس من عند الناس لكنه من عند الله.
      فماضاقت الا فرجت لأن مع العسر يسر
      وانتظار حكم ربك

    • زائر 3 | 10:38 م

      يا ريت

      ياريت ذكرته بالاسم ياسيد (حسام الحداد) لقد فارقت فرحة العيد من اوجهنا .. عيدك مبارك .. وانا لله وانا اليه راجعون !

    • زائر 2 | 9:49 م

      صح لسانك ياقاسم حسين

    • زائر 1 | 9:28 م

      رغم الحزن و الألم

      أبارك لكم عيد الفطر السعيد من حرم الامام الرضا عليه السلام
      وتقبل الله اعمالكم

اقرأ ايضاً