العدد 3614 - الأحد 29 يوليو 2012م الموافق 10 رمضان 1433هـ

الوفد الأولمبي البحريني

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كنت أتابع وقائع افتتاح أولمبياد لندن مساء الجمعة بعينٍ، وأتابع «التويتر» بالعين الأخرى، فهو القناة السريعة التي تعرّفنا على اتجاه الرأي العام بتعليقاته العفوية والتلقائية.

بعد قليلٍ من دخول الوفد البحريني الملعب، انتشرت صور وأسماء الأعضاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تمض دقائق حتى بدأت التغريدات. فهو أول وفدٍ أولمبي يتكوّن أغلب أعضائه من غير مواطني الدولة، وأول وفدٍ عربي يتكوّن أغلب أعضائه من دول إفريقية غير عربية.

ما حصل إنما هو استمرارٌ لسياسة لا تلقى توافقاً ولا قبولاً شعبياً. ومهما اختلف البحرينيون بشأن القضايا المختلفة، إلا أنهم يجمعون على معارضة هذه السياسة، لإدراكهم أنها تؤدي إلى تحميل البلد أثقالاً، وتنهك ناسه، وتستنزف اقتصاده، وتلقي عليه مزيداً من الأعباء.

لو تهيأ لباحث اجتماعي أن يدرس الوضع البحريني، لانتهى إلى حقيقة أن موضوع التجنيس من أكثر المواضيع إثارة للاعتراض والجدل خلال الأعوام العشرة الأخيرة. آلاف المقالات كتبت في الصحافة ضد هذا التوجه، وأضعاف ذلك من التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الشعبية والإلكترونية، والنتيجة إرسال وفدٍ أغلب أعضائه من جنسيات أفريقية، تم توظيفهم لتمثيل البحرين التي لم تشكُ يوماً من قلة الكفاءات والكوادر الوطنية، ولم تعانِ قط من قلة المبدعين.

البحرين أول بلد نظّم دورة كأس الخليج لكرة القدم، ويتمتع بشعب متجانس، وأندية رياضية تمتد أعمارها لأكثر من ثمانين عاماً، ثم نعجز عن تشكيل وفد من عشرة مواطنين ليمثلونا في الألعاب الفردية؟!

بلد يزخر بأسماء تاريخية مثل عدنان أيوب وبوشقر وزليخ وشويعر وبولمعة وسالمين والماس، وبدل اعتماد سياسة الاستثمار في العناصر الوطنية لتحقيق الإنجازات وحصد الميداليات، نستورد رياضيين من دول أجنبية ليمثّلونا في الأولمبياد!

في مناسبات سابقة، انتقدنا وانتقد الكثيرون هذا التوجه الذي يأتي على حساب الرياضة والرياضيين البحرينيين، ويلجأ الطرف الآخر إلى تبرير ذلك بتجارب دول أخرى مجاورة، يعاني بعضها من نقص شديد في عدد السكان، ويلجأ أحياناً إلى الاستشهاد بتجارب دول بعيدة غنية، لا تعاني أصلاً من عقدة المواطن، وتضع كل سياساتها من أجل خدمته، فهو محور التنمية وهدفها، فعلاً وصدقاً، بينما تتباهى الجهات الحكومية اليوم بالتخلي عن سياسة «البحرنة»، التي توفر الحد الأدنى لحماية العمالة الوطنية بعد ثلاثين عاماً من تبنيها!

إن أكثر ما يستفز الضمير البحريني في أولمبياد لندن، أن يغيب العنصر البحريني عن تمثيل بلاده وتحل مكانه عناصر أجنبية من دول أخرى، كأن هذا البلد لم يكن ولاَّداً، وكأن نساءه عقمن عن إنجاب النجباء والناجحين.

قبل سنوات، وحين واجه التجنيس الرياضي معارضة شديدة من مختلف قطاعات الشعب، تم اللجوء إلى استبدال أسماء الرياضيين الأفارقة إلى أسماء عربية، في عملية مضحكة لخداع الذات. وفي لندن تم إلباس ثوب النشل البحريني عدّاءاتٍ من دول أخرى، جيء بهن لتمثيل البحرين في الأولمبياد!

ليس لدى البحرينيين عقدة من الأجانب، فقد تعايشوا مع أجيال متعاقبة من المهاجرين، وأصبح الكثير منهم جزءًا لا يتجزأ من النسيج البحريني، حيث نفخر بهذه التجربة من التعايش الإنساني. لكن ما يجري أمرٌ مختلف تماماً، فهو استهانةٌ بذكاء الشعب وقدراته، وتزويرٌ لإرادته، واستخفاف بهويته التاريخية.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3614 - الأحد 29 يوليو 2012م الموافق 10 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 1:44 م

      التجنيس القاتل و المشوه للكفاءات البحرينية .... ام محمود

      مقالك الذي يحمل الكثير من العاطفة على أبناء و بنات البلد و مدى تهميشهم في المسابقات العالمية و جلب أناس من افريقيا و دعمهم بالمال الوفير لتحقيق بطولات لا تفرح أحدا فالفوز الحقيقي لابن البلد المعروف بالخلق و الجدارة و هو الذي نفخر او نزهو به عندما يمثلنا في الخارج
      مقالك أيضاً ذكرني بالعداءة البحرينية المتميزة رقية الغسرة التي كنا نتشوق لرؤيتها بالحجاب و هي تركض و تفوز و تبهرنا بقوتها و تصميمها
      انا احتفظ بصورها و سيرتها الذاتية بالانجليزي لانه من ضمن المنهج الكتابة عن المشاهير و انجازهم

    • زائر 21 | 10:36 ص

      بهريني

      هاذهي المضاهرموفي إلرياضه فقط في كل شي

    • زائر 20 | 9:07 ص

      `ذهب

      لو في مسابقات أولمبية في رمي المولوتوف .. جان ما إحتجنا أجانب , وجان ضمنا الذهب والفضة والبرونز.

    • زائر 19 | 8:33 ص

      من ينافس الآخر الشباب أم الرياضة?

      ليس بخفي أن في البحرين الكثير من المجالس النوعية والمجالس الخاصة بالمرأة وأخرى بالشباب والرياضه...
      فالرياضة و الشباب يحتاجان رعاية وتربية وتنمية وهذا ليس له علاقة بتربية الدجاج أوالمواشي، فهذا المجال يحتاج دعاية وإعلان بل فعل يظهر عمل بحجم تقدير المجتمع لهذه الفئة العمرية. لكن الدعاية الاعلان في المحافل مثل الاولمبياد تكشف الوجه الآخر للعملة المحلية.
      فهل إستئجار من يمثل البحرين يَحْمل الاجابة ويُحَمل المسؤولية الشباب أم الرياضة عن عدم قدرتها الوصول الى الالعاب الاولمبية؟

    • زائر 17 | 7:55 ص

      لا خير في دولة تستورد أجانب يمثلونها

      و كأن أبناء البلد ليسوا بالكفاءة المطلوبه

    • زائر 14 | 5:59 ص

      عند ما تتعرى حقيقة خداع النفس فهل حيل المستشارين البهلوانية نافعة؟

      مسألة وقت ليس الا ليكتشف و يكشف الانسان أنه كان يخدع نفسه. وهذا ليس جديد فمشاكل الانسان كثيرة منها أزلية مع نفسه ليس لأنه ما يسمع الكلام بل لا يتعض ويحب أن يجرب وبعض الاحيان يلجأ للكذب.
      فالتصنع والتجمل من الحيل التي يلجاء لها مستشارو الاعبين وغيرهم وخاصة في الأزمات التي تعصف كالريح العاتية. قد ينسى من شدة الحالة الكاذبة بأن البعوضه تغلب انسان فما بالك بريح عاتية !
      فهل تعلم الانسان أن فاقد الشيء لا يعطيه!
      وهل الوفد بحريني أم أو لمبي؟

    • زائر 13 | 4:53 ص

      اي والله - شيئ يطفر العقل

      تخجل وانت ترى ان احدا" يمثل بلدك وهو لا ينتمي أليه - ما يحدث مصيبة وليس على الرياضيين فحسب وأنما على الأعشوائيه والتي تهددنا وتهدد أجيالنا القادمة - حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 11 | 3:23 ص

      لا فائدة من هذا الكلام فهناك من يعمل دون اعتبار لكل شيء

      يا سيد هناك من يلعب في البلد على كيفه ولا هامه شيء من هذه الامور بالمرّة ولا شنو راح يصير مستقبلا

    • زائر 10 | 2:52 ص

      الصبح قريب

      ربما قريبا جدا ستنطق تربة أول عما حل بها, لا لن تنطق !! ستصرخ من قمة رأسها وتقول اين ابنائي اين شبابى ورجالى واين بناتى ونسائي !!!! هل بلعهم البحر, هل اكلهم الذئب !! أم ماذا حل بهم !!!
      ستجيب السماء لا يا أوال أن ابنائك قد حل بهم ما حل بنخيلك الشامخة الضاربة جدورها في اعماق ارضك !!
      وأنكي صبرتى وأصبرتى ورابطتى وبقى وعد الله الحق !!! أبنائك وبناتك ورجالك ونسائك بخير ينتضرون الفرج من الله سبحانه وتعالى اليس الصبح بقريب !!!!

    • زائر 5 | 1:30 ص

      استبدال أسماء الرياضيين الأفارقة إلى أسماء عربية، في عملية مضحكة لخداع الذات. وفي لندن تم إلباس ثوب النشل البحريني عدّاءاتٍ من دول أخرى، جيء بهن لتمثيل البحرين في الأولمبياد!

    • زائر 2 | 12:21 ص

      جزاك الله خيرا

      والله ياسيد جزاك الله خيراً كفيت ووفيت ووصلتها كالصاروخ سلم طرحك واسلوبك الراقي

    • زائر 1 | 12:03 ص

      جبتها على الجرح

      في الصميم والحق لا يعلى عليه وكأنه لا يوجد عندنا كفائات او ان مقامنا لا يرقى للعب هناك شي غريب !

اقرأ ايضاً