تهل علينا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تعد اكبر محفل رياضي عالمي ونحن نستقبل شهر العبادة والمغفرة والتوبة. وهو الشهر الذي يدعونا الى التفكر والتأمل فيما هو صالحنا وطالحنا. والتعرف على ما يؤثر على حياتنا وتتأثر به. والرياضة -التي هي جزء من حياتنا كعمل احترافي او هواية محببة- انطلقت في البحرين قبل قرابة قرن من الزمان. واكثر من 40 عاما على تشكيل التنظيمات الحديثة من مجلس اعلى للشباب والرياضة ومؤسسة عامة واتحادات رياضية ولجنة اولمبية. هذه الرياضة التي هي جزء من حياتنا، هل نحن راضون عن مسيرتها كل الرضا، وراضون عن المكانة التي وصلت إليها سفينة الرياضة البحرينية؟ ام انها ظلت تمخر عباب البحر طوال 40 عاما من دون ان يكون لها هدف واضح يكون من أولوياته الوصول بالرياضة البحرينية الى الاولمبياد العالمي اعتمادا على الانسان الحريني؟

من حقنا كرياضيين ان نعرف لماذا الرياضة في بلدنا مازالت تراوح مكانها على رغم عشرات السنين الطويلة، وعشرات الملايين من الدنانير التي صرفناها... فهل العيب في الرياضي البحريني لانه غير قادر على الوصول الى المستويات العالمية ام العيب في الجهاز المشرف على الرياضة؟ فإذا كان السبب هو الإنسان الرياضي البحريني. أقول بأن الأرض التي أنجبت رقية الغسرة وأحمد حمادة وابطالا كثيرين آخرين لن تعجز عن انجاب أمثالهم. فالإنسان الرياضي تمكن في أصعب الظروف من تحقيق المنجزات.

اذا فالخلل يكمن في المشرع والمخطط والمنفذ لرياضتنا الذي فشل في التخطيط البعيد الأمد والذي اعتمد على تحقيق الإنجاز الآني. وهذا الامر يجعلنا نطالب -دائما- بتشكيل لجان فنية وعلمية. تخطط من الآن لاولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل 2016 مادمنا قد فشلنا في التخطيط لاولمبياد لندن، واثبتنا عجزنا عن صناعة بطل اولمبي يرفع علم البحرين في هذا المحفل العالمي. وحتى لا نبقى نواصل غفوتنا ونجد أن سفينتنا مازالت تبحر وتبحث لها عن مرفأ يؤويها ويداري فشلها وفشل ملايين الدنانير التي ذهبت كالهباء المنثور. كما أن صناعة البطل الاولمبي اهم بكثير من المشاركة في المعارض الترويجية!