هاهو الشهر الثالث من رمضان الكريم يمر على أرض دلمون الطهور منذ تلبدت السماء بغيوم سوداء في العام 1431 هـ وخُطف من بين أحضان الأسر أربابها وأبناؤها وإخوتها وغابوا لحين فتأزمت الأجواء واحترق الخبز بعد أن زاد الماي على الطحين. ولكن رمضان الثالث هذا له طعم آخر ليس له علاقة بمطبخ رمضان المادي ونحن في مطلعه الأغر.
أول طعم نستمده من بعض كلمات خطبة النبي الاعظم (ص) في استقبال شهر رمضان حين يؤكد أن «أنفاسكم فيه تسبيح»، ونرجو ألا يعكر شهيقها وزفيرها أية أدخنة حميدة أو خبيثة. و «نومكم فيه عبادة»، ونرجو ألا يقلقه إزعاج قنابل صوتية ورصاص مطاطي. و «عملكم فيه مقبول»، ونرجو ألا يشوبه النفاق والدجل والشعوذة السياسية من قبل البعض ويتم كف الأيدي والألسن في هذا الشهر عن إيذاء إخوانكم في الدين لهثاً وراء حطام الدنيا. و «دعاؤكم فيه مستجاب»، ونرجو أن يكون بسرعة الفرج وصدق النية في البحث عن مخرج وخصوصاً لمن يدعو لأن يكون هذا الشهر هو شهر النفوس الولهة لوطن المحبة لا لوطن الكراهية والبغضاء، ثم يرينا على أرض الواقع خلاف ما يُسمعنا إياه في الإعلام!
وثاني طعم، هي دعوة لجعل مجالس هذا الشهر الفضيل خير جليس لرأب الصدع بصدق النيات وصفاء القلوب. وذلك بإبعاد غربان البين أولاً عن هذه المجالس ثم طرح كل مشاكل الأمة التي هي أس الأزمة بين ثنايا هذه المجالس ثانياً، بدلاً من تذوق أطباق رمضان وتقبيل اللحى والذقون وشرب مر الفنجان والمرور على جرح الوطن بلا سلام. هي دعوة لأن تكون مجالس هذا الشهر فيما يرضي الله بدفع أهل الشر والشقاق وتوفير أجواء إعادة الوئام واللحمة الوطنية الحقيقية لا الإعلامية المبهرجة، التي يجب أن نعيشها سوياً لا كما كنا وجوهنا بوجوه بعض وقلوبنا شتى. حبذا لو تكون مجالس عز وفخر لكل أهل الوطن بعيداً عن المجاملات والتزلف بزيارة مجلس فلان لأنه ابن فلان، وعدم زيارة الآخر لأنه من «أولاد رقية»!
لتكن مجالسنا كما هي ديوانيات الكويت التي أضحت وكأنها برلمان شعبي غير معلن تخرج منها الكثير من الأفكار وتتبلور فيها عناوين تُعين صناع القرار السياسي ولا عيب في ذلك، فسكان اليونان قديماً كانوا يمارسون السياسة في الحانات والشوارع والبيوت والمجالس وعند سفح جبل أوليمبوس ولم يعاقبوا أو يسجنوا أو يغرموا تغريماً. فهل تكون مجالس الشهر الكريم في هذا الوقت تحديداً بقدر وعي العقول وإدراكها الإيماني الحصيف بما يحيط بالوطن؟
وثالث طعم للشهر، نجده أيضاً في قول النبي (ص) وبه كل الحق: «وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، فإنَّ الشقيَّ من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم». وهذه كلمة مباشرة لمن ظلم غيره في وضح النهار، وما أكثرهم اليوم، أو في سويعات الليل، وما أقبحهم هذه الأيام، فالناس في عبادة الرحمن وفي قيام الليل وأؤلئك مشغولون بالإعداد لظلم العباد وإيذاء أهل الدار.
أفلا يسمع هؤلاء قول رسولنا العظيم في خطبة الشهر الكريم «وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم»، فمن للأيتام بعد أن خُطف أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء ممن تولوا قولاً وفعلاً رعاية الأيتام وغيبوا لرمضان ثالث؟ وحل عليهم الحرمان من جديد من أناس نُزعت من بين أحاسيسهم كل بذور الرحمة والشفقة فلم يسمعوا لقول رب رحيم ولا لنصيحة رسول عطوف شفوق بالأيتام.
ونختم قولنا بقول النبي (ص) في هذا الشهر الكريم وهو لب الحديث وفصل الخطاب لمن يريد أن يُهدى لا أن يُضل بالتبعية لما وجدوا عليه آباءه، قال وهو الذي لا ينطق عن الهوى: «إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم. من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام، ومن كفَّ فيه شرَّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلّقة، فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم».
تأملوا في كل كلمة وحرف لنبيكم العظيم فهي ولاشك طريق الهداية فعلاً وممارسة لا قولاً ولقلقة لسان والتلذذ بموائد السِمان والحديث مع الطرشان، ورمضان كريم.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3605 - الجمعة 20 يوليو 2012م الموافق 01 رمضان 1433هـ
البحرين أرض الحب و الوفاء
الشعب البحريني بطبعه محب للجميع و يقبل الإختلاف ... و لكن بعد ما حدث في 14 فبراير 2011 إختلف الوضع و لن تعود البحرين كما كانت ... نحن جزء من المنطقة و هناك شرخ في هذه المنطقة ... الحرب الإقليمية قادمة و ستكون على أساس طائفي و نحن لسنا بمنأى عنها
نتمنى أن تنقشع غيوم الظلم وتشرق شمس الحرية والفرج
ندعو الله بحق شهر رمضان المبارك أن يمن علينا بالنصر المؤزر ويفك أسر المعتقلين بحق النبي الأكرم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين
لاحياة لمن تنادي
للأسف نحن (السلمون) شعوب لا تقرا واذا قرات لا تتعض،والدليل نحن نقرا القران وتزداد قراءته في هذا الشهر فهل تمعنا فى ما نقرا ام فقط قلقلة لسان ومن دون تدبر والتزام بما امر الله
اتقو الله
بعض المجالس الرمضانية عامرة باللغط واللهو ، قل فيها ذكر الله وسيطر عليها جو المشاحنات ضد مجموعات وفئات معينة في المجتمع المدني وباتت تسيس استحقارها والوقوف بصف كل من يستطيع النيل منها وهذا مفهومهم في حق التكافل كما أوصانا نبينا العظيم.
ليس مهما عندهم قال الله وقال رسول الله وذكر العظات
بقدر ما قال فلان وقلت أنا والسبحة في يدي تدور وصب شاي وقهوة وجهزو الغبقة وعقبها تحلى السهرة .
ويبقى جانبا من الناس يموتون ظلما وقهرا وحسرة