من يقود الرأي المتشدد من الحوار، ويرفضه جملةً وتفصيلاً في هذا الوقت تحديداً كحل للخروج من الأزمة، يعوّل في موقفه على الحوار السابق الذي جرى بعد فترة السلامة الوطنية، في شهر يوليو/تموز 2011، كما لو يريد القول إن «من فاته قطار الحوار السابق، فليس من حقه الآن أن يدعو إلى حوار جديد».
بينما الحوار في مفهومه المتجذر قائم على مبدأ الاستمرارية كلما دعت الحاجة إلى ذلك، فليست كل القضايا يمكن معالجتها من جلسة واحدة، وخصوصاً أن المشكلات التي تصادف المجتمعات متجددة ومتنوعة، طبقاً للعوامل والظروف المحلية والإقليمية والدولية، فكلها عوامل مترابطة ومتصلة، وإن كان ذلك بصورة غير مباشرة.
هناك محاور طرحت في الحوار السابق عالجت مسائل محددة، أسفر عنها تعديلات دستورية لتوسيع صلاحيات مجلس النواب، وزيادة الرقابة على الأداء الحكومي، والسماح بالتعددية النقابية، والمطالبة بتحسين المعيشة ورفع الرواتب للقطاع الحكومي والمتقاعدين، ولكنها لم تعالج قضايا أخرى خلافية بحاجة إلى توافق بين كل فئات المجتمع من خلال طرحها للنقاش والمداولة، ومن ثم التوصل إلى نقاط مشتركة يمكن الانطلاق منها لتأسيس واقع أفضل قائم على الحرية والعدل والمساواة.
المعضلة الآن ليست في رفض الحوار من قبل المعارضة مع سمو ولي العهد العام الماضي - فعجلة الزمن لا يمكن إرجاعها إلى الخلف لإنقاذ الوطن من النفق المظلم الذي دخلنا فيه- بل في الانقسام المجتمعي الحاد الذي أصاب المجتمع البحريني، والذي يهدد وحدة وكيان هذا الشعب على المدى البعيد، فضلاً عن المشكلة الأمنية التي تزداد حدتها ووتيرتها كل يوم، مخلفةً وراءها هالةً كبيرةً من الدخان في مختلف القرى والمدن، ووقوع مزيد من الضحايا والخسائر البشرية والمادية.
الموقع الرسمي الإلكتروني لحوار التوافق الوطني الذي جرى في يوليو 2011، وصف الحوار بأنه «وسيلة من وسائل الاتصال الفاعلة، إذ يتعاون المتحاورون على معرفة الحقيقة والتوصل إليها، ليكشف كل طرف منهم ما خفي على صاحبه منها، والسير بطريق الاستدلال الصحيح والوصول إلى أرضية مشتركة يتوافقون عليها. والحوار مطلب إنساني لإشباع حاجة الإنسان للمشاركة والتفاعل والتفاهم بشكل سلمي مشروع مع الآخرين. كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، إذ تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة».
وإذا جئنا لهذا التعريف، فهو يؤكد على أهمية التوصل إلى الحقيقة من خلال الحوار كوسيلة للتواصل بين المتحاورين، فإذا كانت مختلف الأطراف متمسكةً بمواقفها وآرائها وقراءتها المختلفة للأزمة وأسبابها ودوافعها، فلن يكون هناك لقاء أو تحاور، وخصوصاً مع وضع المزيد من الشروط المسبقة المعرقلة لمجمل الفكرة التحاورية كوسيلة حضارية لنزع فتيل الأزمات.
الحوار يمثل مطلباً إنسانياً لإشباع حاجة بشرية للتفاعل والتفاهم السلمي، بينما يرى البعض فيه حالة ترفية كمالية يمكن التخلي عنها، والقبول بواقع متأزم، والتمسك بفكر متشدد إقصائي، يرى في بقاء الساحة مشتعلة، استمرارية لوجوده العبثي الذي يطغى على سكون المكان.
الوضع السلمي من بوابة الحوار، يعني توفير أجواء هادئة، يمكن بعدها التفرغ لمعالجة الملفات الحساسة بروية وبعد نظر، ووضع جدول زمني لتصحيح الأخطاء، وتقييم مرحلة قصيرة في مدتها الزمنية، طويلة بمجريات الأحداث التي وقعت فيها، لتلافي كل السلبيات التي حصلت من الجانب الرسمي أو الأهلي، إلا أن هناك من لا يريد لنا أن نبلغ الحالة السلمية، ولديه الاستعداد لنثر المزيد من أعواد الثقاب المشتعلة لعرقلة أي جهد يفضي إلى الخير.
الإنسان هو من يبتكر أدواته وأساليبه للتكيف مع مختلف العوامل والظروف القاهرة التي يتعرض لها، فإذا كان الحوار الذي يُدرَّس في أعرق المعاهد والجامعات، كواحد من الأساليب الحضارية المتقدمة لمعالجة الأزمات، والتمهيد لأجواء المصالحة، والقضاء على الطائفية غير مجدي، فما هي الوسائل البديلة التي يمكن أن يقدمها كل من يرى في الحوار استسلاماً ووهناً وضعفاً وتخاذلاً لصالح فئة على حساب فئة، وتراجعاً من الدولة في تطبيق القانون؟
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3602 - الثلثاء 17 يوليو 2012م الموافق 27 شعبان 1433هـ
الحوار غاية لا وسيل عند ما تنعدم السبل
شهد التاريخ حوارت عديدة، منها ما كان في الأولين مثل حوار سقراط وتلامذته، وبعد الميلاد حوار المسيح مع الحواريين .. والكثير الكثير. فجميعها لها لغة وان ختلفت أسماء اللغات الا أنها تتحد في أصولها وهي الأحرف والكلمات والأهم غاية الحوار مضمونه ومحتواه.
قد لا تبرر الغاية الوسيلة، لكن غاية حوار نواتجه مثل تحقيق عدالة وإنصاف مظلوم قد تبدو صعبة لكن الى أين المفر؟
قبل الحوار وبعد الحوار
هناك امر مهمّ لو تم لسهل الحوار الا وهو الاعتراف للمكون الاكبر في هذا البلد بحقوقه كمواطن له حقوق.
والا فلا فائدة من اي حوار طالما ان الطرف الآخر يعتبرنا في خندق غير خندق المواطنة ويتعامل معنا على هذا الاساس
القبول بحقوق الشعب قبل الحوار
لا جدوى من حوار ترى السلطة فيه أن هذا الشعب ليس له الحق فيما يطالب به وتصر على استخدام كل ما اوتيت من قوة من اجل ثنيه عن هذه المطالب.
المسألة لا تحتاج الى حوار بقدر ما تحتاج الى اعتراف بأن الشعوب هي مصدر السلطات والحقوق والوجبات مناطة بهذه الامور.
محاولة تحجيم الشعب وتكبيله والتنكيل به من اجل ان يكف عن أن يقول كلمته الفصل فذلك لعب في الوقت الضائع ولن يجدي
ما يحدث الآن يدلّل أن الحوار السابق ليس جادا بالمرّة
طلب الحوار في المرّة السابقة ليس جديا وإنما كان لحاجة في نفس يعقوب ومن يقل غير ذلك فليبرهن
نحن لسنا شطار في السياسة ولسنا من اصحاب العقول الكبيرة ولكن من معطيات الامور على الساحة يتضح لنا ان المغزى من طلب الحوار السابق هو محاولة للالتفاف على الشعب ويراد منه اخراج الناس من الدوار وارجاعهم الى منازلهم وبعد ذلك تعود حليمة الى عادتها القديمة والا فهذا الميدان يا حميدان وقد اتضحت لنا من بعض التصرفات ان الغرض هو امر آخر
ليس بالامكان ذكر كل شيء هنا
مشكلة تحديد مصير
عن نفسي لا أرى أي نقاط التقاء بين المعارضة وبين الحكومة ، إذ أن المعارضة تعتقد أن مطالبها في وثيقة المنامة هي مطالب منطقية وتحقق العدل بين جميع الأطياف (وأؤيدها)
الحوار
مازلنا وبعد مضي اكثر من سنه ونصف في البحرين نتحدث عن الحوار والناس في حيرة من امرها فالحكومه تعلن ان ابواب الحوار مفتوحه والمعارضه تطالب بالحوار لم لا نرى بوادر انفراج لهذه الازمه؟ لم لا تدعوا المعارضه لوقف العنف الحاصل في البلد؟ من يتحمل نزيف هؤلاء الناس؟ لم لا تبدأ الحكومه بإعادة المفصولين والبدأ بإصلاحات جديه شامله؟
رفض الحوار
من يرفضون الحوار اليوم لا يملكون كلمتهم ولا قرارهم فهم ادوات يتم استغلالها لغرض معين ولو يحدث غداً دعوة رسمية للحوار لتراهم اول الجالسين على طاولة الحوار ولتغيرت نغمتهم180 درجة بدون خجل ولو حصل انفراج تراهم هم اول المستفيدين ، انتظروا وسترون ! !