هذه رابع مرة أحضر فيها المؤتمر الوزاري بين الولايات المتحدة ودول آسيان، وهو يوفر لنا هذه الفرصة للاحتفال بمرور 35 عامًا على الشراكة بين مجموعة دول آسيان والولايات المتحدة، وللتأكيد على روابطنا وتقويتها.
الولايات المتحدة لديها التزام دائم إزاء آسيا والمحيط الهادئ، كما أن حكومة أوباما قد رفعت مشاركتنا في آسيا كأولوية استراتيجية في سياستنا الخارجية. والركيزة الأساسية لتلك الاستراتيجية تتمثل بالعمل بصورة وثيقة أكثر مع مجموعة بلدان آسيان، لتعميق مشاركتنا الاقتصادية والاستراتيجية، والتواصل المباشر بين شعبينا. بصفتي وزيرة للخارجية، كنت من أكبر المؤيدين لدول آسيان، وأنا أدرك أن دول آسيان تواجه مجموعة متنوعة من التحديات، بل تعاني من مخاض النمو، وهي تتكيف مع الظروف المتبدلة وتأخذ على عاتقها مسئوليات جديدة.
لكنني أؤمن بأن دول آسيان تلعب دورًا لا غنى عنه في تماسك هذه الهيكلية المؤسساتية الإقليمية، وفي دفع المصالح المشتركة قدمًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.أن لدى الولايات المتحدة مصلحة في نجاح دول آسيان، فالمواقف والقرارات التي تتخذها مجموعة دول آسيان، وكيفية اتخاذها سيكون له أثر كبير على مستقبل وفعالية دول آسيان.
عندما يسألني أحد في بلدي، لماذا أضع كل هذا التركيز على مجموعة دول آسيان؟ أقول للناس إننا نعمل مع دول آسيان حول قضايا ذات أهمية مركزية بالنسبة للولايات المتحدة، بدءًا من الأمن البحري، إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وصولاً إلى النمو الاقتصادي.
لدينا استثمارات في بلدان آسيان أكثر مما لدينا في الصين. هذه حقيقة مذهلة بالنسبة للكثير من الناس في بلدنا. إننا نعمل سوية بشكل تعاوني وجماعي، ونتعاون في مجال الفرص والتحديات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لأننا نعتقد، مثلكم جميعًا، بأن جزءًا كبيرًا من المستقبل سيُحدد في هذه المنطقة. لذلك سعينا للاستماع إلى هواجسكم وأولوياتكم، وللعمل معكم لدفعها قدمًا، ولكي نكون شريكًا صالحًا. ما سمعناه منكم هو أن مجموعة آسيان وبلدان آسيا والمحيط الهادئ تسعى إلى تأمين التزام أميركي أكبر، لكنكم تركزون بشكل خاص على مجالات حيث كان وجودنا في وقت ما أقل مما يلزم.
على الجبهة الاقتصادية، لا زال هناك حيز أكبر بكثير لنا كي ننمو معًا، لذلك فإننا نعمل لتعزيز النشاط الاقتصادي بطرق ملموسة جدًا. وفي هذا الأسبوع، جمعت وترأست أكبر وفد من المسئولين التنفيذيين في الشركات الأميركية إلى كمبوديا، وسنَحضر أول منتدى أعمال بين الولايات المتحدة ودول آسيان يوم الجمعة في سيام ريب لتمهيد الطريق للاتصالات والازدهار الاقتصادي المتبادل لفترة طويلة قادمة.
وحول المساعدات التنموية، أقول بصراحة، إن الناس في المنطقة يطلبون منا أن نضع أموالنا حيث وعدت بها أقوالنا، كما يقول المثل الأميركي، لذلك أنشأنا مبادرة لإصلاح وإعادة تنشيط برنامج مساعداتنا لدول آسيان، تدعى هذه المبادرة مبادرة الالتزام الاستراتيجي لآسيا والمحيط الهادئ، أو بالمختصر (APSEI)، وتسعى إلى التوفيق بين مواردنا والأولويات التي نتبعها بالشراكة مع البلدان الموجودة حول هذه الطاولة.
إننا نركز على ست ركائز: التعاون الأمني الإقليمي، والتكامل الاقتصادي، والتجارة، والمشاركة في منطقة نهر الميكونغ الأسفل، والتهديدات عبر الحدود الدولية، والتطور الديمقراطي، وإرث الحروب. إننا لا نعمل على أساس ثنائي فحسب، بل وأيضًا على الصعيد الإقليمي من أجل الحصول على أفضل النتائج الممكنة.
ويضاف هذا إلى رزمة مساعدات قوية ومنتظمة ستضمن مستويات مستدامة من الدعم الأميركي للأشياء التي نهتم بها حقًا. وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، هنا في منتدى آسيان، في المنتدى الإقليمي، سأقدم دفعة أولى عن مبادرة الالتزام الاستراتيجي لآسيا والمحيط الهادئ (APSEI)، وخلال الأشهر المقبلة سنتمكن من التحدث أكثر حول هذه المبادرة ومواردها.
وحول الإغاثة في حالات الكوارث، وهو أمر أهتم به اهتمامًا شديدًا، كما أعرف أنكم أنتم ومواطنوكم تهتمون به بنفس القدر. تشكل الكوارث الطبيعية إحدى أهم التحديات التي تهدد الاستقرار والتنمية والازدهار في دول آسيان. فمن التسونامي في آتشيه في العام 2004، إلى الفيضانات في الفليبين وتايلند العام الماضي، كانت الولايات المتحدة من بين أول المستجيبين الملتزمين.
وفي العام الماضي، أعلن الرئيس أوباما أن اتفاقية الاستجابة السريعة للكوارث، التي تضع إطار عمل قانوني سيؤدي إلى المزيد من الفعالية في تزويد الإمدادات والخدمات والموظفين. لقد تبنت لاوس وسنغافورة هذه الاتفاقية، ونحن على وشك توقيع نفس الاتفاقية مع الفليبين، وأشجع أعضاء آسيان الآخرين على مراجعتها.
وهناك أيضًا مبادرات التواصل المباشر بين شعبينا، وأود أن أقول أن الطلب الذي أسمعه باستمرار عندما أسافر عبر جنوب شرق آسيا، هو أن الناس في هذه المنطقة يريدون مزيدًا من الفرص للتفاعل مع الأميركيين، وزيارة أميركا، ولا سيما الشباب.
وبالطبع، الشباب هم الغالبية العظمى من الناس في دول آسيان، لذلك فإنني أشجع هذا التواصل بقوة. ولقد أنشأنا قمة القادة الشباب الأميركييين ومن دول آسيان للتواصل بين قيادات الجيل القادم. وفي هذا الخريف، ستستقبل الولايات المتحدة أول مجموعة من الطلاب في هاواي بموجب مبادرة بروناي والولايات المتحدة لتعلم اللغة الإنكليزية. وقد أنشأنا أيضًا برنامجا تجريبيًا جديدًا للتبادل التعليمي تحت إسم فولبرايت -آسيان لتعميق روابطنا التعليمية.
والآن، حول هذه المسألة بالذات، يمكنني قول أكثر من ذلك بكثير، كان هناك الكثير من البرامج والشراكات بين دولنا خلال السنوات القليلة الماضية، وجميعها كانت مصممة لجعلنا، ولجعل شعوبنا بنوع خاص، أقرب من بعضهم. وقد أصبحت ممكنة بفضل الأسس التي وضعناها في منتديات مماثلة لهذا.
إذًا، الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتنا، ونحن نرحب بمساهمات الشركاء الآخرين في حوار دول آسيان، ونحن نستثمر في السلام المستقبلي وفي استقرار وازدهار هذه المنطقة. إننا نتطلع قدمًا إلى المزيد من الأنشطة التعاونية مع شركائنا في منتدى مجموعة دول جنوب شرق آسيا خلال السنوات المقبلة.
إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"العدد 3600 - الأحد 15 يوليو 2012م الموافق 25 شعبان 1433هـ
أعتقد بدون نظارة
نستثمر في السلام المستقبلي وفي استقرار وازدهار هذه المنطقة.
خير اللهم اجعله خير ، بس شنو هاي صدق كذب يعني هاي لابسة اليوم النظارة السوده والله الثانية أم عدستين واحدة سودة وحدة أوف وايت؟
مصايبنا كلها منكم
يا سبب بلاوي الناس
محيطات ولكن
أميركا تطلق مبادرة الالتزام الاستراتيجي لآسيا والمحيط الهادئ والمحيط النائم والمحيط الذي لا يستيقظ أبدا.