في ظني ان وزارة العمل والشئون الاجتماعية ستتراجع عن قرارها وقف أنشطة المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية (ايفيس)، سواء تقدمت بطلب ترخيص من الوزارة المذكورة أو لم تفعل، وذلك لأن مسألة وجود ونشاط هذه المنظمة الأميركية وغيرها من المنظمات المماثلة والتي أخذت تصل إلى مملكة البحرين تباعا هي أعرق من وزارة العمل، ومن الترخيص بنشاط توعوي أو تدريبي.

فقبل ايفيس بنحو عامين جاء الينا المعهد الوطني الأميركي (NDI)، وباشر موظفوه عملهم ابتداء من متابعة التصويت على الميثاق، مرورا بمتابعة أو مراقبة الانتخابات النيابية، بالإضافة إلى حضور كل الندوات والفعاليات السياسية التي شهدتها البحرين ومازالت، وتنظيم ورش تدريب للكثير من المنظمات غير الحكومية على المشاركة السياسية، ومن ثم تدريب النواب وأعضاء المجالس البلدية وغيرهم.

وبعد ذلك جاءتنا منظمة أميركية ثالثة هي «مؤسسة المبادرة القانونية الاورو آسيوية ورابطة محامي وسط أوروبا» لتتخصص في إصلاح النظام القضائي في الدول العربية للمساهمة في تنظيم مؤتمر يكون مقره البحرين.

وحديثا نشرت صحيفة «نيويورك» تايمز الأميركية ادعاءات ان هناك منظمة قديمة نشأت في الثمانينات من القرن الماضي تسمى (NED)، وقد قام الكونغرس الاميركي في ذلك الوقت بدعمها كمنظمة غير حكومية لنشر الافكار الديمقراطية وهو مايعتقده البعض بأنه تدخل في شئون الدول الأخرى بصورة غير مباشرة ومن خلال تقديم المساعدات والبرامج في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولتكون منظمة مغايرة في اسلوبها وصورتها عن (CIA) التي لم تعد مقبولة لديالشعوب والدول الراغبة في التحرر المناهضة للاستعمار.

واليوم بعد ان وجدت الولايات المتحدة ان سياساتها المنحازة إلى «إسرائيل» والمعادية لتحرر الشعوب، والمهتمة فقط بتوسيع مصالحها المادية وتوسيع النفوذ الصهيوني في العالمين العربي والإسلامي، يضاعف كره شعوبنا لها كل يوم للاسباب السالفة الذكر، لجأت إلى اشهار وتحويل «منظمات غير حكومية» لكي تححسن من صورتها خدمة للأهداف والمصالح الأميركية.