محاولة استهبال الناس واستغفالهم من قبل بعض المرضى النفسيين أو الاستغلاليين أمر كان موجوداً على مر الأزمان، واستمر حتى العصر الحديث!
ويبدو أن هذا الاستهبال لن ينتهي إلا بانتهاء الحياة، لكن أن يستهبل الإنسان نفسه ويستغفلها من أجل الهروب من واقعه فذلك استخدام لماكينزمات الدفاع النفسي، التي يستخدمها الشخص من أجل الهروب من واقعه.
فهؤلاء يعانون من نقص في بعض الجوانب النفسية، وبدل تصحيح هذه الجوانب أو العمل على سد ذلك النقص، تراهم يهربون من الواقع الذي يعيشون فيه ويلجأون إلى اتهام غيرهم به، على طريقة «رمتني بدائها وانسلّت»، وإن كان ذلك لن يغيّر من واقعهم المرير شيئاً.
فمن كذب طوال السنة والنصف الماضية عبر الصوت والصورة، أو عبر الكتابة، وروّج لأكاذيب كانت منذ البداية مكشوفة، نراه اليوم يبحث له عن مخرج من الكذب الذي أغرق نفسه فيه عن طريق اتهام غيره بالكذب.
والغريب أن هؤلاء يكذبون بحسب إيصالات الدفع، ووضع المال في جيوبهم، تماماً كما في «تلفونات الشوارع»، وبعدها يتهمون غيرهم بالكذب! وصدَق من قال «اللي اختشو ماتو». لقد تقمّصوا الكذب حتى أصبح جزءاً أساسياً من حياتهم القائمة كلها على الكذب.
فهم ينظرون إلى مئات وآلاف المعلومات الصحيحة ويغضون الطرف عنها، لكنهم يلتفتون إلى معلومة واحدة بدل أن يكتب صاحبها أنها في الصفحة التاسعة كتب أنها في الصفحة العاشرة بغير قصدٍ منه، فيتجاهلون عن كل المعلومات الصحيحة ويبحثون عن قشرةٍ صغيرة لكي يعلّقوا عليها أطنان كذبهم.
وفي قلب الكذب، وعقل الاستهبال، وضمير البيزات، يتحدثون عن الانكشاف أمام العالم. أي انكشاف هذا؟ هل هو ما ورد في تقرير السيد محمود شريف بسيوني؟ أم هو ما جاء في تقرير جنيف الحقوقي من توصيات من دول العالم؟ أم هو في تقرير المنظمات الدولية الحقوقية المستقلة وذات الاعتبار في العالم؟ أفيدونا يا عرّابي الاستهبال.
التاريخ يسجل، ولن يرحم التاريخ الكَذَبَة أبداً، كما لن يرحمهم الضمير ولا حتى العدالة التي تسير وفقها سنن الله في أرضه واستقامت بها الحياة. والابتسامة الكاذبة، كما هو الحديث الكاذب، لن تستمر طويلاً حتى تصبح ليلاً دامساً كما هو الكذب الذي ترمون به غيركم من الأشراف.
لا عزاء إلا ما جمعتموه من مالٍ على طريقة «تلفونات العملة» من أجل تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام، ولكن تلك الأموال ستكون وبالاً على آكليها، فأنين كل جريح وصرخة كل أم ثكلى، وأنّات كل طفل معذَّب ستلاحقكم، والشمس ستشرق ولو طال ليل الكذب لتكشف زيفه.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ
بوركت يمناك
مقال جميل وفي الصميم ، ولكن من المعروف ان تلفونات العملة تشرف عليها بتلكو واجرتها مائة فلس، وهؤلاء اللذين تقصدهم من يدفع لهم بالدنانير؟