المستوى الهزيل، والنتائج الضعيفة التي خرج بها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم من بطولة كأس العرب بحاجة إلى مراجعة جادة، وإعلان حالة من الاستنفار داخل بيت الكرة، من أجلِ خلق جو من الاهتمام الكبير بهذا المنتخب، والشعور بأننا مقبلون على مشاركة هامة جداً « خليجي 23 « التي ستقام على أرض البحرين، والأمل يحدو الجماهير والمسئولين في الفوز بلقبها كما فعلت بقية المنتخبات الخليجية في الدورات الأخيرة !

فذلك المستوى المهزوز لم نعهده منذ سنوات طويلة، منذ ولادة الجيل الحالي الذي اكتملت صفوفه بداية الألفية الثالثة، على يد المدرب الألماني « سيدكا « وقاده الكرواتي» ستريشكوا « لتحقيق أفضل النتائج وأجمل العروض . وعلى مدى العشر سنوات التي تلتها لم يواجه المنتخب انتكاسة مثل ما حدث في هذه البطولة، على رغم أننا شاركنا بالمنتخب الأول طمعاً في الفوز والتأهل لمنصة التتويج .

بعد العودة من البطولة فنَّدت الأقلام أسباب الإخفاق الكبير، ووجه البعض قلمه الى المدير الفني للمنتخب الذي حاول أن يبعد الجميع عن اللاعبين وأن يكون هو صاحب الكلمة العليا في المنتخب . كما أشار البعض الى الأخطاء الادارية التي تناثرت هنا وهناك وكانت أحد الأسباب .

لذلك أقول بصدق، إنني كنت من المتحمسين لتايلور والخطوات التي اتخذها حينما اعتمد على مجموعة من الشباب في دورة الألعاب الخليجية و الآسيوية، وطلبتُ بقلمي أن لا نتعجَّل في الحكم عليه، إلا أن هذا الحماس بدأ يتلاشى تدريجياً بعد عودة المدرب الى الاعتماد على الوجوه القديمة من دون أن يعطي مبرراً واضحاً للعودة، أو عدم اختيار لاعبين مؤهلين لتمثيل المنتخب خير تمثيل منهم محمد سيد عدنان .

فلجنة المنتخبات أمامها امتحان صعب جداً، هو دورة كأس الخليج المقبلة، وهي تعلم جيداً بأن الكل سيحملها مسئولية الإخفاق في حالة عدم الوصول للهدف، كما سيعرِّض بيت الكرة لهزة قد تفقده الكثير من الثقة والاحترام ، وبالتالي فإن أمامهم فرصة لتغيير صورة المنتخب وخلق روح جديدة تختلف عمَّا شاهدنا عليه في كأس العرب، وأن يتداركوا ما حدث، وأن لا يتركوا الحبل للمدرب أو لأي كائن كان يتحكم في مصير المنتخب، وعامل الوقت مهم جداً لأن « إذا فات الفوت لا ينفع الصوت ! »