كشفت حملات الاعتقالات والمداهمات الجارية على قدم وساق في المقاطعات الشمالية بالمغرب - تحديدا في مدن تطوان، طنجة والمضيق، القريبة من الحدود البحرية والبرية مع إسبانيا - والتي أدت إلى توقيف بارونات تهريب المخدرات، وعدد لا يستهان به من القضاة والنواب المحليين وبعض مسئولي الأمن، أبعاد الخطة التي وضعها الملك محمد السادس بسرية تامة منذ أشهر، وأشرف شخصيا على تنفيذها مع أقرب المقربين إليه في الأجهزة الأمنية ممن عينهم حديثا. واعتمد العاهل المغربي - بحسب مصادر رفيعة المستوى - على عنصر المفاجأة، التي غلفها بزيارات متلاحقة لمناطق الشمال والمكوث فيها مطولا... رافق ذلك إطلاق عدة مشروعات في طليعتها توسعة مرفأ طنجة ومشروعات بناء المساكن الشعبية.

وتضيف المصادر نفسها أن موازنة موازية لم تطلع عليها الحكومة، خصصت لعملية التطهير الجارية، التي من غير المتوقع أن تنتهي قبل تحقيق الأهداف المرسومة لها. من ناحية أخرى، تفيد المعلومات بأن الملك محمد السادس أراد من وراء هذه الخطوة إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ سحب، بادئ ذي بدء، ورقة مهمة من يد اسبانيا، التي تحَمّل المغرب مسئولية تدفق حشيشة الكيف إلى أراضيها عبر ما يسمى بـ «البوغاز» عند مضيق جبل طارق، ما يعني دفع الاتحاد الأوروبي، الشريك الاقتصادي للمغرب، الى إعادة النظر السلبية لناحية تقديم مساعدات الى المزارعين المغاربة في الشمال لاستبدال «زراعة الكيف» بأشياء أخرى وإنشاء صناعات غذائية - زراعية صغيرة ومتوسطة الحجم.

كذلك، كشف المتعاملون من بارونات المخدرات المغاربة، ممن يحملون الجنسية الاسبانية ويتعاملون مع الاجهزة في مدريد، ما حصل.

ومن العصافير الأخرى التي اصيبت بحجر التطهير، اعتقال بعض العناصر النشطة المرتبطة بجماعات «السلفية الجهادية»، التي تبين فيما بعد أن البعض منها يحظى بمساعدة شبكات المخدرات، ما مكنها من التزود بأسلحة من صنع إسباني. وفي سياق تسجيل النقاط، استهدفت هذه العملية الموسعة تنقية مناطق الشمال مع بدء الشروع في تنفيذ توسعة مرفأ طنجة تمهيدا لتوقيع اتفاق التبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة الاميركية، المتوقع قبل نهاية العام الجاري.

ضمن الخطة عينها، أدت هذه العملية إلى وضع الأحزاب السياسية في موقع الدفاع بعد أن كشفت تورط الكثير من ممثليها في هذه المناطق، بشكل مباشر أو غير مباشر، بهذه الشبكة، ما يعني تراجع نفوذها لحساب المستقلين والتكنوقراط في الانتخابات المحلية المقررة خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل