في نظري المتواضع ، أرى أنَّ المستوى الفني لـ « يورو 2012 « أكثر تواضعاً من الدورات التي سبقتها . وأقل منها قوة وإثارة، فلم نستمتع بالكثير من المباريات التي كنَّا نأمل أن تتحفنا بمستوى فني عال. حتى أداء العديد من المنتخبات لم يكن مقنعاً، وأقل من مستوى طموح عاشقي اللعبة أو محبي نجوم منتخباتها. فلم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يشاهد أداءً مُمِلا باهتاً بين منتخبي الاسبان والبرتغال . وكأنهما لا يضمَّان بين صفوفهما نخبة من نجوم العالم .

وعلى رغم أنني أميل لواقعية الكرة الايطالية . وأعتبر « الليغا الايطالية « من أفضل الدوريات الأوربية بسبب تقارب مستوى الفرق، والقوة البدنية الهائلة، واللعب الرجولي الذي يجب أن يتمتع به كل لاعب تطأ قدماه أرض الملعب، إلَّا أنني لم أتوقع أن يعتلي منتخب الطليان قمة المنافسة وأن يصارع على البطولة بقوة، وأفاجأ كما تفاجأ معي الكثيرون، بالتطور الهجومي الذي طرأ على المنتخب . فشاهدنا متعة الأداء الهجومي الراقي أمام أعتى المنتخبات الاوربية وهما الانجليز والألمان « فشل حركة الأول وعطل مكينة الثاني « ، وأصبح أحد طرفي المباراة النهائية، ليلاعب الاسبان حاملة اللقب، بطلة العالم في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين الفائز منهما سيكون بطل « يورو 2012 «

بقى أن أقول ... إنَّ الكثير من نتائج هذه البطولة كانت خارج التوقعات، وخارج إطار المراهانات المالية التي انطلقت مع البطولة وسجلتها ساحة المنافسة، كما لم يحالف الحظ - أيضاً - الكثير من قراء « الوسط الرياضي « الذين كانوا يُمَنُّون النفس في الفوز بأحد جوائز مسابقة « توقع واربح» التي تم طرحها طوال أيام البطولة برعاية شركة ابراهيم خليل كانو وكلاء سيارات تيوتا . حتى منتخبات الدول المضيفة للبطولة - بولندا وأوكرانيا - خرجتا من الباب الشرقي من دون أن يسطَّرا اسميهما في ذاكرة البطولة، كما خرجت من الأدوار الأولى منتخبات قوية ذات قيمة كروية عالية كنا نتوقع أن تنافس بقوة من بينها وصيف بطل العالم في نسخته الأخيرة هولندا، وعلى رغم ذلك فإن « يورو 2012» سجل حضوراً جماهيرياً كبيراً ومتابعة إعلامية غزيرة، لكي تثبت للعالم أنَّ كرة القدم الأوربية قد سحبت البساط بقوة من بقية البطولات القارية .