بينما قرر المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم المدرب يواخيم لوف إجراء بعض التغييرات على تشكيلة فريقه الأساسية في مباراة أمس الأول كمحاولة لإيقاف خطورة صانع اللعب الإيطالي أندريا بيرلو، أتت هذه التغييرات بنتائج عكسية واستقبلت شباك المنتخب الألماني هدفين في الشوط الأول ليخسر الفريق المباراة 1/2.

ونجح المهاجم الشاب ماريو بالوتيللي في تسجيل هدفين للمنتخب الإيطالي في الشوط الأول ليقود الفريق إلى الفوز الثمين 2/1 والتأهل للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا. وباءت جميع محاولات الألمان لتحقيق التعادل في الشوط الثاني بالفشل على رغم نجاح الفريق في تعديل النتيجة بهدف مسعود أوزيل من ضربة جزاء. وساعد الهدفان المبكران لبالوتيللي المنتخب الإيطالي على قتل المباراة في الشوط الثاني وحرمان المنتخب الألماني من حلم التأهل للمباراة النهائية والاقتراب خطوة جديدة من استعادة اللقب القاري الغائب عن الفريق منذ 1996.

وسبق للوف أن أجرى 3 تغييرات في خط هجوم الفريق بالتشكيلة الأساسية أمام المنتخب اليوناني في دور الثمانية للبطولة ثم فجر مفاجأة جديدة من خلال الدفع بنجم خط وسط بايرن ميونيخ توني كروس في التشكيلة الأساسية لمباراة أمس الأول. وهذه هي المرة الأولى في البطولة الحالية التي يلعب فيها كروس ضمن التشكيل الأساسي. كما أعاد لوف المهاجم ماريو غوميز للتشكيلة الأساسية بدلا من ميروسلاف كلوزه الذي لعب أمام اليونان كما أعاد لوكاس بودولسكي إلى الناحية اليسرى من الهجوم بينما انتقل ماركو ريوس، الذي لعب أمام اليونان، للعب في الناحية اليمنى.

وفي المقابل، ترك لوف اللاعب توماس مولر على مقاعد البدلاء بعدما كان من المنتظر أن يعود للتشكيلة الأساسية. وكانت هذه التغييرات من لوف بهدف إحباط محاولات بيرلو والزيادة العددية في وسط الملعب وإتاحة الفرصة لمسعود أوزيل للعب حول نجم يوفنتوس الإيطالي بيرلو (33 عاما). وبدأ كروس في الجانب الأيمن ولكن غريزته وتعوده على اللعب في مركز آخر كان الدافع وراء انتقاله للعب كثيرا في الناحية اليسرى بخط الوسط بينما تواجد أوزيل دائما في الناحية اليمنى. وبدا المنتخب الألماني مفتقدا لأسلوب لعبه وشكله المعتاد على رغم تشكيل بعض الضغط من الناحية اليمنى. وفي المقابل، تحرك لاعبو المنتخب الإيطالي بانسيابية من خلال نجم خط الوسط بيرلو الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة مثلما فاز بها في المباراة أمام إنجلترا في دور الثمانية. ولعب بيرلو بهدوء وحنكة كالمعتاد خلف دانييلي دي روسي ومونتوليفو وكلاوديو ماركيزيو. وصنع بيرلو، الذي أحكم سيطرته على مجريات اللعب في لقاء إنجلترا، الهدف الأول في مباراة أمس الأول من خلال تمريرة متقنة لعبها من الناحية اليسرى وتركها أنطونيو كاسانو تمر منه لينقض عليها بالوتيللي (21 عاما) ويودعها الشباك. وجاء الهدف الثاني اثر تمريرة طولية من مونتوليفو مرت فوق فيليب لام ووصلت لبالوتيللي الذي لم يتوان في إيداعها الشباك على عكس ما كان عليه في مباراتي أسبانيا بالدور الأول وإنجلترا بدور الثمانية إذ أهدر بالوتيللي أكثر من فرصة مشابهة. وقال المدير الفني للمنتخب الإيطالي تشيزاري برانديللي: «أعتقد أننا على استعداد جيد لهذه المباراة. كنا نعرف أن المنتخب الألماني رائع في اللعب على الجانبين. أردنا الحفاظ على الكرة والسيطرة على وسط الملعب. كان لدينا لاعب دائما يخلو من الرقابة في وسط الملعب».

وفي محاولة لتفسير التغييرات التي أجراها في التشكيلة الأساسية، قال لوف إنه أعاد بودولسكي للتشكيل لأنه ظهر بشكل جيد في التدريبات وأظهر مستواه الجيد في البطولة الحالية من خلال الأهداف الثلاثة التي سجلها. وأضاف أنه دفع باللاعب توني كروس ليسيطر على وسط الملعب. وأوضح «كنت أريد أن يصبح الفريق قويا في وسط الملعب لمواجهة بيرلو ودي روسي وأن نربك المنتخب الإيطالي مبكرا». وأضاف «اعتقدت أن الخطة تسير بشكل جيد حتى جاء الهدف الأول، وبعدها لم نعد إلى أجواء المباراة في الشوط الأول. وكان يتعين علي بالفعل أن أجري تغييرات بين الشوطين». وقال المدير الفني السابق للمنتخب الألماني يورغن كلينسمان، والذي عمل لوف مساعدا له في كأس العالم 2006 بألمانيا، إن المنتخب الإيطالي فاز باللقاء في وسط الملعب. وأوضح كلينسمان، الذي يعمل بالتحليل حاليا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» «ألمانيا خسرت معظم الالتحامات في وسط الملعب وكان ذلك أمرا حاسما. لم يستطع الفريق السيطرة على بيرلو ولم يستطع السيطرة على مونتوليفو أو دي روسي وخسر الفريق المباراة في وسط الملعب».