العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

بالوتيلي يعود لاعبا محبوبا في إيطاليا بعد ثنائية رائعة

الكل يحب غريبي الأطوار وخصوصا حين يؤدون بطريقة جيدة، وخلال أسبوعين فقط تحول ماريو بالوتيلي من لاعب ظنت بلاده إيطاليا أنه لا يمكن احتماله إلى مفتاح أملها في الفوز بلقب بطولة أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية.

وبعد أداء ضعيف في أول مباراتين لإيطاليا في نهائيات 2012 ضد اسبانيا وكرواتيا استعاد اللاعب البالغ من العمر 21 عاما لقبه سوبر ماريو بعد أن سجل هدفين رائعين ليمنح فريقه الفوز 2/1 على ألمانيا أمس الأول (الخميس) لتتأهل لمواجهة أخرى ضد اسبانيا لكن في المباراة النهائية غدا (الأحد).

وضد اسبانيا كانت بداية البطولة بالنسبة لايطاليا وحينها لم يكن لبالوتيلي تأثير كبير على فريقه ضد حاملة للقب وكذلك في المباراة الثانية أمام كرواتيا حين تفوق عليه ماريو مانزوكيتش الكرواتي فاستبعد من التشكيلة التي واجهت ايرلندا في المباراة الثالثة.

لكن دخل بالوتيلي كبديل في تلك المباراة ليسجل هدفا رائعا بتسديدة مباشرة من مدى قريب ويحسم انتصار فريقه 2/صفر ويقوده لدور الثمانية.

وضد انجلترا عاد بالوتيلي ليهدر الفرص فسدد الكرة إما فوق العارضة أو بجوار القائمين في كل محاولة أتيحت له وطالته نظرات استياء من زملائه، لكنه لم يتأثر وطلب بنفسه تسديد ركلة الترجيح الأولى ليفوز فريقه 4/2 على الانجليز بعد التعادل من دون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي.

ويوما ما وصفه المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو بأنه لا يمكن السيطرة عليه حين كان بالوتيلي مهاجما صاعدا في إنتر ميلان لكن مدرب إيطاليا الحالي تشيزاري برانديلي لم يتوقف عن دعم لاعبه، ورفض اللاعب نفسه اتهامات بأنه تصرف من دون نضج وقال إنه يجب الحكم عليه من خلال الأداء في أرض الملعب وليس من خلال تصرفاته الغريبة خارجه.

وأعاده برانديلي للتشكيلة الأساسية في مباراة الدور قبل النهائي ضد ألمانيا أمس الأول فوضع إيطاليا في المقدمة بعد 20 دقيقة من البداية بهدف من ضربة رأس اعتاد عليها في ملاعب التدريب الخاصة بناديه الانجليزي مانشستر سيتي حين ارتقى ليقابل تمريرة عرضية من انطونيو كاسانو ويحولها داخل المرمى.

والآن يهتف المشجعون الإيطاليون الذين ثاروا ضد بالوتيلي في بداية البطولة باسمه وكلهم سعادة لكن ذلك الهدف لم يكن سوى البداية.

فبعد 16 دقيقة من ضربة الرأس تلك توقع بالوتيلي تمريرة أمامية من ريكاردو مونتوليفو ليمر من لاعب منافس ويسدد كرة قوية في شباك الحارس مانويل نوير.

ولم يكن المنتقدون الذين شاهدوه يهدر فرصا في مواقف مماثلة ليشكوا في أنه سيتردد أو سينتظر لوقت أطول بلا مبرر لكن بالوتيلي تعلم من أخطائه، وانفجر أعضاء الفريق الإيطالي الجالسين على مقاعد الاحتياطيين من فرط السعادة لكن بالوتيلي رفض حتى أن ترتسم على وجهه مجرد ابتسامة وخلع قميصه واستعرض عضلات صدره وانتظر احتفاء زملائه به.

ونال بالوتيلي إنذارا عن تصرفه ولو أنه ارتكب واحدا من تلك الأخطاء المعتادة قبل نهاية المباراة لنال إنذارا آخر وغاب عن المباراة النهائية.

لكنه بدلا من ذلك اختفى من المباراة فاستبدل وكان واضحا أن ذلك على غير رغبته إذ بدا أنه أصيب بشد عضلي قبل 20 دقيقة من النهاية.

وقال برانديلي في أحدث تصريحاته التي تحمل تحليلا لأداء اللاعبين: «ماريو لاعب فريد. إنه لاعب قوي ويكافح من أجل الفريق. إنه دائما يبرز حين يحتاجه الفريق ويقاتل داخل منطقة الجزاء».

وأضاف «تركيزه عال وقام بما طلبته منه وقام بتلك الأشياء التي تسبب مشاكل للمنافسين. مشوار ماريو بالوتيلي بدأ للتو».

وتحدث بالوتيلي أخيرا للصحافيين قائلا: «إذا فزنا (في النهائي يوم الأحد) وإذا سجلت أهدافا فسيكون أمرا مذهلا. لو فزنا ولم أسجل أهدافا فسيكون أمرا مذهلا أيضا».

وصرّح بالوتيلي أنه اختبر «الشعور الأقوى مع المنتخب الوطني، وأروع مباراة خضتها معه»، بتسجيله هدفي المباراة نصف النهائية التي فازت فيها إيطاليا على ألمانيا (2/1).

وقال بالوتيلي :»بالنسبة للهدف الأول، أظهرت بهجتي لأن زملائي في الفريق طلبوا مني ذلك. أما (رد فعله) بعد الهدف الثاني، فلا حاجة للشرح، في إمكانكم أن تروا»، إذ خلع اللاعب قميصه وتطلّع إلى الجمهور بنظرة حادة، بعد هدف ثان أظهر فيه قوته ومنح بلاده التقدم (2/0). وقال اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً :»كانت والدتي حاضرة في الملعب ووالدي يشاهد المباراة أمام التلفزيون. سجلت هدفين أمام والدتي، وأريد أن أسجّل 4 لوالدي في المباراة النهائية في كييف! اللحظة المفضلة بالنسبة إلي كانت عندما قبلتني والدتي بعد المباراة».

وأضاف بالوتيلي الذي سجل 3 أهداف حتى الآن في البطولة الأوروبية «أنا سعيد جداً، وأتمنى أن أكون أكثر سعادة الأحد. آمل في أن أسجّل لكنني لا أفكر في طريقة احتفالية معينة. إذا فزنا في المباراة وسجّلت، سيكون الأمر رائعاً. وإذا فزنا ولم أسجّل، سيكون الأمر رائعاً بالقدر نفسه».

وذكر «سوبر ماريو» بأن وصول إيطاليا إلى المباراة النهائية «يعني أننا أحد المنتخبين الأفضل في البطولة، وعلينا أن نلعب من أجل الفوز. نحن المنتخب الوحيد الذي سجل هدفاً ضد إسبانيا» في المباراة التي جمعتهما في المجموعة الثالثة من الدور الأول، وانتهت بالتعادل (1/1).

وتجمع المباراة النهائية التي تقام الأحد في كييف، إيطاليا وحاملة اللقب إسبانيا، التي تأهلت إلى النهائي بعد فوزها الأربعاء على البرتغال بركلات الترجيح (4/2).

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً