العدد 3582 - الأربعاء 27 يونيو 2012م الموافق 07 شعبان 1433هـ

ملف ضحايا التعذيب بصراحة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في كلمتها بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن «مختلف هيئات الأمم المتحدة التي تتعامل مع التعذيب، بما في ذلك مكتبي، تتلقى تقارير مروعة عن التعذيب في أماكن الاعتقال، سواء لانتزاع الاعترافات أو لتخويف منتقدي الأنظمة».

بيلاي التي تنحدر من أصل هندي، من مواليد جنوب إفريقيا، وهي من أوائل المحامين من غير البيض الذين سُمح لهم بالعمل في ناتال مطلع الستينات، الفترة التي سجن فيها نلسون مانديلا، وقد تولّت الدفاع عن المناضلين ضد سياسة الفصل العنصري، ومناهضة التعذيب في السجون. وعملت في المحكمة العليا في جنوب إفريقيا، وانتخبت قاضياً في المحكمة الدولية الجنائية الخاصة برواندا. ودفعت إلى اعتبار الاغتصاب «من أعمال الإبادة الجماعية، بعد أن كان ينظر إليه كأحد غنائم الحروب».

بيلاي التي تمثل الضمير العالمي بحكم موقعها، قالت في كلمتها إن «أكثر ضحايا التعذيب أناسٌ عاديّون، غالباً ما ينتمون إلى أضعف قطاعات المجتمع، والأفظع أنّه حتى الأطفال لم ينجوا من التعذيب». وهي شهادة تثير الكثير من الشجون، وخصوصاً في البلدان التي تدهورت فيها حقوق الإنسان بدرجة مريعة، حتى بتنا نشاهد أطفالاً دون الخامسة عشرة يتعرضون للسجن ويقدَّمون للمحاكمات، وآخرين دون الرابعة يتعرضون إلى إصابات يفقدون فيها أعينهم، ليعيشوا معوَّقين بقية حياتهم، كما حصل مع الطفل أحمد النهام.

الحقوقيون اليوم في البحرين يعتبرون أن التنفيذ الجدي لتوصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، إلى جانب توصيات لجنة بسيوني لتقصّي الحقائق، من شأنهما أن يمهِّدا الطريق لمصالحة وطنية حقيقية، وتحقيق العدالة الانتقالية التي تحتاجها البحرين أكثر من أي وقت مضى.

الجمعيات الحقوقية الحقيقية، التزمت في الأزمة الأخيرة، بواجب توثيق الانتهاكات التي طالت قطاعات واسعة من المجتمع، أطباء وممرضين ومعلمين ورياضيين وإعلاميين وإداريين وعمالاً وموظفين. وتلقت لجنة الرصد والتوثيق بالجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، 1374 شكوى بخصوص التعرض للتعذيب أثناء الاعتقال، خلال الفترة من 13 مارس/ آذار 2011 إلى يونيو/ حزيران 2012، فيما وثقت دائرة الحريات وحقوق الإنسان في جمعية «الوفاق» 1866 شكوى من ضحايا التعذيب. وهناك قضايا أخرى موثقة لدى المراكز الحقوقية الأخرى، أو أصبحت جزءاً من تقرير بسيوني، الذي يمكن اعتباره سجلاً رسمياً موثقاً في هذا الخصوص، رغم عدم شموله كل القضايا، بسبب عدم تسجيل كثيرٍ من الضحايا قضاياهم، يأساً من العدالة والإنصاف.

قبل سبع سنوات، طالب تحالفٌ من مؤسسات المجتمع المدني بتطبيق فكرة العدالة الانتقالية، استلهاماً من تجارب بعض الدول التي مرت بسنوات الرصاص والدم، مثل المغرب وجنوب إفريقيا، حيث اعتمدت على مبادئ قانونية واضحة، مثل جبر الضرر، والمصارحة والمصالحة الوطنية. وهي أفكار عملية، استندت إلى حقيقة سيكولوجية عبّر عنها مانديلا بقوله: «الضحية يمكن أن تغفر ولكن لا تنسى»، وهي حقيقةٌ يفترض أن يستوعبها الجميع في البحرين.

ملف التعذيب يزداد اكتظاظاً بأسماء مئات الضحايا والعوائل الثكلى، والسجناء والمعتقلين والمنفيين والممنوعين من العمل والسفر. ولدينا من المستجدات عشرات الحالات من المعوقين أكثرهم من الشباب والأطفال. إنه ملفٌ مثقلٌ بالآلام والمعاناة.

في العام 2010، أصدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تقريراً بعنوان «عودة التعذيب في البحرين»، أثار غضب واحتجاج الجهات الرسمية، لكن بعد أربعة أشهر شهدت البلاد انتهاكات واسعة أطاحت بسقف التقرير المذكور وجعلته ذكرى من الماضي السحيق.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3582 - الأربعاء 27 يونيو 2012م الموافق 07 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 4:14 م

      سيد

      أضحكتني بصراحة

    • زائر 17 | 9:34 ص

      سجل الشقاء

      الاف الخدود ملئتها الدموع الساخنة الحزينة\r\nسنحتاج لآلاف الأفلام غداً لنروي للأجيال حقيقة المعاناة التي تحملناها\r\nلن ننسى هذه حقيقة ولكن هل نغفر احتاج للاتصال بمانيلا لاتناقش معه

    • زائر 15 | 9:31 ص

      كيف ينسى من ؟؟؟؟؟

      كيف ينسى أطفال واباء وامهات وزوجات من فقد حياته واستشهد

      كيف ينسى من فقد عينه أو عيناه

      كيف ينسى من اعيق ولا زمته الاعاقة

      كيف ينسى من فقد عمله وقطع رزقه

      كيف ينسى من سجن ظلما وعدوانا

      كيف ينسى من انتهكت حرمة بيته وروعت اطفاله وسرقت ممتلكاته

      كيف ينسى من سرقت محلاته وشرب ماؤها

    • زائر 14 | 7:53 ص

      اكتب يا استاذ عن مظالمنا

      ونريد منك طلبا سهلا ان تكتب عن الاسكان بقي لنا ننتظر قسيمة 20 سنة وبلغ عمري 50 سنة وانا في الايجار الى متى هذا الظلم؟؟؟

    • زائر 13 | 7:10 ص

      هذه الاحداث ستدون وستدرس في بطون كتب التاريخ ونستلهم منها الكثير ولن ينسى شيء فما يعد جبر ضرر لسكان جنواب افريقيا بعد مدة لن يصلح لجبر ضرر بل سيكون موروث سياسيا ونكته سوداء لن تزول سيستمر صداها ان لم تعالج سريعا . فلس كل جرح اندمل نحسبه قد تم الشفاء منه .

    • زائر 12 | 5:56 ص

      العمل ووظائفه

      ليس بغريب أن الأعمال متعددة وكثيرة وقطاعاتها متنوعة. فرجال المرور لهم وظائف كثيرة، منها تنظم السير، وضع الإشارات وما ييسر ويسهل المرور في الطرقات والشوارع..
      فاسم النظام "المرور" وظيفته تنظيم المرور مكوناته الأساسية: القانون، رجال المرور، مستخدمي الطريق (المارة والسيارات، المركبات) والشوارع والطرقات والممرات.. وناتج عمل رجال المرور للجميع معلوم.
      لكن أين يمكن ملاحظة ناتج عمل رجال السياسة ورجال الدين ورجال القانون ونحن في دولة القانون؟

    • زائر 11 | 5:40 ص

      عنوان

      ما هذا الهذيان ؟ عدالة انتقالية بين من ومع من ؟ البحرين بها مكونين اساسيين وهناك للاسف بوادر صراع طائفى لا داعى للحديث والاوهام عن طرف مظلوم وعدالة انتقالية تجرى في جنوب افريقيا ولازم تجرى في سوريا اما البحرين تماما امر مختلف فلا داعى للفلسفة

    • زائر 10 | 4:59 ص

      حكوك الإنسان

      ملف حقوق الإنسان أم ملف سحق الإنسان والله محنا شايفين لا نافي بيلاي ولا غيرها مسوين شيئ كلام منابر وما أكبر كلمة حقوق الإنسان على كل لسان والنتيجة شراح تكون ؟ هذا ليس يأس ولكن واقع تفرضه الإدارة الأمريكية فماذا نحن فاعلون؟ أسم الله عليكم يا أبناء الوطن وما تشوفون شر والله يخلي ماما نافي وغير هيك مافي

    • زائر 9 | 2:51 ص

      وإن نسينا فإن الله لا ينسى

      والمتسببين في تعذيب الأبرياء سيلاقون آثار عملهم القبيح في الدنيا وجزائهم العادل في الآخرة وبئس المصير
      حسبي الله ونعم الوكيل
      الله ينتقم من الظالمين

    • زائر 8 | 2:10 ص

      هذا اليوم ليس لإنصاف الضحايا فهو لمعاقبة ممارسي التعذيب

      قد يفهم البعض ان هذا اليوم هو فقط لانصاف صحايا التعذيب وهذا الهدف الاساس فعلا ولكن الاهم هو محاسبة ومعاقبة الجلادين والمعذبين لردع وكبح جماح هؤلاء المجرمين حول العالم والذين يحاربون الله في تعذيب واذلال خلقه الذين اعزّ.

    • زائر 5 | 1:45 ص

      كيف انسى

      وابني لازال في السجن
      وزوجب اجبر على التقاعد لكي يضمن شئ نفتات منه
      واخي مطارد
      ووووووووو
      لكنني داما اقول
      الهي خذ لنا بحقنا وانتقم لنا ممن ظلمنا انك عزيز ذو انتقام
      وكل من اعان على ظلمنا ولوبكلمه فهو شريك

    • زائر 4 | 1:43 ص

      شعب لاينسى

      يقولون نحن بلدالمؤسسات الدستورية والله عجيب انتهاكات وقع على بنى البشر وشكرا.

    • زائر 1 | 12:22 ص

      صحيح لأنني لن أنسى من وشى علي لفصلي ومن أهانني وأهان مذهبي ومن سجن قريبي ومن عذّب أهلي ومن إعتدى على جارتي ومن قام بالعذاب الجماعي لقريتي..

      حقيقة سيكولوجية عبّر عنها مانديلا بقوله: «الضحية يمكن أن تغفر ولكن لا تنسى»، وهي حقيقةٌ يفترض أن يستوعبها الجميع في البحرين..

اقرأ ايضاً