المحلل السياسي عبدالله النفيسي الذي استضافته احدى القنوات الفضائية قبل عام من الآن وتحدث باستفاضة عن حال الأمة العربية والإسلامية، والنفيسي بحاسته في قراءة الحوادث قال عبارة في ثنايا حديثه أصبحت ترددها تلك القناة الفضائية فترة طويلة من الزمن، والعبارة هي «ان التغيير قادم... قادم... قادم» وصدقت الحوادث في المنطقة العربية والإسلامية حدس النفيسي وحدث التغيير فعلا، احتُل العراق، وذهب صدام حسين إلى مزبلة التاريخ، وكشف الناس ما كان في الخفاء، ولكن التغيير الذي حدث ولم يكن في حسابات المراقبين هو التغيير في النظرة للحياة وللموت وللصراع البشري إذ أضحى الموت والدمار لدى الكثير من التيارات في الساحة لغة تتخاطب بها مع الآخرين، وبرز من خلال هذا التغيير الجديد من يحب إراقة الدماء لدرجة السعادة والفرحة الغامرة تلك التي تمثلت في شخصية «العمروسي» منفذ عملية تفجيرات بالي بإندونيسيا والذي حكم عليه بالإعدام، واندهش الذين شاهدوا جزءا من المحاكمة عبر القنوات الفضائية كيف أن الرجل يبتسم ويضحك وتارة يرفع يديه بعلامات النصر وقد بانت على ملامحه السعادة والغبطة وهو يجلس بين يدي المحكمة غير مبال بالموت، هذا هو التغيير الحقيقي الذي حدث في الأمة وان كان منفذ عملية بالي بهذا المستوى فإنه نموذج لفكر ولشخوص موجودين الآن بين ظهرانينا.

الانسان السوي عندما يقتل حشرة صغيرة، نملة كانت أو غيرها يحس بالندم وبتأنيب الضمير على قتل هذا الحيوان الصغير الذي ليس له جهة ترفع دعوى قضائية ضد القاتل، فكيف بقتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق...؟