أثارت الخسارة الثقيلة التي تعرض لها منتخبنا الأول لكرة القدم أمام المغرب برباعية نظيفة في أولى مباراته في كأس العرب علامات استفهام بشأن أسباب هذه الخسارة التي كانت مفاجئة وخصوصاً أن منتخبنا دخل البطولة بطموحات تنافسية بعد نتائجه الجيدة في مشاركاته الأخيرة فضلاً عن كون الفريق المغربي لعب بتشكيلته المحلية.

وعلى رغم عدم الاهتمام الجماهيري والإعلامي الكبير بمجريات كأس العرب حتى الآن بسبب توقيتها الصيفي وتزامنها مع كأس الأمم الأوروبية، إلاّ أن ذلك لم يمنع من ظهور ردود فعل بشأن الخسارة الثقيلة والتي تركزت على ضرورة تحديد الهدف من المشاركة في البطولة العربية ما بين الرغبة في الاعداد لكأس خليجي 21 التي ستقام في البحرين وبين شعار وطموح المنافسة المعلن من المسئولين في اتحاد الكرة، وأن ما جرى في لقاء المغرب يناقض الخيارين!.

ويرى المدرب الوطني الكابتن خالد تاج أن منتخبنا فاجأ الجميع بظهوره المتواضع في مباراته الأولى أمام المغرب إذ ظهر بلا هوية وافتقد إلى مقوماته الفنية وكذلك الروح القتالية والحماسية التي كانت تميز المنتخب، بالإضافة إلى الأخطاء الفنية الكثيرة التي وقعت سواء من قبل المدرب تايلور في وضع التشكيلة المناسبة وطريقة اللعب التي انتهجها الفريق ووضحت أنها جديدة وغريبة على اللاعبين فواجهوا صعوبة في التأقلم معها وتنفيذها بالصورة السليمة، أو من قبل اللاعبين الذين كانوا بعيدين عن مستواهم المعروف وارتكبوا أخطاء فادحة ساهمت في تسجيل الأهداف المغربية.

وقال تاج خلال تحليله المباراة «لم نشاهد فوارق بين المنتخبين البحريني والمغربي توحي بحدوث مثل هذه الخسارة بل كان الفريق المغربي أكثر حرصاً وعمل ألف حساب للفريق البحريني، ووضح ذلك من خلال طريقة اللعب الذي أنتهجها المغاربة بأسلوب دفاع المنطقة والتراجع كلما فقدوا الكرة واللعب على أخطاء الفريق البحريني التي كانت واضحة وخصوصاً في خطي الوسط والدفاع وأحسن الفريق المغربي استثمارها وسجل منها أهدافه الأربعة التي لم تكن نتاج هجمات منظمة أو تكتيك من قبل الفريق المغربي بل أخطاء دفاعية فادحة».

وأشار تاج إلى أن هذه الخسارة تعتبر الثانية للمدرب تايلور منذ توليه مهمة تدريب المنتخب والنقد لا يوجه لشخص بعينه لكن إلى الوضع الذي كان عليه الفريق في مباراة المغرب ويجب تصحيح الأخطاء الكثيرة ليظهر الفريق بصورة أفضل في مبارياته المقبلة.

الشملان: خسارة طبيعية ولكن...

من جانبه، اعتبر المدرب الوطني الكابتن محمد الشملان خسارة منتخبنا أمام المغرب طبيعية وفق المعطيات التي سبقت البطولة من حيث الفروقات بين المنتخبين على رغم أن المنتخب المغربي شارك بتشكيلة محلية، إذ كان واضحاً أن المنتخب البحريني لم يكن مهيئاً بالصورة المطلوبة وهناك تغييرات على عناصر الفريق، وبالتالي شكل ذلك صعوبة في خلق الانسجام بين هذه العناصر وكان يفضل لو اعتمد المدرب تايلور على العناصر التي بينها انسجام أكثر من خلال المشاركات السابقة للمنتخب، لكن الخسارة بفارق الأهداف الأربعة لا تعكس المستوى الحقيقي لمستوى منتخبنا.

وقال الشملان: «من الأمور التي ساهمت في ظهور منتخبنا بهذه الصورة برنامج الاعداد للبطولة وتحديداً معسكر القاهرة ومدى الاستفادة منه في ظل غياب مجموعة كبيرة من العناصر التي شاركت في البطولة العربية عن الانتظام فيه، كما أن الصورة تبدو غامضة بشأن الهدف الحقيقي من المشاركة العربية بين أنها ضمن برنامج الاعداد لكأس خليجي 21 وبين طموح المنافسة وفق ما صرح به بعض مسئولي الاتحاد، فإذا كان الهدف هو المنافسة فذلك ليس مقبول ويجب أن يكون بالتنسيق مع عمل المدرب الذي حصل على الفرصة الكافية للعمل مع المنتخب فاقت السنة الواحدة وتعرف على اللاعبين ولا مجال للتجريب أكثر، أما لو كان الهدف الأعداد لكأس الخليج فذلك يتطلب عملاً مختلفاً لما رآه الكثيرين في لقاء المغرب وأن ذلك لا يمنع أن يقترن بضرورة تحقيق نتائج إيجابية تدعم العمل الفني وتغرس الثقة لدى اللاعبين».