العدد 3577 - الجمعة 22 يونيو 2012م الموافق 02 شعبان 1433هـ

هذا هو كريستيانو رونالدو «الملكي»

البرتغال بقيادة «الدون» تنتفض وتواصل التألق

كان من الممكن أن تلعب جمهورية التشيك دستة من المباريات في دور الثمانية ومع ذلك لا تنجح في صنع عدد الفرص التي صنعها كريستيانو رونالدو وحده في عرض رائع آخر لقدرات قائد منتخب البرتغال لكرة القدم.

وفي مباراة من جانب واحد تماما في دور الثمانية ببطولة أوروبا 2012 منح هدف رونالدو بضربة رأس في الدقيقة 79 البرتغال بطاقة التأهل للدور قبل النهائي إذ ستلاقي اسبانيا أو فرنسا وأكد مرة أخرى أن اسمه سيتصدر العناوين.

وساعد ثالث هدف له في البطولة رونالدو على نيل جائزة أفضل لاعب في المباراة مرة أخرى على رغم أن هناك العديد من المهارات بين صفوف البرتغال.

وشكل راؤول ميريليش وجواو موتينيو الذي صنع الهدف بتمريرة عرضية جيدة مصدرا منتظما للفرص من وسط الملعب بالإضافة للظهير جواو بيريرا.

وقدم ناني مباراة جيدة أخرى وتبادل موقعه في الجناح مع رونالدو ليظل الفريق التشيكي تحت ضغط دائما بينما كان خط الدفاع بمثابة المشاهد تقريبا في ظل ندرة الطموح الهجومي التشيكي بعد أداء ايجابي نسبيا في أول 15 دقيقة.

لكن رونالدو كما جرت العادة لعب الدور المحوري، وحتى في ظل توجيه انتقادات له في بداية البطولة كان يطلب الكرة دائما وهو الآن في حالة رائعة بشكل لافت للنظر.

وشهدت بطولة أوروبا العديد من اللاعبين الموهوبين خلال السنوات الماضية لكن قليلين فقط بالتأكيد مزجوا المهارة الرائعة مع العمل الجماعي مثل قائد البرتغال البالغ عمره 29 عاما.

وفي أغلب الأوقات تكون محاولاته عقيمة لكن على رغم أنه يظهر انزعاجه سريعا إذا لم يتفق إنهاؤه للكرة مع توقعاته إلا انه لا يتراجع كثيرا وفي الهجمة التالية يمكن التأكد من انه سيفعل كل ما يستطيع لتكون النتيجة أفضل.

وبعد شوط أول خال من الإثارة أيقظ رونالدو الجماهير بمحاولة تسديدة ركلة خلفية حادت قليلا عن المرمى ثم سدد في القائم بعد أن سيطر بصدره على تمريرة ميريليش الطويلة قبل أن يستدير 180 درجة والكرة ملتصقة بقدمه في لمحة مهارية جميلة.

وبعد 5 دقائق من الشوط الثاني سدد رونالدو في القائم مجددا من ركلة حرة ليرفع 4 من أصابعه في إحباط في إشارة لعدد المرات التي سدد فيها في العارضة خلال البطولة.

وعمل الظهير الأيمن التشيكي تيودور جيبرسيلاسي بلا كلل في محاولة لإيقاف أغلى لاعب في العالم وخرج منتصرا في بعض مواقف رجل لرجل. ومع ذلك وبينما اقتربت نهاية الوقت الأصلي والمدافع يظن أنه قام بعمل رائع مع رونالدو وجد نفسه يمسك برأسه ومنافسه يركض فرحا.

وكان جيبرسيلاسي في وضع أفضل عندما أرسل موتينيو الكرة العرضية من الجناح الأيمن لكن رغبة رونالدو في إحراز هدف جعلته يتحرك أولا ويتجاوز رقيبه.

وبمجرد أن كان في المكان الصحيح لم يخطئ رونالدو في تسديد الكرة برأسه إلى شباك بيتر شيك محرزا هدفه 35 في 94 مباراة دولية.

وتعانق ايزيبيو الذي قاد البرتغال لقبل نهائي كأس العالم 1966 ولويس فيغو الذي حمل شارة القيادة عندما وصل المنتخب البرتغالي للمرحلة نفسها في بطولة 2006 بعد أن أحرز رونالدو هدفه.

ويحمل «الجوهرة السوداء» وزعيم «الجيل الذهبي» مكانة خاصة في البرتغال لكن رونالدو قد يملك أساس الحصول على كل هذه المكانة لنفسه إذا قادت أهدافه المنتخب البرتغالي لإحراز اللقب للمرة الأولى.

ولم تفز البرتغال بأي مباراة في العام الجاري قبل انطلاق كأس أوروبا 2012 لكرة القدم إلا أن فريق المدرب باولو بينتو وبقيادة مهاجمه المتألق كريستيانو رونالدو اثبت انه منافس قوي على اللقب الأوروبي. وتعادل الفريق من دون أهدف مع بولندا ومقدونيا ثم خسر 3/1 أمام تركيا قبل أسبوع من انطلاق النهائيات الاوروبية الحالية المقامة في بولنا وأوكرانيا. كما انه خسر بهدف أمام ألمانيا في مباراته الأولى في البطولة الحالية في المجموعة الثانية الصعبة التي واجه فيها أيضا هولندا والدنمارك ما أدى إلى تعرض بينتو إلى انتقادات متزايدة في بلاده إلا أن البرتغال انتفضت وبشكل مشرف.

واستعاد رونالدو أغلى لاعبي العالم لمسته المتميزة وأحرز هدفين أمام هولندا وكاد يضيف المزيد لولا إطار المرمى قبل أن يحرز هدف الفوز الرائع على جمهورية التشيك. ولم تحرز البرتغال أي لقب كبير في اللعبة الشعبية على رغم أنها أوشكت على ذلك عندما خسرت في نهائي البطولة على أرضها أمام اليونان في 2004. والهدف الذي فازت بها البرتغال على التشيك لم يكن نتاج مجهود فردي لرونالدو بل انه جاء بسبب مجهود جماعي. إذ يتمركز ميجيل فيلوسو أمام رباعي الدفاع ليمكن موتينيو وراؤول ميرليش من التقدم في حين يتنقل ناني من جهة إلى أخرى على الجناحين ليسمح لرونالدو بحرية الحركة.

وأرهقت هذه الطريقة منتخب التشيك على رغم إن القادم لا يزال أكثر صعوبة. وقال المدرب بينتو: «في قبل نهائي بطولة كبيرة من هذا القبيل تكون هناك دوما فرق كبيرة مختلفة الملامح إلى جانب لاعبين من نوعية عالية وتنظيم كبير إلا أننا لا نهتم بمن سنواجه».


الصحف البرتغالية تشيد برونالدو

لشبونة - ا ف ب

تصدر المهاجم كريستيانو رونالدو الصحف البرتغالية أمس (الجمعة)، بعد مساهمته في تأهل منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي لكأس أوروبا 2012 لكرة القدم بتسجيله هدف الفوز على تشيكيا (1/صفر)، في مباراة الدور ربع النهائي التي جمعتهما الخميس.

وقالت الصحيفة الرياضية اليومية «ابولا»: «اللاعب الأفضل في العالم كان الفارق مرة جديدة»، مقارنة بين نجم ريال مدريد وغريمه الأرجنتيني لاعب برشلونة ليونيل ميسي.

«هو الأفضل في العالم» كتبت «ريكورد» في صدر صفحتها الأولى، مشيرة إلى أن «كأس أوروبا تتحول لتصبح مناسبته».

ونفدت «ابولا» من الصفات لإطلاقها على أداء رونالدو «غير القابل للتوقيف... الساحر»، بعد أيام من إشادتها بدوره الحاسم في الفوز على هولندا في المرحلة الأخيرة من الدور الأول.

«سي ار 7 الذهبي (نسبة إلى اسم رونالدو ورقم قميصه): هدف وأداء راق يفسح في المجال أمام نصف النهائي» كتبت «كوريو دا مانيا». أما «دياريو دو نوتيسياس» فقالت: «سوبر رونالدو وضع البرتغال على بعد مباراة من النهائي». أما بالنسبة إلى «بوبليكو» فرونالدو: «أضاع بعض الفرص الصريحة، لكنه اظهر ذخيرة لا تنضب».

ولم تقتصر التحية الصحافية على رونالدو، إذ نوهت «ديارو» بلاعبي المدرب بابلو بينتو «الذي اخرج مرة جديدة أسلحته الكبرى: كريستيانو رونالدو رائعا، صبر غير محدود وتنظيم غير قابل للانتقاد».

واعتبرت «بوبليك» إن «عرضا كرويا منفردا مهد الطريق إلى نصف النهائي»، مشيرة إلى أن «بابلو بينتو مسئول عن منتخب يلعب كفريق، مع ذكاء وشجاعة». وأضافت «كوريو دا مانيا»: «لعب السيليساو مباراة مثالية».

وستلعب البرتغال في نصف النهائي مع الفائز في مباراة اسبانيا وفرنسا التي تقام اليوم (السبت)، ما ادخل بعض الحذر في مقاربات الصحافة البرتغالية المهللة، فكتبت «دياريو»: «الآن يمكن أن نصاب بالأذى»، وأضافت «ابولا»: «اسبانيا أو فرنسا، عملاقان... 90 دقيقة إضافية من المعاناة».

وفي 5 مباريات نصف نهائية خاضتها في البطولات الكبرى، وصلت البرتغال مرة واحدة إلى النهائي، عندما استضافت كأس أوروبا 2004 على أراضيها. وذكرت «ريكورد» بان فرنسا قطعت الطريق على البرتغال في 3 مباريات نصف نهائية: كأس أوروبا 1984 و2000، وكاس العالم 2006.

واعتبرت «دياريو» إن اسبانيا «ستكون منافسا ممتازا» في نصف النهائي، مع إنها أخرجت البرتغال من كأس العالم 2010. أضاف «يستحق هذا المنتخب أن يواجه الأفضل، وهو جاهز لذلك». وختمت بالتحدي «من يجرؤ على مواجهتنا؟ اسبانيا أم فرنسا؟».


رونالدو يهدي هدفه في التشيك إلى ميسي

بمجرد أن هز شباك بيتر تشيك التي استعصت عليه طوال 80 دقيقة، توجه كريستيانو رونالدو إلى كاميرا أحد المصورين المحيطين بالملعب الوطني بوارسو ليتمتم بكلمات لم يتم تفسيرها بوضوح، لكن اسم «ميسي» كان مقروءا من على شفتيه، ثم اختتم كلامه بتوجيه قبلة للعدسة.

أثارت تلك اللقطة اهتمام كل من تابع اللقاء من الشغوفين بتفسير عبارات رونالدو، لكن الأرجح، كما أبرزته جماهير الكرة الإسبانية والبرتغالية، أنه أراد أن يهدي هدفه إلى ميسي، كنوع من السخرية لمنتقديه.

ففي كل مباراة ظهر فيها «صاروخ ماديرا» بأداء مخيب، كان العقاب قاسيا في المدرجات، إذ تهتف الجماهير الغاضبة باسم النجم الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم لإثارة استفزاز قائد «سيليساو أوروبا»، وحدث ذلك في مباراة الدنمارك الذي ظهر فيها رونالدو كالشبح، من دون أن يساهم في فوز منتخب بلاده 3/2.

لكن هداف ريال مدريد قدم أداء ممتعا في مباراة هولندا وقاد بلاده لربع النهائي بعد الفوز بثنائية من توقيعه كاد يضاعفها لولا تسديدتين في القائم، وهو ما تكرر أمام التشيك لكنه اكتفى بهدف واحد صعد بالبرتغال للمربع الذهبي مع تسديدتين أخريين في القائم.

حديث رونالدو إلى ميسي عبر الكاميرا ربما يحمل كثيرا من الرسائل الضمنية، وأبرزها كما يقول لسان حاله «لست أفضل مني هذا العام. سأستعيد الكرة الذهبية منك وأكسر احتكار 3 أعوام كانت فيها بحوزتك»، وقد اعترف كريستيانو بذلك عقب اللقاء حين أكد أن الكرة الذهبية اقتربت كثيرا منه على رغم أن الفوز بيورو 2012 قد لا يشفع له بالتتويج بها لأنه ليس معيارا أساسيا.

أو ربما كانت الرسالة موجهة لكل من استفز رونالدو بالهتاف لميسي، ليؤكد أن هذا الأمر لم ينل من معنوياته ولم يؤثر عليه سلبا، فهو ماض في طريقه بثبات من دون أن تعنيه المقارنة مع الهداف التاريخي لبرشلونة.


بينتو يشيد بفعالية لاعبيه ومستعد لفرنسا وإسبانيا

وارسو - ا ف ب

اعتبر مدرب المنتخب البرتغالي باولو بينتو أن الفعالية كانت مفتاح فوز منتخبه على تشيكيا (1/صفر) في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم في الملعب الوطني في وارسو الخميس.

وسجل نجم المباراة المهاجم كريستيانو رونالدو هدف الفوز قبل 11 دقيقة من نهاية المباراة، لكن بينتو اعتبر أن القدرة الجماعية للاعبي البرتغال في السيطرة على المباراة دفاعا وهجوما «هي التي صنعت الفارق الحقيقي».

وقال بينتو: «لم تكن بدايتنا جيدة في الهجوم. لم نكن فاعلين عندما امتلكنا الكرة في الجزء الأول من المباراة». وأضاف «لاحقا سيطرنا في شكل اكبر، وتحكمنا بالمباراة في شكل مختلف. لعبنا بطريقة أسرع وأظهرنا مستوى جيدا في الشوط الثاني. سيطرنا على المباراة ومن المهم في حالة كهذه، أن تكون فاعلا في الدفاع والهجوم».

واعتبر المدرب ان منتخبه اظهر تفوقه مرارا في الشوط الثاني، مشيرا إلى أن يوم الراحة الإضافي الذي تمتع به المنتخب التشيكي بعد نهاية الدور الأول «لم يكن باديا في الشوط الثاني. ببساطة لعبنا في شكل أفضل».

وستواجه البرتغال في الدور نصف النهائي الفائز في مباراة حاملة اللقب اسبانيا وفرنسا التي تقام اليوم (السبت). وقال بينتو انه لا يفضل منتخبا على الآخر «لن يكون لنا هدف سوى أن نهزم فرنسا أو اسبانيا. هذا ما سنحاول القيام به».

ومع سيطرة البرتغال على المباراة، شكل الأداء التشيكي خيبة أمل كبرى. فالمدرب ميشال بيليك كان قد قال قبل المباراة إن لاعبيه سيعتمدون أسلوبا دفاعيا للحد من خطورة رونالدو، لكن تشيكيا ذهبت في إستراتيجيتها إلى أقصى الحدود، ولم تبد رغبة في محاولة الفوز بالمباراة. وأشار بينتو إلى أن الإستراتيجية التشيكية «لم تكن مفاجئة، فنحن رأيناها سابقا وحللناها، وحضّرنا أنفسنا بالطريقة الفضلى. كنا ندرك ضرورة الحذر من هجماتهم المرتدة لان المنتخب التشيكي يضم لاعبين سريعين جدا وفنيين. لكن في الدقائق السبعين الأخيرة سيطرنا على المباراة في شكل جيد، وليس فقط في الهجوم. كذلك أظهرنا جهدا تكتيكيا».

العدد 3577 - الجمعة 22 يونيو 2012م الموافق 02 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً