العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ

بلد أهلي... مثل العشق ما ينقسم نصين؟

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

على رغم انني استمعت مرات ومرات لأغنية الفنان البحريني أخي العزيز علي بحر رحمة الله عليه والتي عادةً ما أتغنى بها عندما تلم المحن بأهل البحرين، فإن كلمات هذه الأغنية أصبح لها طعم ومذاق خاص في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها البحرين وأهلها، حيث ارتفعت أصوات نشاز من هنا وهناك وبعضها مع الأسف صادر عن شخصيات وازنة تؤكد انقسام أهل البحرين وفقدان الثقة بينهم بل أخذ البعض من دعاة الفتنة يحاول أن يقنع الناس بأن عليهم أن يتقبلوا حقيقة أن يعيشوا منقسمين إلى شعبين في دولة واحدة.

إن هذه الدعوات وان صدرت عن قيادات سياسية أو دينية وازنة، يجب على أهل البحرين أن يحاربوها ويسقطوها أرضاً ويدوسوا عليها بأقدامهم كما أفشلوا من قبل المخططات الاستعمارية وأعوانها ومخططات الدولة الفارسية في ضرب الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إن على هذه القيادات السياسية والدينية أن تكف عن تصريحاتها من خلال بذل المزيد من الجهود لرأب الصدع والشرخ الذي أصاب بنية المجتمع البحريني، إن على هذه القيادات واجب ديني ووطني في إخراج البلد من أزمته لا أن يصبوا الزيت على النار.

يا أهل بلدي الطيبين... قولوا لدعاة الفتنة من القيادات السياسية وخطباء المساجد والإعلاميين وغيرهم، اتقوا الله في أهل البحرين... كفاكم سباً لأهل بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم... كفاكم تكفيراً للاخر كفاكم تخويناً للاخر... انصرفوا يا أهل البحرين عن دعاة الفتنة، لا تستمعوا إليهم، لا تستقبلوهم في مجالسكم، لا تجعلوا منهم أبطالاً في هذا الزمن الرديء الذي قامت فيه أسهم الأقزام «والعصاعص».

يا أهل بلدي الطيبين... استحضروا ماضي أجدادكم وآبائكم والذين لم يعرفوا الطائفية قط، استحضروا تاريخكم عندما وقف الشعب البحريني بسنته وشيعته في مقاومة الاستعمار البريطاني والظلم والاستبداد وقدم الشهداء والتضحيات من أجل العزة والكرامة.

يا أهل بلدي الطيبين... استحضروا تاريخكم النضالي عند المنعطفات التاريخية، استحضروا «هيئة الاتحاد الوطني» والتي انضوى تحت لوائها قادة شرفاء من الشعب البحريني من الطائفتين الكريمتين، وعندما تمت محاكمتهم محاكمات تعسفية لم تفرق الأحكام التي صدرت بحقهم بين شيعي وسني، فالأحكام التي صدرت على قادة الهيئة صدرت عليهم كونهم بحرينيين يقودون العمل النضالي الشعبي ضد المستعمر والظلم والاستبداد والفساد وكان هدفهم هو العدالة والحرية والمساواة والكرامة.

يا أهل بلدي الطيبين... لقد كتبتم تاريخ وحدتكم الوطنية بحروف من نور عندما قلتم للدولة الفارسية في العام 1971 ان أهل البحرين شيعة وسنة هم وطنيون بامتياز وإن البحرين دولة عربية مستقلة وسيادتها دونها الأرواح.

يا أهل بلدي الطيبين... لقد رسختم وحدتكم الوطنية وعشقكم للحرية والعدالة والمساواة عندما صوتم بنسبة 98.4 في المئة لميثاق العمل الوطني، وكنتم آنذاك تتطلعون لدولة القانون والمؤسسات دولة الفصل الحقيقي لا الشكلي بين السلطات، الدولة التي تنقلكم إلى المستقبل المشرق الذي وعدكم به ميثاق العمل الوطني، دولة ترد لكم اعتباركم، دولة ترقى إلى مستوى نضالاتكم وتضحياتكم وتطلعاتكم.

يا أهل بلدي الطيبين... إذا استحضرتم كل ذلك التاريخ المشرق تاريخكم الوطني الذي لم يعرف قط مصطلح شيعة وسنة تاريخكم الوطني الذي جعل منكم الدولة العربية الخليجية الرائدة في العلم والثقافة وحقوق المرأة وحقوق العمال، لقد صنعتم تاريخاً مجيداً وقدمتم تضحيات جسيمة وحققتم انجازات رائدة، وستبقى خالدة في ذاكرة الوطن وإن حاول البعض طمسها والقفز عليها إلا انكم ستنهضون من جديد وتعيدون صياغتها وكتابتها وستعلمونها للأجيال القادمة فالحقيقة هي كالشمس الساطعة وان غطتها الغيوم إلا أنها ستسطع من جديد بنورها المشرق.

يا أهل بلدي الطيبين... إنكم تمرون بمحنة ومصيبة، ويريد الله أن يمتحنكم، قولوا لأعداء الله والوطن انكم تحسبون ما أصابكم ابتلاء من الله وانكم قادرون على تجاوز هذه المحنة، وإنه لن يستطيع أحد سواء من الداخل أو من الخارج ضرب وحدتكم الوطنية وتعايشكم السلمي... ارفعوا أصواتكم متحدين ضد أصوات البوم والغربان والتي تقتات على فرقتكم والتي تريد أن تفرض عليكم الطائفية المذهبية كأمر واقع وجاهروا بالقول والفعل ضدهم وقولوا لهم انكم تصوتون في خرابة... وإنكم تنفخون في قربة مثقوبة... وان الفرح يخرج من رحم الأحزان لأن ديدن أهل البحرين الطيبين أن يعيشوا دائماً وأبداً متحابين وسينتصرون على الطائفية باذن الله شاء من شاء وأبى من أبى... وأترككم مع بعض كلمات أغنية المرحوم بإذن الله تعالى الأخ العزيز علي بحر:

بلد عيني... بلد قلبي... بلد روحي بلد مثل العشق ما ينقسم نصين...

بلد أصلي... وبلد فصلي وبلد أهلي شق البحر فوق السما بحرين... فمن يرفع الشراع!؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:20 م

      هل هناك من يكره الحرية

      اذا كانت الطيور تعشقها فلاذا يرفضها البعض ويأبى

      الا ان يكون تابعا واخر يقرر ويجزم بان لشعب انقسم

      ولا طريق للتفاهم وهو بذلكيفصح عما في نفسه ويعمل

      عليه ويتمناه ( اللسان يفضح ما في الجنان )

    • زائر 19 | 4:03 م

      اخوان

      سنبقي اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعة وتبين عيني لش اعيوني انا وكل مااملك يشوق الي اذا ابعدت يناديني

    • زائر 18 | 3:34 م

      شكرا عيسى سيار

      اخي الفاضل الاستاذ عيسى سيار نحن على يقين ان اخوتنا واحبائنا الطائفة السنية الشرفاء ليس لهم ذنب

    • زائر 17 | 1:45 م

      الاستاذ عيسى

      تسلم يدك يا ولد سيار أني متأكد ان أمثالك من الوطنيين الشرفاء كثيرون

    • زائر 16 | 12:49 م

      محرقية

      الظاهر ان معارضة المعارضة لم تسمع هالاغنية ...ولا عاشت واقع هالأهل المحرق اللى بيت السني لاصق بيت الشيعي منذ مئات السنين

    • زائر 15 | 8:52 ص

      بوح وطن

      "ثمة وطنٌ يقترب"
      يتبع كل ليل حالك السواد.. نـَــهَـــار.. يقترب شيئاً فشيئاً..
      يبدد الخوف ورائحة البارود العالقة في أذهان الأطفال..

      كلنا ذلك الرجل يا بن سيّار..
      كلنا اليد التي تمتد مساحات وأعوام تُعيد التاريخ نهاراً يصحو مزيل ليل الظالمين..

      بحرٌ من الأفذاذ خالط موجهُ.. بحرٌ من الخيراتِ والآلاءِ.. هاجا.. فكان الحكم أن يتلاقيّا.. "بحرينُ" هذي تُربتي وسمائي..


      بوحٌ من البحرين

    • زائر 14 | 7:50 ص

      إيه والله هو من أزكى الفتنة فليتحمل الوزر الكبير.. أنا لا أبرىء ذمة من فصلني من عملي من محرض أو واشي أو أخذ لقمة عيالي من فمي أو حتى راض بهذا..

      ارتفعت أصوات نشاز من هنا وهناك وبعضها مع الأسف صادر عن شخصيات وازنة تؤكد انقسام أهل البحرين وفقدان الثقة بينهم بل أخذ البعض من دعاة الفتنة يحاول أن يقنع الناس بأن عليهم أن يتقبلوا حقيقة أن يعيشوا منقسمين إلى شعبين في دولة واحدة ..

    • زائر 13 | 4:34 ص

      كربابادي

      ألا ليت (هيئة الاتحاد الوطني) تعود يوماً .. فأخبرها بما فعل الإعلام الحكومي !!

    • زائر 12 | 4:00 ص

      انت بلسم يا اشرف الناس واطيب الناس

      نعم هاده عاداتنا وهاده ثقافتنا وهاده بحريبنتنا بلد يضم الجميع مهما اختلفنا ومهما ابتعدنا عن بعضنا البعض فموج بحر البحرين يقربنا عاش كل شريف يحب هادا الوطن ويمد يد المحبه والأخاء الله يكثر من امثاللك يا بن سيار ويزيك خير يا وطنى مخلص

    • زائر 11 | 3:56 ص

      وطن الجميع

      اخي العزيز الطائفية موجودة عند من يؤمن بها ويروج لها .قم بزيارة اي قريه وسترى كل شيئ يدعو للوحدة والمحبة حتى الجدران تتكلم وتقول ان المشكلة سياسية وخير دليل الصورة المنشورة في محليات الخبر الاول في هذه الصحيفة الكريمة واعتقد ان الصورة في سترة .العقل لايوزن بالجسم ولا العمر ولا التعليم بل هم وسيلة تكرس للوصول لمعنى القيم الانسانية والخوف من الله وهو ما اثبته كل وطني شريف يحب الخير للجميع.سلام الله عليك يا ابا الحسن يقول (ع) الناس اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق.

    • زائر 10 | 3:31 ص

      أصيل وابن أصول

      لأنك بحريني أصيل أخلاق وذوق ونضال - شكرا لمواقفك النبيلة

    • زائر 9 | 3:13 ص

      سلمت يداك يابن سيار

      نحن بألف خير عندما يوجد كتاب اعمدة بهذا الضميير ... جزيت خيرا... لا تعلن كم هي الراحة التي شعرت بها بعد قراءة مقالك المفعم بالروح الوطنية لا الاحقاد الطائفية..سنبقي اخوان سنة وشيعة... رغم انف الطائفيين من الفئتين

    • زائر 7 | 2:57 ص

      البلد للطائفتين

      قلناها حتى الان نحن مثل السمن على عسل مع اخواننا السنة لكن الدخلاء هم من يريدون التفرقة عملاً بالمثل فرق تسد لكن بعون الله لن ينالوا ما يريدونه لاننا كالجسد الواحد

    • زائر 6 | 2:13 ص

      أبو مسلم

      ورغم الجراح والتنكيل ومعاناة شريحة كبيرة من الشعب ومحاربتها في دينها ودنياها والنعوت الطائفية من زمرة أعمى الله قلبها على المنابر وفي الصحف والشاشات هناك قلوب طيبة تجمع وتوحد الصفوف في بوتقة الوطن للجميع تحت مسمى مواطنة فشكرا لكم شكرا للأخ العزيز عيسى سيار

    • زائر 4 | 1:15 ص

      شكرا يايها الوطني

      لقد أثبت يوم بعد يوم أن مواقفك الوطنية نابعة من عشقك للبحرين وأهلها وظهر جليا في هذه المحنة والفتنة التي يمر بها الوطن والتي لامكان فيها لدعاة الفتنة وكلامك مصداقا لقول الرسول(ص): اذا ظهرت الفتن فعلى العالم أن يظهر علمه. وشكرا لكم...

    • زائر 3 | 12:58 ص

      وأنا أتذكر أغنية المطرب البحريني الحبيب إبراهيم حبيب. (تبين عيني لج عيوني...) فكم عين راحت فداء للوطن؟ وآخرها عين الطفل أجمد النهام الديري..

      تبين عيني لج عيوني.. أنا وكل اللي ما أملك...

      فدا أرضج ياشوقي اللي.. إذا أبعدت يناديني...

      تقول أنت عزيز الراس.. وأهلك من أعز الناس...

      تقول أنت بحريني...

اقرأ ايضاً