ماذا يعني أن تتشبث بكرامتك؟ ماذا يعني أن تعي حقوقاً لك تُصادر باسم قانون يرى ما لا تراه، ولا يريدك أن ترى أساساً؟ ماذا يعني أن تتمرّد على كونك مقيماً في الهامش وعليك ألا تغادر كي لا تسبب حرجاً وقلقاً لمن ارتأى أن المتْن خلق له ومن أجله؟
ماذا يعني أن تمرّ بشكل يومي على شتائم وسُبابٍ وقلةِ أدب ممنهجٍ تطول مذهبك وأخلاقك وعرضك وقيمتك ووجودك عموماً ومواطنتك؟، ماذا يعني أن تصمت على هذا المزاد المفتوح على التخبط في محاولة لتمرير مبدأ اقتصادي في لبِّ الكارثة، يتولى تسويقه نفر ممن لم يكن لهم أدنى قيمة وتأثير وحضور: العرض والطلب، بحيث ترتفع وتيرة كل ذلك مع ارتفاع الطلب؟
كل الدول التي تمر بمشكلات وأزمات ومطالبات حقوقية لا شريعة في الدنيا تنكرها ولا القوانين التي للإنسان اعتبار في تفاصيلها، إذا ما أرادت أن تضع حداًّ لكل ذلك؛ تتوجّه بإرادة وصدق نحو هدف تجاوز ووضع حد لكل ذلك؛ ببرامج وسياسات وقرارات وأجهزة تنفيذية تتولى كل ذلك. تبدأ الدول تلك بالاعتراف بأخطائها وانتهاكاتها، ولن ينتهي العالم إذا ما اعترفت بكل ذلك. بعدها عليها أن تبدأ مرحلة التصحيح.
لا يمكن الحديث عن إعادة لحمة فيما أطراف متمصلحة تجيّش لتفتيت تلك اللحمة واستهدافها والنيل منها.
لا يمكن بعد التسريبات إلى العالم ببدء حوار تظل الممارسات على الأرض على النقيض من ذلك بل مقوضة له.
الدول التي تحرص على وضع حدّ لمشكلاتها وتتلمس الحلول وتدعو إلى الحوار لا تترك منابرها الإعلامية في موقف تحريض لا يقبل تأويلاً تمارس تسقيطها وتخوينها واستفزازها من خلال كتّاب أصبحوا بقدرة قادر نجوم مجتمع ومنظّرين ومحللين سياسيين بعد أن كانوا في موضع تندُّر من قبل من يعليهم اليوم ويضعهم في مصافي السماء.
لا نحتاج إلى تأكيد أنه لا يمكن لأية جهة أن تكون صادقة في توجهها وأهدافها في تجاوز المشكلات والأزمات التي تمر بها والتجاوزات التي مارستها بعمق بالغ وإصرار؛ فيما ممارساتها على الأرض لا تشي بذلك الصدق ألبتة، من حيث استهداف المكوّن الذي لا تلتقي مع حقه في المطالبة بالحقوق، وترى فيه خطراً وتهديداً لها مع التكرار والإصرار على أنه منتمٍ إلى دولة أجنبية ويتبع الولي الفقيه بما في ذلك الذين رأوا ويرون في النظرية الماركسية طريقة نظر وتعامل بكل وطنيتهم ونقائهم الذي لا يمكن لأحد أن يزايد عليه ودفعوا ضرائب وأثماناً باهظة قبل عقود من الآن.
كل ذلك في فرز وتصفيات ومزاج يطول كل الذين «ليسوا معنا فهم ضدنا» ليمتد ذلك إلى كل منحى من مناحي الحياة والكفاءات والمواقع والتعيينات.
ذلك أمر لا يستقيم مع عقل ولا يمكن له أن يستقيم مع صدق ونية التوجه لوضع حد للمآزق والأزمات؛ بل العكس، كل ما يحدث على الأرض دليل واضح وصريح على الذهاب إلى تعقيد المشكلات وتعميقها وتركها رهن الاستمرار والأبد.
أطرح السؤال مرة أخرى: ماذا يعني أن تتشبث بكرامتك؟ ألا تكون موضوع مزاج يلغيك ويضعك على رفِّ انتظار. ألا تكون طارئاً وعابراً في الحياة والمكان والزمان وبشرها. ألا تكون موضوع استهداف كلما عنَّ لأحدهم ذلك.
الأمر الذي لاشك فيه وليس غائباً عن «السياسيين» وما أوفرهم في هذه المرحلة، هو أن الحقوق لا يمكن أن تخضع لمزاج ابتزاز أو تعويم.
الابتزاز والتعويم، ولنضف إليهما التأجيل أو التسويف، كل ذلك لن يحقق مخرجاً أو فتح كوّة في هذا التصلّب والاحتقان الذي يراد له أن يكون مصطنعاً، ذلك الذي تجد فيه أطراف خير حل في انتهاء المطالبات بتلك الحقوق.
هنا تحديداً، لا يمكن الالتفاف على استحقاقات ولجنة دولية تم إقرارها رسمياًّ إذا أريد للملفات أن تفتح والمشكلات أن تحل. لا يمكن الالتفاف على الوضع عموماً بتفريخ لجان وهيئات وظيفتها - كما هو ثابت على الأرض - إضاعة الوقت وتذويبه ومعه إضاعة وتذويب حقوق الضحايا والمتضررين الذين استُهدفوا طوال الأزمة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3565 - الأحد 10 يونيو 2012م الموافق 20 رجب 1433هـ
إذا تيقنت انني على الحق فلا يهمني ذلك وإنما يعبر عن نقص في القائل
عندما اثق بنفسي وإنني سائر على الدرب الصحيح فإن سب وشتم الآخر لي يعطيني دافع لمواصلة طريقي فكلما كنت انا على الحق والآخر مخالف فسوف
لن يدعني امر بسلام وأقل ما فيها سوف يشتم ويسب هذا إن لم يستطع ايقافي وحرفي عن دربي
تلك سنة في الحياة.
فلم يكن طريق الانبياء والصالحين والمصلحين معبدا بالزهور على العكس لقد لاقوا كل الاهوال مع العلم ان منهم اشرف خلق الله على الاطلاق
كيف تعرف أهل الحق؟
وكم من قلباً فاح منه عطر الأجداد ....
وكم من قلباً تدنيت من الأوساخ ....
عندما يتعامل معك خصمك بالشتائم والسب والقذف, فهذا دليلاً واضح على ضعفه وإنهزامه لمواجهة أهل الحق !!!!
فمهما طال الوقت وزاد البلاء فأن أهل الحق منتصرون ....
في الدنيا والأخرة ....
انتي ترينها بشكل وغيرك يراها
مختلفة تماما" الرجوع الي المتسبب في الازمة بداية حلها.....فاذا المتسبب سائق شاحنة لابد جلبه وأخذ الحق منه وأقلها يعتذر بدل ان يكابر ولا يعترف لأصراره علي المماطلة والف والدوران
ويبقى الحال على وضعه
يا أخت سوسن كلامك عين الصواب ولكن الطرف الأخر يقول نفس الكلام لذلك سوف يبقى الحال على وضعه حتى يعترف الطرفان بأخطائهما ولكن المصيبة أن كلا الطرفان يرى الحق معه ...
ما الحل؟؟؟
الحل هو عاقل من هؤلاء وعاقل من هؤلاء يجتمعون ويتفقون على مخرج من هذه الأزمة