أصبحت كرة القدم اليابانية اليوم الرقم الأول والصعب على صعيد القارة الآسيوية وهذا الأمر يكاد لا يختلف عليه اثنان، وحتى إن كان هنالك اختلاف فيه فلغة الأرقام لا تكذب وهي التي تثبت أحقية الكرة اليابانية في تسيد الكرة ومن خلال 20 عاماً فقط، وهي بالتالي تكون قد سبقت دولاً عدة وكثيرة نشرت (أبجديات) كرة القدم في القارة الأكبر والأوسع والأكثر سكاناً بالعالم.

قبل العام 92 كان اسم اليابان كروياً لا يُلفت الأنظار ولا يعني شيئاً لمتتبعي (المستديرة)، لكن منذ ذلك العام فبوصلة الكرة الآسيوية تغيرت وأصبحت اليابان الرقم 1، وهي منذ 92 حققت كأس آسيا 4 مرات وتأهلت للمونديال 4 مرات كذلك ومُقبلة على المونديال الخامس، وهي قبل أيام حصدت كأس آسيا للصالات وستشارك بكأس العالم، إضافة لعدم مفارقتها كأس العالم للكرة الشاطئية في السنوات الأخيرة، وهنالك انجاز هام على الصعيد النسائي وهو الفوز بكأس العالم 2011 متفوقة على كل الدول المتقدمة في ذلك.

كُل متتبع للكرة الآسيوية لابد أن يرفع (القبعة) لهؤلاء على ما وصلوا إليه في 20 عاماً والمتوقع ألا يقفوا عند هذا الحد، فلا عجب أن نرى اليابانيين أبطالاً للعالم (للكرة الرجالية) في السنوات المقبلة، لأنهم يسيرون في الطريق الصحيح ولا يستعجلوا النتائج إطلاقاً. وبينما نحن ننظر لأقصى شرق القارة بتعجب ودهشة وانبهار، فإننا ننظر إلى حالنا بأسف وحسرة وألم ولوعة، فالبحرين مهد كرة القدم في الخليج العربي تتراجع فيها الكرة يوماً بعد يوم، فلا نتائج تُذكر على صعيد الفئات العمرية ولا على الكبار، والمنتخب الأول لم يحقق حتى كأس الخليج، وبعد أن نافس مرتين بشكل قوي للوصول للمونديال، نجده يخفق هذه المرة في الوصول للأدوار النهائية، وطبعاً صول اليابانيين لهذه (المواصيل) له أسبابه التي نفتقدها هنا، فالإمكانات والتخطيط ووضع (الرجل المناسب في المكان المناسب) أمرٌ هامٌ بالنسبة لهم بعكس ما يحصل لدينا، كون هنا (المعرفة والعلاقات والانبطاحية) هي معيار التعيين، وليس الكفاءة والمؤهلات والإمكانات، وهو ما يجعل عملية (التخطيط) لدينا مفقودة وتكاد تكون معدومة، ونحن حتى جدول ثابت لخمس جولات متتالية لا نستطيع أن نصدر، بالرغم من أن دورينا لا تتعدى جولاته 18 جولة، وإمكاناتنا فحدث ولا حرج، وها نحن على موعد مع استضافة كأس الخليج وبدأت لدينا (الحوسة والعفسة) بسبب عدم وجود الملاعب الجاهزة وكل ذلك يعيدنا لعنوان عمودي، (أين وصلوا وأين وصلنا)!.