يعتبر الربو من أكثر الأمراض شيوعاً عند المرأة الحامل، وتخشى الكثيرات من تأثير الحمل على مرض الربو ويخشين أكثر من تأثير الأدوية على الجنين. في هذا المقال سأحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي تتوارد في ذهن أي حامل مصابة بمرض الربو.

كيف يمكن أن أتوقع شدة مرض الربو عندي وقت الحمل؟

من الصعب جداً توقع مسار الربو أثناء الحمل الأول، لكن إجمالاً فإن ثلث النساء ستسوء حالتهن أثناء الحمل، وثلث أخر تتحسن حالة الربو عندهن، أما الثلث الباقي فتظل شدة الربو عندهن مثلما كانت قبل الحمل. تشتد أعراض مرض الربو عند المريضات اللاتي تسوء حالة مرض الربو عندهن ما بين الأسبوع 28 و36 من الحمل. لكن بشكل عام تخف شدة الربو في الأسابيع الأخيرة من الحمل ولا تسوء أثناء المخاض والولادة، عادة ما يكون مسار مرض الربو في الحمل الثاني والثالث مشابهاً للحمل الأول، لذا يصبح توقع المسار أمراً أسهل.

ما هي العوامل التي تؤثر في شدة مرض الربو أثناء الحمل؟

لا نعرف العوامل التي تزيد من شدة مرض الربو أثناء الحمل، كما أن نسبة حدوث نوبات الربو غير ثابتة خلال فترة الحمل. تميل النوبات للحدوث أكثر بين الأسبوع 18 إلى 24، ويعتقد أن السبب الرئيس وراء ازدياد شدة حدوث نوبات الربو أثناء الحمل هو توقف النساء عن أخذ أدوية الربو ما يسبب ازدياد شدة النوبات.

كيف يؤثر مرض الربو على حملي وجنيني؟

لا تصاب معظم النساء المصابات بالربو بأي مضاعفات أثناء فترة الحمل، ويساعد تناول العلاج بانتظام ومتابعة الطبيب على تقليل نسبة حدوث مثل تلك المضاعفات، ومقارنة مع الحوامل الغير مصابات بالربو، تزيد نسبة حدوث المضاعفات التالية عند الحوامل المصابات بالربو: ارتفاع ضغط الدم، حدوث ولادة مبكرة (طفل خديج)، حدوث ولادة قيصرية، أو إنجاب طفل أصغر حجماً بالنسبة لعمره.

كيف يمكن أن أعتني بنفسي وجنيني أثناء الحمل؟

يجب أن تتابع الحامل المصابة بالربو بانتظام عند طبيب النساء والولادة وطبيب الأمراض التنفسية طوال فترة الحمل. يختلف عدد مرات زيارة طبيب أمراض التنفس بحسب شدة مرض الربو وتتراوح ما بين 4 و6 أسابيع. تحتاج الحوامل اللاتي يتناولن حبوب الكورتيزون مثل (Prednisolone) إلى مراقبة نمو الجنين عن طريق جهاز السونار (Ultrasound) كل 4 أسابيع بعد الأسبوع 20 من الحمل.

كيف تتم مراقبة وعلاج الربو أثناء فترة حملي؟

(Peak Flow-meter )، ينصح بقياس معدل الزفير الأقصى مرتين في اليوم، الأولى عند الاستيقاظ والثانية قبل الخلود للنوم. يشير تناقص معدل الزفير الأقصى إلى أن حالة الحامل تتجه إلى الأسوأ حتى وإن كانت تشعر بصحة جيدة، لذا عليها أن تتوجه للطبيب أو تزيد من جرعة الدواء.
على المرأة الحامل أن تبتعد قدر الإمكان عن المهيجات التي يمكن أن تزيد من نسبة حدوث نوبة الربو مثل المنظفات المنزلية، صوف وريش الحيوانات، الغبار، دخان السجائر والعطور القوية. يجب على المرأة الحامل وخصوصاً المصابة بالربو عدم التدخين وعدم السماح لغيرها بالتدخين قربها. يجب على المرأة الحامل المصابة بالربو أن تأخذ لقاح الانفلونزا إذا تصادف الحمل في فصل الشتاء. تشير لجنة منظمة الصحة العالمية الخاصة بمأمونية اللقاحات إلى أن خطر الانفلونزا على الأم والجنين أكبر من الخطر الضئيل المترتب على لقاح الانفلونزا. يجب استشارة الطبيب المختص قبل أخذ أي لقاح أو دواء أثناء الحمل.
تعتبر الأدوية المستخدمة لعلاج الربو أثناء الحمل هي ذاتها التي تستخدم في غير الحمل. وتنقسم أدوية علاج الربو إلى:
- موسعات الشعب قصيرة الأمد: مثل الفنتولين، وتعتبر من الأدوية الآمنة أثناء الحمل.
- موسعات الشعب طويلة الأمد: مثل (Formoterol) و (Salmeterol) ولا توجد معلومات كافية عن سلامتها أثناء الحمل ويجب استشارة الطبيب قبل الاستمرار في استعمالها.
- الستيرويدات الاستنشاقية: مثل (Beclomethasone) و (Budesonide) و (fluticasone) وتعتبر أمنة نسبياً أثناء الحمل. تشير منظمة الغذاء والدواء (FDA) إلى أن بخاخ (Budesonide) هو الأكثر أماناً خلال فترة الحمل.
- الستيرويدات الفموية: مثل (Prednisolone). أشارت بعض الدراسات إلى وجود ازدياد ضئيل جداً في نسبة الحنك المشقوق (Cleft lip & Palate) عند أطفال الأمهات اللاتي تناولن الستيرويدات الفموية خلال الأسابيع 12 الأولى من الحمل. وقد وجدت دراسات أخرى ارتفاع نسبة الولادة المبكرة أو إنجاب طفل ذي وزن صغير. لا يمكن التأكد من أن هذه المشاكل هي بسبب الأدوية أو بسبب اشتداد هجمة الربو. يجب الانتباه إلى أن خطورة الأدوية أقل بكثير من خطر عدم السيطرة على نوبة الربو والذي تكون قاتلة.
- معدلات الليكوترايين (Leukotriene Modifiers) يعتبر (Singulair) أمناً بشكل كبير أثناء الحمل ومن المناسب أن تستمر الأم بتناول هذا الدواء إذا كان ذا فائدة قبل الحمل.
مما سبق نرى أن مواصلة العلاج ومتابعة طبيب الأمراض التنفسية بانتظام أمر مهم جداً أثناء الحمل كي تمر هذه الفترة بسلام وبأقل نسبة ممكن من المضاعفات على الأم والجنين. نصيحة أخيرة لكل الحوامل: لا تترددي في الاستفسار عن كل ما يشغل بالك، فالطبيب على استعداد للإجابة عن كل الأسئلة