ستبدأ مصر رحلة جديدة نحو التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم اليوم (الجمعة) لكن الزخم المعتاد سيكون غائبا هذه المرة مع تسليط الضوء على السياسة وليس الرياضة.

وتوارت كرة القدم في ظل أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد عقب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك أوائل العام الماضي. وبدلا من التجمع لمشاهدة المباريات أصبحت البرامج الحوارية التي تستضيف المرشحين للرئاسة هي محور الاهتمام الرئيسي.

وزاد توقف المسابقات المحلية عقب كارثة استاد بورسعيد التي قتل خلالها أكثر من 70 مشجعا عقب مباراة في الدوري الممتاز في أول فبراير/ شباط من ابتعاد الجماهير عن الأجواء التي تحيط في المعتاد بمباريات مصر في تصفيات كأس العالم.

وتحدى المدرب الأميركي بوب برادلي توقف النشاط المحلي واصطحب لاعبيه إلى الخليج لخوض سلسلة من المباريات الودية استعدادا لانطلاق التصفيات. واعتمد برادلي على لاعبي الأهلي والزمالك وإنبي المشاركين في بطولات الأندية الإفريقية إضافة للاعبي المنتخب الاولمبي الذي يستعد أيضا لخوض منافسات اولمبياد لندن 2012.

وقال برادلي في مقابلة مع موقع الاتحاد الإفريقي على الانترنت: «طلبت من اللاعبين نسيان الوضع السياسي في مصر والتركيز فقط على المباراة. طلبت منهم تحقيق الفوز وجلب السعادة إلى المصريين».

وأضاف «(المصريون) يحلمون بالتأهل لكأس العالم ويجب أن نحول أحلامهم إلى حقيقة».

وسيضطر المنتخب المصري أيضا إلى خوض مباراته الأولى في التصفيات ضد موزامبيق في الإسكندرية بعيدا عن ملعبه المعتاد في القاهرة تنفيذا لعقوبة من الاتحاد الدولي (الفيفا) كما سيفتقد مساندة الجماهير بسبب رفض السلطات الأمنية إقامة مباريات في حضور مشجعين منذ كارثة بورسعيد الدامية.

وقال برادلي: «سنفتقد جماهيرنا في هذا اللقاء لكننا نتعهد بأن نبذل قصارى جهدنا لنجعلهم سعداء».

وقد يستفيد برادلي -الذي سيقود مصر لأول مرة في مباراة رسمية- من غياب الضغط الذي يصاحب في المعتاد مسيرة مصر في تصفيات كأس العالم.

ودخل منتخب مصر التصفيات السابقة وهو مرشح بارز للتأهل لأول مرة منذ 1990 في ظل نيله لقب كأس الأمم الإفريقية في 2006 و2008 بالإضافة لوصوله إلى المركز التاسع في التصنيف العالمي العام 2009 وهو أفضل مركز في تاريخه.

لكن مصر تحت قيادة المدرب السابق حسن شحاتة تجاوزت بصعوبة المرحلة الأولى من التصفيات أمام منافسين متواضعين قبل أن تخفق في النهاية أمام الجزائر بعد مباراة فاصلة.

ومع غياب الضغوط والجماهير هذه المرة ربما يقف الحظ بجوار برادلي الذي يعتمد على مزيج من لاعبين مخضرمين صنعوا فترة ذهبية شهدت إحراز لقب كأس الأمم الإفريقية 3 مرات متتالية ولاعبين شبان قادوا البلاد للتأهل إلى الألعاب الاولمبية لأول مرة منذ 1992.

وقال برادلي: «ستكون مباراة صعبة (أمام موزامبيق). أول مباراة تكون دائما صعبة خصوصا في تصفيات كأس العالم. الفوز بهذه المباراة مفتاح الانتصار في المباريات القادمة لذلك هي مباراة يجب تحقيق الفوز فيها بالنسبة لمصر».

وتمنى قائد مصر وأكثر لاعبي العالم خوضا للمباريات الدولية أحمد حسن ألا يستمر غياب الجماهير كثيرا.

وقال حسن الذي سيغيب عن لقاء موزامبيق بسبب إصابة في العضلات: «نأمل أن تستقر الأمور في مصر وأن نستعيد الجماهير قريبا. نقبل قرار اللعب من دون جماهير لأننا نحترم الإجراءات الأمنية ونقدر الجهود التي تبذل».

وأضاف «نأمل ألا نتأثر كثيرا بغياب الجماهير في المباراة».

وسيسافر المنتخب المصري إلى كوناكري لمواجهة غينيا في العاشر من يونيو/ حزيران في مباراتها الثانية بالمجموعة السابعة ضمن المرحلة الأولى من التصفيات الإفريقية.