أطلقت الولايات المتحدة حديثا الكثير من الوسائط الإعلامية باللغة العربية من قنوات فضائية وإذاعات ومجلات موجهة إلى المنطقة الشرق أوسطية وكان المتلقي العربي في وقت ما على أحر من الجمر لتلقي ما يمكن أن نسميه الفكر الأميركي الذي تنطلق منه الولايات المتحدة الأميركية في ميدان السباق الفكري والحضاري.
برزت موجهات هذا الفكر ولكنها لم تحظ بما كان منتظرا إذ غلب عليها وطغى الاهتمام المتزايد بالفنون من رقص وغناء ولعب ولهو والحديث المتكرر عن الحب والارتباط العاطفي وكأن الدنيا ليس فيها شيء يستحق الجدية.
مظاهر بعيدة عن أفكار الشباب الذين كانوا ينظرون بعين الإمكانات التي أبرزت صورة أميركا الدولة الكبرى سيدة العالم فاختفت من خلال هذه الوسائل الإعلامية الموضوعات التي يمكن أن ترد على أسئلة كبيرة كانت تشغل بال الشباب (الطموح) بشكل خاص مثلما ينظرون إلى الآلة الإعلامية الصينية أو اليابانية أو الفرنسية فيجدون إجابات على أسئلة غاية في الأهمية تتحدث عن الصناعة والتقنية الدقيقة والتعليم المتطور وأساليب التربية الجديدة والاهتمام بالبيئة وبالنظافة، والفنون الجميلة، فيدركون أن الحياة تستحق الجهد والبذل والعطاء. لم تنجح إدارة الرئيس جورج بوش الابن في تغيير صورة بلاده لدى أهم منطقة بالنسبة الى الولايات المتحدة وفشل المشروع الإعلامي الأميركي الذي أطلقته أخيرا، بل كان خصما على الذين يؤيدون اطروحات أميركا السياسية في مشروعات الشراكة بين العرب، وفي الأدوار التي تلعبها الآن في اكثر من مكان لإحلال السلام في دول عربية وافريقية
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 354 - الإثنين 25 أغسطس 2003م الموافق 26 جمادى الآخرة 1424هـ