يبدو أن العاصمة «المنامة» سحبت البساط من تحت أقدام بعض العواصم التي كانت إلى وقت قريب قبلة للمؤتمرات العالمية، وفي الكثير من الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذات الأبعاد الاستراتيجية، إذا المنامة ستشهد في الأيام المقبلة مؤتمرات ومنتديات عالمية نوعية تحدد من خلال ما ستطرحه من موضوعات مستقبل المنطقة العربية عموما وفي مناحي تلعب الدور البارز في مستقبل هذه الرقعة من الأرض فيما يتعلق بالاقتصاد والقانون الدوليين.
المؤتمرات الدولية، التي ستقام في مملكة البحرين قريبا وتشارك فيها نخبة من رجال السياسة والمال والقانون والمجتمع على مستوى العالم، توسع مدارك سياستها الخارجية بالتلاقي مع الآخرين على رغم الاختلافات الطبيعية في جو أقرب إلى (الحوار الحضاري) الذي بدأ خط سيره الأول رسول البشرية (ص) عندما كان يحاور النصارى واليهود وأهل الحلِّ والعقد منهم من أجل خلق حال تعايش سلمي تمكن من العيش بسلام لأهل الديانات الثلاث وفي تعاون وتكاتف من دون أن يكون ذلك خصما لأحد.
إن البحرين التي دخلت مرحلة جديدة من تاريخها في فبراير/شباط 2001م وأصبحت تشارك في حركة الحياة الكونية، وان تفاعلها الداخلي مع المستجدات في الساحة، والدور المتعاظم الذي تلعبه الصحافة البحرينية في خدمة المواطنين، وبروز الجمعيات السياسية ذات الطيف السياسي المتعدد والفاعل داخل المجتمع بالتنوير ورفع الحس الوطني، وإشعال الدور والمنتديات والديوانيات بحلقات النقاش الديمقراطي الحر، كل تلك التفاعلات جعلت (المنامة) عاصمة مؤهلة أكثر من غيرها كي تلعب دورا جديدا في صناعة الحياة لإعلاء رصيدها الحضاري
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ