العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ

مفارقات شارع الصحافة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في يوم الصحافة العالمي... يسمع الصحافيون البحرينيون كلمات ليست كالكلمات، تأخذنهم من تحت أذرعهم، تزرعهم في إحدى الغيمات!

فقبل أربعة أيام، تحدّث نواب عن مشروع قانون الصحافة الذي انتظروا ولادته منذ عشر سنوات، ومازال يتنقل كالكرة بين أقدام فريقي النواب والشورى!

وقبل ثلاثة أيام، نُشر أنه تم التوصل لتسوياتٍ تمهيداً لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة لـ «جمعية الصحفيين»، ربما يفلح بإخراجها من حالتها الانعزالية. ولكن تبين أن هناك تنافساً بين صحيفتين لملء الفراغ التشريعي والتمثيلي والديمقراطي الذي تعاني منه الجمعية منذ أربعة أعوام. وجاءت الطبخة برئيس بالتزكية لم يكن واثقاً من فوزه رغم ترشّحه مقابل شخص ذي بنية تنظيمية ضعيفة، ولذلك هدّد بالانسحاب إذا لم تُخلَ له الساحة، فتمت مراضاته عن طريق التسويات، انتصاراً لمبدأ الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان!

أمس نشر خبر التزكية، مع تنافس عشرة أشخاص على تسعة مقاعد، موزّعة بواقع ثلاثة أصوات لصحيفتين، وصوتين وصوت لصحيفتين أخريين، وصوتين لهيئة شئون الإعلام، حسب الترويقة التي تذكّر باتفاق الطائف اللبناني! وهي حالةٌ مرضِيّةٌ تدلّ على تفكك شارع الصحافة وازدياد تشرذم مؤسساته.

في مقابل هذه التشكيلة الرسمية التي تحتضنها غرفة تجارة البحرين، كان مقر الاتحاد العام لعمال البحرين، يحتضن اجتماعاً مساء أمس لـ «مجموعة 19 البحرين»، حيث ارتدى أعضاؤها شارات بنفسجية احتفالاً باليوم العالمي للصحافة. هذه المجموعةٌ من الصحافيين والإعلاميين من ضحايا المكارثية الإعلامية الجديدة، الذين تعرّضوا للفصل من أعمالهم في التلفزيون والصحف الأخرى، على خلفية الأحداث السياسية التي عصفت بالبلاد في فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011. وبعض هؤلاء تعرّض للاعتقال، وبعضهم تعرّض للاستجواب أمام لجان التحقيق وفُصلوا من أعمالهم. قضية هؤلاء حرّكت ضمير المنظمات والاتحادات الصحافية العالمية، فأعلنت تضامنها معهم، إلا أن جمعية الصحفيين المحلية لم تهتز لها قصبة. بل إن رئيسي الجمعية، السابق واللاحق، ممن وقّعوا على قرارات فصل الصحافيين، وهذه حقيقةٌ تاريخيةٌ يُقسم عليها الصحافيون المفصولون.

في اجتماع أمس، أكّدت الزميلة عصمت الموسوي، أن «كل الصحافيين الذين فُصلوا من وظائفهم لم يعودوا إلى أعمالهم حتى الآن، ولم يتم التحقيق في قضايا الصحافيين الذين ماتوا وعُذّبوا». وتساءلت: «ما جريمة الصحافيين الذين أهِينوا وعُذّبوا وفُصِلوا؟ فهم لم يحملوا سلاحاً غير الكلمة الصادقة. فنحن نريد أن تكون الصحافة الخصم العادل النزيه الصادق الشريف، وهذه الطريق إلى الديمقراطية الحقيقية».

الموسوي تتكلّم بمرارةٍ شديدةٍ، خصوصاً حين تستذكر حقيقة أنها من مؤسّسي إحدى الصحف (ومن مؤسسي الجمعية أيضاً)، ويأتيها قرار فصلها من العمل بعد خدمة عشرين عاماً، في الأول من أبريل/ نيسان 2011. وهو اليوم الذي تسلم فيه عشرات الزملاء الصحافيين رسائل من سطر واحد: «يؤسفنا الاستغناء عن خدماتك ابتداءً من اليوم»، دون وجود توضيح منطقي أو مبرّر قانوني. وتزامن ذلك مع فصل مئات المواطنين من أعمالهم في عددٍ من الوزارات والمؤسسات الحكومية والشركات الكبرى.

من مفارقات شارع الصحافة، أن جمعية الصحفيين التي تمثل أقليةً من طيفٍ واحد، وبعد كل عمليات الإقصاء والحملات الترويعية والتجويع والفصل الجماعي، تعود لتهنّئ الصحافيين في يوم الصحافة العالمي... وأعود أعود لطاولتي لا شيء معي إلا كلمات... والمطر الأسود في أعينهم يتساقط زخاتٍ زخات!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:21 م

      يحزننا ما وصل اليه حال الصحافة و الصحفيين خاصة الصحفية الكبيرة عصمت الموسوي... ام محمود

      عصمت الموسوي كان المفروض تكريمها و اعطائها مناصب أعلى تستحقها بسبب ثقافتها و خبرتها و السنين الطويلة التي قضتها في المهنة و هي تعتبر من المؤسسين لاحدى الصحف و لكن بسبب الطائفية يتم فصلها بشكل تعسفي والاستغناء عن خدماتها الجليلة
      _
      أنا اريد أسألك يا استاذ قاسم عن احساس يعتريني سنويا مع قدوم اليوم العالمي للصحافة و هو اني على طول أتذكر الصحفية العراقية أطوار بهجت التي كانت تعمل في قناة العربية و أفتح النت و أراها مضرجة بالدماء و مذبوحة و أقرأ قصة استشهادها في سامراء عام 2006 .. شيء مخيف حقا

    • زائر 13 | 7:28 ص

      تحية لكل صحفي شريف

      ما يصح إلا الصحيح ياسيد و دوام الحال من المحال
      قريبا إن شاء الله سنرى نتاج تضحياتكم ينعم بها الجميع
      الجميع دون إستثناء فالخير يعم

    • زائر 11 | 6:44 ص

      منصور ياولدى

      الله ينصرك على اعدائك ياسيد وما يصح ىالا الصحيح وجمعه مبارررررررررررررركة

    • زائر 10 | 6:38 ص

      سنابسيون

      مو مهم يا سيد الللي قاعد يصير المهم هل عندهم قراء بحجم قراء الوسط!!!! وهل تعلم انه لولا الوزارات تمشي صحفهم لأغلقت صحافتهم وجرايدهم من زمان !

    • زائر 9 | 6:16 ص

      اذا اعضاء صحافة بالتزكية

      عجل اشلون تبون وزراء مو بالتزكية

    • زائر 8 | 3:27 ص

      قاعدين يوسعون حجم الحفره

      و إنشاء الله ....لأنهم في النهاية يحفرون تحت أقدامهم

    • زائر 6 | 2:19 ص

      بلاد الطبخات الديمقراطية

      عجل يا سيد طلعت انتخابات فيها طبخة لتزكية الرئيس! لا وهدد بالانسحاب إذا دُخلَ واحد ثاني معاه! خوش انتخابات! اشوفهم قبل يومين كاتبين ان فيه تسويةبين الاطراف. اول مرة نسمع تسوية في انتخابات. صدقت والله طبخة كبيرة.

    • زائر 5 | 2:14 ص

      بحر واحد لو بحرين؟

      حتى جمعية الصحفيين تمثل طيف واحد؟ ويش بقى في الديرة؟ صارت بحر واحد مو بحرين!!!!

    • زائر 4 | 2:04 ص

      تحيا الديمقراطية ( بالتزكية )

      التزكية لشخص شخصين مو لكل بالتزكية و3 أو 4 يقال انهم جاؤ بالأنتخاب لا لا لا لا صراحة الديمقراطية مطبقة بحذافيرها عندنا خاااصة عند من يهيمنون على مفاصل أقصوا منها منافسيهم منها بوضع ( الدويحات ) على وجوههم .

    • زائر 3 | 2:03 ص

      يا سيد خلهم يلعبوا على كيفهم والوضع يزداد احتقان

      بالتالي راح يقولوا الشباب عملوا والشباب سوو
      يعني اذا استفحل الفساد يوشك ان يحلّ البلاء
      وإذا حلّ البلاء فلا منجاة.
      انت تنصح وتقول والدكتور منصور أيضا وكثيرون مخلصون
      يحذرون وينبهون بأن هذه الاوضاع سوف تخلق ردات
      نفوسا محبطة ووضع محتقن وشعور باليأس وهذه الامور سوف تخلق امور لا يستطيع احد التنبؤ بها
      قد قلنا مثل هذا الكلام قبل الاحداث ولم يعر احد
      اهتمام لكلام العقلاء وهذه النتيجة والوضع الحالي
      أيضا يؤسس لأمر اخطر من الذي حدث

    • زائر 2 | 2:01 ص

      الصحافة تشمل المسموع و المرئي

      في اي بلد اذا اردت ان تعرف كم هو مقدار الديمقراطية فيه ابحث عن عدد القنوات التلفزيونية الخاصة الجادة و درجة الحرية فيها وحجم التأثير على القرار الرسمي . قد تجد قنوات بعنوان انها مستقلة و لكن التمويل حكومي و تكون نسخة من الاعلام الرسمي وهذا استغباء يكشف غباء القائمين عليها.

    • زائر 1 | 11:40 م

      شارع محمد على

      نميز الشوارع بأسمائها والاشعار بقائله ، فهل من يصعب التمييز بين الشرع و الشعر؟
      فلوحة بعشرة أبيات نظمها شاعر، و أخرى رسمها رسام ومسيقى تلهب الفؤاد لمسيقي....وفنان.
      فهل يحتاج الشرع لمن ينزله ؟ أم لقانون يلغه؟
      فثلث الثلاثة – واحد ، وربع الاربعة واحد ، وخمس الخمسة واحد ...
      وهل يحتاج بيان عُشرِّ العشرة كم .. ؟؟

اقرأ ايضاً