باقر رجل عمره 32 عاماً، متزوج ولديه أطفال، لا يعمل، بحث عن عمل في مكان حتى شاب رأسه على رغم صغر سنه.
ذهب باقر إلى محمد، وهو رجل ميسور الحال راتبه فوق ألف دينار، وتربطه قرابة رحم، وقال باقر: «أريد 20 ديناراً مساعدة منك».
فقال محمد له: «20 ديناراً! لن أعطيك إياها، لأنها ستقتل رجولتك وكرامتك، وإذا كنت تريد حفظ كرامتك سأعطيك 100 دينار». وتابع «هذه 100 دينار، اذهب إلى السوق المركزي واشتر بها ثلاجة سمك وبعها في القرية، أو اذهب إلى سوق الخضراوات واشتر كمية وبعها في القرى... هذا العمل سيجعلك رجلاً تعتمد على نفسك، ولن تحتاج إلى أحد... أما أعطيك 20 ديناراً فستعلمك على مد اليد للآخرين ويذهب ماء وجهك».
فقال باقر: «أنا مقتنع بما قلته، وأريد من يساعدني ويعلمني كيف أكسب لقمة العيش... للذهاب للسوق المركزي لشراء بضاعة بحاجة إلى سيارة وأنا لا أملك».
فرد محمد: «أنا سأوصلك للسوق لشراء ما تحتاج، وإلى المكان الذي تريد أن تبيع فيه».
ذهب باقر مع محمد إلى السوق، واشتريا كمية متنوعة من التمر الأكثر شهرة وطلباً بين الأهالي، ثم ذهبا إلى قرب مسجد، ووضعا صناديق التمر على قارعة الطريق بشكل جميل.
في البداية واجه باقر مشاكل، بسبب الخجل، وضعف الشخصية، وقلة المعرفة بالتعامل مع الزبائن المختلفة، لكن بمرور الأيام تعلم باقر فن البيع والشراء، وزادت جرأته، وزادت ثقته بنفسه، وطور من مبيعاته ليضيف الخضراوات والفواكه، وأصبح يعتمد على نفسه في توفير لقمة العيش لأسرته، وما عاد يحتاج إلى أحد.
هناك العديد من الأسر الفقيرة التي تريد أن تعمل وتكسب لقمة العيش بيدها وبعرق جبينها، وهي بحاجة فقط إلى دعم ومساعدة، مثل ما فعل محمد مع باقر، وجسّد الحكمة الصينية القائلة: «إذا أعطيت جائعاً سمكة فإنك أشبعته ليوم واحد، وإذا علمته كيف يصطاد السمك فإنك أشبعته طوال عمره».
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3526 - الأربعاء 02 مايو 2012م الموافق 11 جمادى الآخرة 1433هـ
إلى الامام
القصة معبرة
شكرا للكاتب و القراء
شكرا يا اخي
شكرا لانك تعلمنا سبل الطريق الى العمل