العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ

مواطنون هامشيون

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

«هؤلاء في قرى نائية»، هم في مناطق «منعزلة»، أو «قلة لا يمثلون أي رقم»، هذه هي بعض العبارات التي يردّدها البعض في الشاشات العالمية والمحلية أو في الصحافة من أجل التقليل من حجم الحراك السياسي المطالب بالديمقراطية في البحرين.

هذه العبارات التي تنطلق أحياناً من نواب أو نواب سابقين، هي عبارات تنمّ عن رغبةٍ في تهميش الآخر، وهي تؤكد يقيناً أن هناك واقعاً يقسم المواطنين، وأن هؤلاء مواطنون هامشيون في الواقع، كما أن هؤلاء المحتجين خرجوا لأنهم رغم كل تضحياتهم وانتمائهم لهذا الوطن من مئات السنين يعاملون كمواطنين على الهامش.

وهذه التصريحات والعبارات لا تنقذ من يرددها بل تدينه، تدين عنصريته وتمييزه ضد فئة من المواطنين، فالمناطق المهمشة من يعيش فيها مواطنون وليسوا وافدين، وأجدادهم هم من استقبل رسالة الإسلام ودخلوا الدين الجديد سلماً دون سيف أو دم.

من يعيش في القرية لا يختلف عمن يعيش في المدينة، ومن يعيش في أقصى الشمال أو الجنوب حقوقه تتساوى تماماً مع من يعيش في قلب المدينة، ومع كل ذلك فمن قال ذلك يعلم أن هؤلاء لا ينتمون إلى قرى معزولة بل هم من أهل المدن والقرى والمناطق المختلفة، والحل ليس في تغيير الحقائق والمغالطات، والأغرب أن يكون بعض هؤلاء يحمل لافتات إسلامية ولكنه يستحلّ لنفسه الظلم والكذب والتزوير والعيش على حساب الآخرين.

أقول لهم، الحل في الاعتراف بحقوق كاملة ومتساوية للجميع، ووقف التمييز ضد بعض أبناء الوطن، ومعاملتهم كمواطنين كاملي الأهلية وليسوا هامشيين، على أن التمييز الذي ينخر الوزارات والهيئات ليس ضد هؤلاء فقط بل هناك تمييز طبقي وقبلي وطائفي لابد من وقفه بشكل فوري، فهو أحد المصادر الرئيسية لاستمرار الأزمات السياسية التي تمر بها البحرين.

والغريب أن بعض هؤلاء يُعتبرون ممثلين سابقين أو حاليين للشعب، ولكنهم يمنون على الشعب بما تقدمه الحكومة أكثر من الحكومة نفسها، والحال أن الحكومة هي خادمة للشعب، وأن ما تصرفه من أموال الشعب وثروته على الشعب، كرواتب ومكافآت على العمل، ولا منة لأحد فيها على الشعب، فالثروة التي لا توزع أصلاً بشكل عادل هي ملكه، والمسئولون هم موظفون على اختلاف رتبهم، ويتسلمون رواتب على عملهم، وأحياناً يتسلمون أعلى مما يقدمون.

وما يزيد الطين بلة، هو أن بعض النواب الذين اعتبروا أنفسهم ممثلين للشعب، يضعون أنفسهم في مواقع غير لائقة، فكلما سقط ضحية وأكد أهله أنه توفي نتيجة استخدام غاز مسيل للدموع أو الرصاص أو الشوزن، يكونون أول من يهب لإصدار البيانات واتخاذ المواقف المستفزة لعوائل الضحايا. وهذا يعطي صورة للتمثيل الشعبي للمواطنين الهامشيين، خصوصاً إذا كانت أصوات 21 شخصاً منهم في دائرة تساوي صوت مواطن واحد في دائرة أخرى!

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:22 ص

      ابو سيد رضا

      من رفض قانون التمييز للاسف هم من يدعون انهم ممثلي الشعب ولكن للاسف الرجال مواقف وعلى قولت وزيرو الثقافه مووب ريايييل لانهم باعو ضميرهم امام الناس وامام الله الذي هو من سوف يحاسبهم على هذه الزله التي لن يغفرها من انكوا بنارها وسوف ياتي الزمان الذي يكونون فيه تحت المجهر ولكن مجهر الشعب الذي يحاسبهم على هذه الزلة المقصوده لانهم كانو بذلك اكبر عون للظالم في وجه المظلوم

    • زائر 3 | 1:28 ص

      هذه الكلمات والمصطلحات هي التي تؤجج الوضع

      في هذا العالم المفتوح لن يقبل بشر على نفسه ان يعيش دونيا ومهمشا في وطنه ووطن آبائه وأجداده
      كلا فليفهم الجميع انه مهما حصل فكرامة الانسان فوق
      كل اعتبار.
      من تخلى عن تعاليم دينه وانسانيته واصبح يتكلم بهذا الكلام فإنما ينتقص من نفسه هو اذا يدلل كلامه على احتقاره لبني البشر الذين خلقهم الله وكرمهم ولم يعطه الله درجة واحدة ارقى من غيره بل ربما يكون هو اقل
      منهم فالمعيار لدى الخالق وليس لدى الناس.
      من يتعاطى بمثل هذه الامور انما يوحي للآخرين بأنه انسان بلا قيم ولا اخلاق الانسان هو هو بمدينة بقرية

    • زائر 2 | 11:50 م

      مقال رائع

      شكراً لك أخي مالك على مقالك الرائع واتمنى أن تستمر

      بلدنا بلد الغرائب والعجائب يا مالك

    • زائر 1 | 11:39 م

      حرية او .......

      الحرية للخواجة

اقرأ ايضاً