وزارة الإعلام ومسرح أوال مطالبان بإعادة النظر بمشاركة البحرين في المهرجان المسرحي الخليجي المقرر انعقاده في الشهر المقبل في الإمارات، وذلك بإحلال مسرحية عذاري محل المسرحية التي تقرر سابقا المشاركة بها في المهرجان.

أنا أعرف ان مثل هذه الدعوة قد تؤدي الى زعل البعض، والى حدوث بعض الانقسام في مسرح أوال الذي نبعت منه كلتا المسرحيتين، وبالتالي فليست هناك منافسة بين مسرح أوال ومسرح آخر، وليس هناك تحيز ضد أحد، غير التحيز لمصلحة البحرين كوطن، ولغالبية الفنانين من مسرح أوال والمسارح الأخرى والذين تم الاستئناس برأيهم الفني والموضوعي البحت.

ما حدث انه عندما اتخذت وزارة الإعلام قرارها بالمشاركة في المهرجان المسرحي الخليجي كان المسرح البحريني يمر بحال تصحر شديدة، والعروض المسرحية المتوافرة شحيحة وشبه معدومة، وكان أمام لجنة الاختيار مسرحية أو اثنتان لكي ترشح واحدة منهما لتمثيل البحرين في المهرجان المذكور، وكان عليها ان تختار أفضل الموجود من ضمن خيارات محددة جدا، وكان لها ما حصل.

وانه بعد ان تم الاتفاق على المسرحية المشاركة في المهرجان وابلاغ لجنة المهرجان باسمها ودفع المخصصات المالية الخاصة بالمشاركين، بعد ذلك ظهرت مسرحية عذاري، لتفاجئ الجميع بالمستوى الفني الرفيع الذي جاءت به والذي شمل كل المقومات المسرحية، وبالمعايير الفنية والتي شملت الإعداد والإخراج والتمثيل والديكور والإضاءة وغيرها من المعايير.

وبالإضافة الى ذلك فقد أبرزت قدرات إعداد النص الذي كان أصلا مكونا من ثلاثة مؤلفات، ولكي يقدم بنص واحد مترابط وعلى مدى ساعة ونصف الساعة فقط، وبعرض متواصل وبمتابعة وانجذاب مبهرين، أبرز كل ذلك مخرجا بحرينيا مبدعا جديدا هو جمعان الرويعي الذي قال عنه الفنان المخرج عبدالله يوسف: «إن ما قدمه جمعان في مسرحية عذاري قد تفوق على ما قدمته أنا في كل تاريخي المسرحي الطويل».

ولأن الهدف الدائم من المشاركة في أي مهرجان مسرحي هو إبراز اسم البحرين عاليا، ولأن ذلك لا يتحقق إلا اذا كانت المشاركة بأفضل الأعمال الفنية وأقوى المسرحيات، ولأن مسرحية عذاري التي جاءت بعد ذلك قد أثبتت انها الأفضل وهي الأقوى، فإنه من الواجب إعادة النظر في قرار الاختيار الأول، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة