هي كلمات على هامش ملتقى النهضة الذي كان مقرراً أن يعقد بين 23 و26 مارس/ آذار 2012، في دولة الكويت، لكنه ألغي رسميّاً قبل انعقاده بيومين باعتباره نشاطاً خارجيّاً للسعوديين، ثم تبنته نقابة الخريجيين وعقدته بمسمى آخر وفي قاعة أخرى باعتباره نشاطاً داخليّاً وبإدارة كويتية.
هنا عدة كلمات وددت عرضها بين يدي القارئ الكريم، آملاً الاستفادة من رأيه وتصوراته:
- دُعيتْ الى المؤتمر كل الأطياف المكونة لمجتمعنا الخليجي من ليبراليين، وإسلاميين شيعة، والتيار الأكبر في منطقتنا وإسلاميين سنة - التيار الديني الصحوي المتنور- هذه الدعوة والاستجابة لها يدل على أن بإمكاننا أن نتعايش وأن نتعاون، وأن نكمل بعضنا بعضاً للرقي بهذه الأمة، وأننا لو خُلِّينا وفطرتنا لكانت أيدينا مع بعضها تشكل رافعة حضارية للتخلف الذي نحن فيه، وقد عكست هذه الدعوة ارتياحاً كبيراً لا يخفى على مواقع النت والمنتديات وحديث المجالس، باعتبار أن الدعوة أهلية ومدنية، وقد شخصت المصلحة في الاجتماع والتقارب من أجل الأهداف الكبيرة.
- كشفت يوميات المؤتمر وما قبله أن هناك من يخاف ويتوجس من تقاربنا وانسجامنا مع بعضنا بعضاً، وتحكيم قيم الدين والمواطنة بيننا، ولذلك لا يهجع ولا يستقر وهو يلحظ لقاءً ثقافيّاً حضاريّاً يجمع بيننا.
السياسة التي قامت على صناعة الهواجس المريضة، وترويج الخوف وتوطين القلق بين مكونات المجتمع الخليجي، تفارقها السعادة ويسودها هي التوجس والخوف على مصالحها إذا شعرت أن في الأفق محبة يمكن أن تنمو وتأخذ مسارات وأطراً عملية تحتضنها وتربيها.
وبمقدار ما تعمل الأدوات الإعلامية لهذه السياسة لتبدو بمظهر الموحد لأطياف مجتمعها؛ فإنها تمارس ضغوطها الميدانية لمنع أي تقارب أو تعاون حقيقي على أرض الواقع، وإن كان بمقدار ملتقى يستمر ثلاثة أيام، يعقد في دولة خليجية، ويكون قريباً من الملاحظة والمتابعة والنظر، ومن السهل التعرف على كل شاردة وواردة فيه، لأنه يعقد في الهواء الطلق والأجواء المفتوحة التي لا توجب الخيفة والريبة.
- إلى جانب تبريرات السياسي للمنع، يتحرك الديني الذي سلم نفسه إلى السياسي، ويهرول مسرعاً للحلبة والنزال، ليستخدم أدواته البالية والقذرة. يحاول إيهام المجتمع بأن ممانعته ورفضه للملتقى هو بسبب الاختلاط بين الرجال والنساء، مع علمه أن التيار الديني لن يقبل باختلاط يخرج عن تعاليم الدين ومبادئه.
ويشرع ثانياً بتأليب الرأي العام ضد القائمين على الملتقى، باعتباره يضم هذا الطيف أو ذاك من نسيج مجتمعنا الطيب، وقد تحرك منطق فرق تسد على يد البعض الذي صنف مقدمي الأوراق بحسب انتماءات أيديولوجية.
إنه التشويه الذي يدفع صاحبه إلى تناسي أصحاب الدعوة وهم معروفون عنده، لكن منطق الفرقة والتمزيق للأمة يستوجب ذلك وأكثر.
- الخطوة التي لا تقل مكانة وجمالاً عن أصل الدعوة لهذا الملتقى، هي إصرار الداعين له على عقده، وعدم استجابتهم للتخويف والتهويل، وخصوصاً من التعجرف والتخلف لبعض التيارات الدينية التي تمارس وصايتها على الساحة، ولا تسمح للأمة بالتلاقي أو النظر والتفكر في أمرها ومستقبلها.
إن إصرار القائمين على الملتقى وثباتهم سينهي هذه الوصاية المدعومة من زعامات التخلف والمتمصلحين من بقاء النزاعات الداخلية، والشتات الذي يخيم على مناخ الأمة الإسلامية وسيدفع باتجاه تطبيع هذا التواصل وإن كره الساخطون، وسيؤسس لمرحلة جديدة يكون كل مكون فيها رافعاً ومعيناً للمكونات الأخرى للسير في طريق النهضة والتقدم.
إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"العدد 3488 - الأحد 25 مارس 2012م الموافق 03 جمادى الأولى 1433هـ
موفقين
وفق الله جميع الطيبين والمخلصين، الذين يؤسسون لواقع مشرق متسامح بعيداً عن الأحقاد والفتن التي يثيرها أصحاب الأهواء والمصالح.
هذا هو التسامح والانفتاح
هذا هو الفرق بين دعاة الوحدة الاسلامي وبين دعاة الفرقة. بوركت هذه الجهود المخلصة من مختلف التيارات والمذاهب.