قبل سقوط نظام صدام حسين، كان العراقيون حينما يتخاصمون فيما بينهم يلجأون إلى وسائل «العراك» التقليدية، وهي إما استخدام الايدي والارجل، أو في حالات معينة العصي المصنوعة من الخشب. وفي الريف العراقي يستخدمون «المكوار» وهو عبارة عن عمود خشبي طوله نصف متر تقريبا توضع في احد جانبيه كوة من «القار» الاسود (الزفت)، ولا تتطور المنازعات إلى استخدام الرصاص الناري إلا في حالات قليلة جدا.
بيد ان المرحلة الراهنة افرزت اساليب جديدة في استخدامات الاسلحة القتالية، فبمجرد ان تنشب حال من النزاع، يبدأ اطراف النزاع بالبحث عن التفوق، فإذا شهر احدهم بندقية كلاشينكوف يشهر الآخر قنابل يدوية (رمانات) يلوح بها امام خصمه، وإذا شهر الخصم القنابل فإن الآخر ربما يشهر مدفعا صغيرا... وهكذا. وأدخل العراقيون عنصرا جديدا في عراكهم، ألا وهو اصابع الديناميت، إذ اخذوا يتداولون مادة «تي. ان. تي» بشكل طبيعي للغاية. ومن هذه المادة التي حصلوا عليها من بقايا القوات المسلحة صنعوا اصابع الديناميت، وأخذوا يستخدمونها في نزاعاتهم الشخصية.
ويهدد العراقيون بعضهم بعضا بالتصفيات الجسدية من خلال استخدام هذه وغيرها من الاسلحة الخطيرة. وقام اشخاص في مناطق مختلفة باستخدامها فعلا، الأمر الذي تسبب ليس فقط في تدمير مواقع السكن والبيوت والمؤسسات القريبة من الانفجار، وإنما اودى ذلك بحياة عدد ليس بقليل ممن كانوا يقفون قرب هذه الأماكن
العدد 348 - الثلثاء 19 أغسطس 2003م الموافق 20 جمادى الآخرة 1424هـ