تناولت بالأمس في مقالي رغبة مدرب المنتخب بيتر تايلور تجنيس بعض اللاعبين للزج بهم في المنتخب الوطني الأول المقبل على المشاركة في العرس الكروي الخليجي (خليجي 21) الذي سيقام مطلع العام المقبل على أرضنا وبين جماهيرنا. وأوضحت وجهة نظري في القرار على أساس أننا خضنا تجربة التجنيس العشوائي في تصفيات كأس العالم 2006 وتصفيات كأس العالم 2010 وخرجنا من كلا التجربتين بـ «خفي حنين» لكون اللاعبين الذين تم اختيارهم لم يكونوا أفضل حالا من النواحي المهارية والأداء الفني من اللاعب البحريني الذي ينتظر بفارغ الصبر تمثيل بلده، مستفيدين -اللاعبين- ماديا ومعنويا من اسم البحرين!
وحتى أكون منطقيا في اعتراضي على مقترح تايلور سأتناول الموضوع من الناحية الفنية التي هي الورقة التي يلعب بها، لكون النواحي الإدارية والوطنية والجماهيرية لا تصب في صالح مقترحه. فالمدرب ذكر في تصريحه أنه يرغب بالاستعانة بلاعبين من الدوري المحلي لا يحملون الجواز الأحمر البحريني في مراكز خطي الدفاع والوسط، ومن مشاهدتنا مباريات الدوري المحلي، وتحليل الفنيين المتتبعين وجدنا أن هناك أكثر من اسم يستحق أن يكون في المنتخب من اللاعبين الشباب. إلا أنني أرغب أن اذكر الجهاز الفني بأن هناك لاعبين محترفين يملكون الخبرة والمهارات الفنية العالية أفضل بكثير ممن وقع عليهم الاختيار أبرزهم قائد الفريق محمد سيدعدنان وصمام أمان المنتخب الذي تألق بشكل لافت في القارة الأسترالية كلاعب محترف في احد الفرق الاسترالية المتقدمة. واللاعب محمد حبيل الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن وخط الوسط وله من الخبرة ما تجعله أفضل من يخدم في هذا المجال. وكذلك اللاعب المحترف في الدوري العماني عباس عياد الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن.
أخيرا، أقول لمن يخالفني الرأي ويرى أن التجنيس قادر على تحقيق أحلامه، بأنني لا أختلف معكم في حالة وجود لاعب مميز يريد أن يلعب بقميص منتخب البحرين وعاش بيننا ردحا من الزمن ويحترم هذا التمثيل. مثله مثل الطبيب الإنسان والمهندس الشاطر والحرفي الفنان، فإنني أبارك وجود مثل هذه الشخصيات بيننا، ولكن أرفض أن تستغل بساطتنا وطيبتنا وتسامحنا في الزج بكل من هب ودب وإعطائه الفرصة على حساب المواطن الذي ينتظرها على أحر من الجمر، ويستفيد منها ولا يفيد
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3460 - الأحد 26 فبراير 2012م الموافق 04 ربيع الثاني 1433هـ