تحتضن الكثير من قرى البحرين أعداداً من الآسيويين الذين انخرطوا في المجتمع القروي البحريني، واعتادوا على طبائع البحرينيين، ويعتبر الخياط الآسيوي رمش من أقدم العاملين بمجال الخياطة بقرية كرزكان، حيث إنه يقطن بالقرية منذ العام 1982 ويعمل بمحل لتفصيل وخياطة الملابس منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحالي.ورمش هو هندوسي الديانة، وقد نفى أثناء لقاء «الوسط» به أن يكون ذلك محل تأثير في علاقته بأهالي كرزكان.

الآسيوي رمش: أعمل منذ 30 عاماً بكرزكان... وحسن معاملتهم سر اشتياقي لهم

كرزكان - محمد الجدحفصي

يعتبر الخياط الآسيوي رمش من أقدم العاملين بمجال الخياطة بقرية كرزكان، حيث إنه يقطن بالقرية منذ العام 1982 ويعمل بمحل لتفصيل وخياطة الملابس منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الراهن، وقد أجرت «الوسط» لقاء قصيراً مع الآسيوي رمش وكان كالآتي:

بداية، نتعرف عليك.

- اسمي رمش، من الهند وبالتحديد كيرلا

منذ متى وأنت في البحرين؟

- منذ العام 1982

وبأي مجال تعمل منذ ذلك الوقت؟

- أعمل بمحل لتفصيل الملابس والخياطة بقرية كرزكان منذ ذلك الوقت وحتى الآن.

هل وجدت اختلافاً بالطعام والطقس مقارنة بالهند؟

- نعم، فالطعام الهندي يمتاز بالحرارة والطقس يميل للبرودة، ولكن مع مرور الوقت لي هنا اعتدت على طعام البحرينيين وعلى الطقس كذلك.

هل وجدت اختلافاً بين العادات والتقاليد بين الهند والبحرين؟

- نعم، وذلك نظراً لأني هندوسي الديانة كما أن مجتمع الهند يختلف كثيراً بالعادات والتقاليد والطقوس أيضاً عن البحرين.

ألم تتضايق من هذا الشيء؟

- لا أخفي عليك، بداية كان الخوف يعتريني من هذا الشيء ولكن بعد مرور الوقت لي وأنا في البحرين اكتشفت أن البحرينيين راقين جداً في معاملتهم للوافدين بحيث أنك لا تستشعر الغربة وأنت بينهم.

ألا تقول هذا الكلام حتى ترضيني أو ترضي كفيلك البحريني ؟

- جميل، لو كنت أنا وغيري مجبورين بقول هذا الكلام أليس من الأجدى لنا عدم العودة كل عامين للبحرين، أنا هنا منذ نحو 30 عاماً وكان بإمكاني عدم العودة ولكن نظراً للمعاملة الممتازة التي وجدتها أصبحت أشتاق للبحرين وأهلها.

ماذا عن الطقوس، أنت هندوسي هل تمارس طقوسك بحرية بالبحرين؟

- نعم، فالبحرين من الدول القليلة التي تحترم الأديان، لدينا هنا معبد هندوسي منذ أكثر من 70 عاماً بالعاصمة المنامة وجميع أفراد الطائفة الهندوسية يمارسون طقوسهم بكل حرية.

ماذا عن المضايقات، فهل وجدت من يضايقك بقرية كرزكان طول هذه المدة؟

- أهالي كرزكان محترمون كما هو الحال بالنسبة للبحرينيين وحقيقة لم أجد أحداً يضايقني طوال هذه المدة وأنا أقطن وأزاول مهنتي وأنا بينهم منذ 30 عاماً وحتى الآن.

هل تشارك الأهالي الأفراح والأحزان؟

- نعم، فأنا هنا منذ العام 1982 وأعرف جميع الأهالي تقريباً الصغير فيهم قبل الكبير، وأهالي كرزكان لا يبخلون علي بالتواصل وإرسال الدعوات وأطباق المأكولات لي بالمحل حتى وإن لم أحضر.

ألم يعتدَ عليك طوال هذه المدة بالضرب أو الشتم؟

- ذكرت لك مسبقاً لو لم أجد المعاملة الطيبة والممتازة من قبل البحرينيين وأهالي كرزكان لغادرت البلد ولم ارجع إليها مرة أخرى ولكن معاملتهم لي جداً ممتازة ولهذا فأنا هنا أمكث وأعيش وربما أموت هنا.

ماذا عن أولادك، هل هم هنا؟

- لا، لدي بنت واحدة وهي بالهند.

كلمة أخيرة عبر «الوسط».

- حقيقة فوجئت بدخول الصحيفة وطلبها لإجراء مقابلة معي، وهذه فرصة جميلة ولم يجدها غيري في أي بلد آخر غير البحرين ولهذا أنا سعيد جداً بإجراء هذه المقابلة، وأود القول للبحرينيين أنا وغيري من الوافدين فخورون للعمل والسكن بينكم ولو لم نجد المعاملة الطيبة منكم لكنا غادرنا البحرين ولم نمكث فيها طوال هذه المدة