ذكر شهود عيان ان بعض حوادث السلب والاختطاف المسلحة التي تعاني منها بغداد وضواحيها لم تقتصر على الرجال فقط، وإنما شهدت مشاركة نسوية أيضا. ففي حادثتين منعزلتين وصف شهود عيان كيف قامت امرأتان بايقاف سيارتين واختطافهما في النهار وأمام أنظار الجميع. وقال شهود العملية الأولى انهم كانوا واقفين على قارعة طريق رئيسية قرب جامعة بغداد، وإذا بهم يشاهدون سيارة تقلها مجموعة مسلحة توقفت في منتصف الشارع، ونزلت منها امرأة تحمل بندقية «كلاشنيكوف» صوبتها في الحال على سائق سيارة مدنية ثم صاحت به: توقف وإلا أطلقت عليك النار، فتوقف وتقدمت نحوه وسحبته الى الخارج بقوة، واحتلت مقعده وأمرت السيارة المسلحة بالانطلاق فانطلقت ورائها.
وفي مكان آخر، يقع على طريق بغداد - اليوسفية اخترقت الطريق السريع سيارة تحمل ملثمين، ثم توقفت على جنب الطريق، ونزل منها ثلاثة مسحلين، أحدهم امرأة، كانت تحمل بندقية «كلاشنيكوف» ووقفت وسط الشارع واستوقفت أول سيارة قادمة، ثم طلبت من سائقها النزول، ولما فعل ذلك صاحت بأحد زملائها بأن يتبع السيارة، ثم غابوا في الحال من المكان.
ويبدو ان ظاهرة اشتراك المرأة في هذه الأعمال المسلحة ربما تكشف عن حقيقة بدت في الآونة الأخيرة تتضح لمعظم المتابعين للأوضاع العراقية، إذ أجبرت الظروف الصعبة بعض العوائل وخصوصا التي تعيش في أطراف المدن وتمتلك مؤهلات عسكرية ان تقوم بعمليات سلب مسلحة لوحدها، أي ان العائلة ربما فيها المرأة تشارك في هذه العملية. ويذكر ان معظم نساء الريف يجيدن الرماية والتحكم بالسلاح الخفيف، وبعضهن ربما يفقن على الرجال في هذا المضمار
العدد 345 - السبت 16 أغسطس 2003م الموافق 17 جمادى الآخرة 1424هـ