لو رجعنا أربعين عاماً مضت، وتحديداً بعد نشوب حرب أكتوبر/ تشرين الاول العام 1973 بين الدول العربية وإسرائيل، وما تمت تسميتها بعد ذلك بحرب أكتوبر. لقد حققت تلك الحرب منعطفاً مهماً جداً في مسار اقتصاديات دول الخليج العربي التي تعتمد على إيرادات البترول بشكل شبه كامل.
فهذه الحرب التي حقق فيها العرب بعض النصر وكانت للمرة الأولى في تاريخ النزاع العربي الإسرائيلي ووقوف العرب قلباً وقالباً في مواجهة الغطرسة الصهيونية وما صاحبها من تهديد من قبل الدول المنتجة للنفط في تدفق إمدادات النفط من الدول المنتجة إلى الدول المستهلكة. هذه التهديدات والمقاطعة في تصدير النفط ساهمت بصورة فعالة وغير مسبوقة في ارتفاع أسعار النفط من عشرين دولاراً في العام 1973 إلى مئة دولار في العام 1980.
هذه القفزات السعرية في غضون ستة أعوام متتالية قد قلبت الحياة الاقتصادية في دول الخليج العربي رأساً على عقب، وغيرت أنماط الحياة بكل أشكالها وألوانها، نحن جيل ما فوق الخمسينيات كان لنا نصيب الأسد من هذه الوفرة المالية، ففي أيامنا كان الخريج من الثانوية العامة لديه الفرص الدراسية خارج البحرين وداخلها وعشرات من فرص العمل، وكانت لدى الطالب آنذاك فرص كثيرة لا يمكن مقارنتها بالوقت الحاضر.
التساؤل الأول... هل هذه الطفرة المالية التي غيرت الكثير من أوجه الحياة في البحرين من طرق ومدن حديثة ومدارس وجامعات وعمارات شاهقة ساهمت في تغيير حياة كل أفراد الشعب البحريني؟
والإجابة في نظري هي: أن هذه الزيادة في الموازنة العامة لدولة البحرين (سابقاً) المملكة حالياً غيرت وبشكل كبير جداً في حياة الكثيرين منا ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، أصبح الكثير منا يعيش في بحبوحة ورفاهية لا ينافسه فيها أحد، وخصوصاً أننا في بلد فيه الضرائب على الأرباح معدومة، هذا في حد ذاته مكسب لا يوجد في العالم غير دول قليلة ونحن منها، هذه الوفرة المالية والمداخيل العالية جعلت شعوب منطقة الخليج يستمتعون بحياة مرفهة مقارنة بدول كثيرة في العالم.
ولكن رغم هذه البحبوحة التي كان لنا نصيب فيها، هناك فئة من الشعب البحريني وللأسف الشديد جاءت الطفرة وذهبت الطفرة ولكنهم لم يتذوقوا (طعمها)، كل ما في الأمر أنهم سمعوا بأن هناك طفرة، وهناك صفقات خيالية في العقار والأسهم ولكن لم ينُبهم شيء منها.
هذه الشريحة المحرومة والمهمشة والموجودة في الكثير من مناطق البحرين، وقد يظن البعض بأنها لديها القناعة فيما تملك ومرتاحة ومستكفية ولا تصبو للمزيد من الثروة.
هذا الاعتقاد من وجهة نظري غير سليم بتاتاً، فهذه الشريحة لم تتح لها الفرصة من الاستفادة من الطفرة بتاتاً، ولم تنل المساعدة لتبني نفسها بنفسها، فظلت مهمشة حتى يومنا هذا، لم يطرأ على نمط حياتها أي تغيير يذكر.
إنها مسئولية الدولة والمجتمع المدني في انتشال هذه الشريحة المغلوب على أمرها فهي لا تملك الذكاء الفطري ولا الوضع المادي الذي يؤهلها لاقتحام أي تجارة أو صناعة، فهذا واجبنا جميعاً أن نتكاتف لننتشل هذه الشريحة من الوضع الذي هي عليه الآن من خلال إنشاء صناديق مالية الغرض منها تحسين وضعهم المالي ومساعدتهم في إنشاء وتأسيس مشاريع صغيرة يعيشون عليها.
الخاتمة هؤلاء بشرٌ مثلنا ولديهم الحواس الخمس ويتمنون أن ينعموا بهذه الثروة حتى يتسنى لهم أن يتغنوا بهذه الأغنية: هذه ثروتي وحلم حياتي
إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ
الكسل والاتكاليه هي سبب المشاكل
مع احترامي لما كتبته يا استاذي ...ولكن اختلف معك في الرأي لأن هناك شريحه كبيره من الناس اعتادت على الكسل والاتكاليه حيث تريد ان تحصل على ما تحتاجه بدون ان تبذل اي مجهود او عطاء ... وهذه هي المصيبه الكبرى ، حيث تتوقع هذه الفئه ان تنزل عليها البركه من السماء بدون عمل ، مع ان الله حثنا على الجهد والسعي وراءه وليس شرطاً ان تكون وظيفة براتب ، لأننا كبشر لدينا قدرات متعددة نستطيع ان نقتات منه ... ولكن بشرط ان تجتهد لا ان نتكل ..واقتراحك بعمل صندوق جيد بشرط ان تعطى لمن يريد ان يعمل بها مشرع
ميزان
ما رأيت نعمة موفورة الا والى جانبها حق مضيع
مامتع غني الا بما حرم منه فقير
الامام علي "ع"
رائع ياسيد
نعم انه واجب اخلاقي وآدبي وأنساني تجاه الاْخ لاْخوه فكما كنت ع الدوام يدك بيضاء للمساهمة بالاسناد هذا عهدنا بك والشجرة العدنانية من الوالد المرحوم لاخوانك وهم اخواننا سواء - فأقتراحي لك ان تبحث عن حواليك قريبين منك عاشوا معك فهم بامس الحاجه للدعم للعمل سأمنا البطالة نحمل المؤهلات العليا فلا من سبيل فخطاويك ستنتشل الكثيرين من اهلك بحيك ترعرعوا معك ستجدهم مرحبين حاضنين لك فى اي وقت والدار دارك لنتذكر الكورة والمشاوير فأهلا بك سيدنا ودمت عليا باجتهادك ومثابرتك نهنيك سيدنا
لايأتي الغنى الا على حساب الفقر
لاتكون ثروات الاغنياء الا على حساب جهود وعمل الاغنياء
الصانع يصنع والتاجر يجني الارباح بدون وجه حق
العامل يعمل بأجر زهيد والمقاول يجني ثمرة جهده
المزارع يزرع والتاجر يأخذ ثمرة جهده
الصياد يبحر والجزاف يجني الثمرة
لو وجدت العدالة والانصاف لما وجد هذا التباين في المستوى الاقتصادي بين المواطنين
النعم الموفورة يقابلها حق مضيع
ولو سئل من كون الثروة لكانت اجابته بوسائل لا يرضاها الكثيرون