أؤمن إيماناً مطلقاً أن في البحرين ثروة هائلة تتمثل في واحد من أكبر حقول الألماس في العالم، ولكن مشكلة البحرين مثل المزارع الإفريقي، الذي انتهى به المطاف إلى أن يلقي نفسه في البحر وتأكله الأسماك.
قصة الإفريقي، أنه كان مزارعاً عجوزاً ناجحاً، وسمع أن كثيراً من الناس يبحثون عن الألماس ويجدونه ويحققون غنى هائلاً، وهكذا تحمس للبحث عن الألماس، وباع حقله لشراء المعدات المناسبة للبحث عن الألماس. وظل يبحث 13 سنة حتى اشتعل رأسه شيباً، وبعد أن يئس ألقى بنفسه في البحر.
غير أن الذي اشترى الحقل من المزارع العجوز، وجد ألماسة تحت الحقل، ثم وجد ثانية وثالثة، وتبين أن تحت هذا الحقل منجماً من الألماس.
المزارع العجوز بحث في كل مكان عن الألماس، ولم يبحث تحت حقله، ولعله قد أبصر الألماس ولكن الألماسة لا تبدو جميلة في البداية، إنما تبدو مثل قطعة الفحم، ثم تحتاج إلى القطع والتشكيل والصقل.
فالنجاح والتفوق والثروة والكنز موجود في البحرين تحت أقدامنا، وقريبة منا، ولكنها مثل الألماس تبدو كالفحمة قبل التشكيل والصقل. ولا داعي للبحث في آخر الدنيا.
وإن منجم الألماس العملاق الموجود في البحرين يقع في رؤوسنا، إنه العقل البشري الذي كرم الله به الإنسان على كل المخلوقات. العقل البشري أغلى من الألماس والذهب والنفط ومن كل ثروات العالم. فالثروة الحقيقية هي عقولنا.
أؤمن إيماناً مطلقاً، أن البحرين يمكنها الاستغناء عن النفط، وتحقيق ثروات هائلة، عندما تستثمر العقول، مثل بائع الأرز والسكر الكوري الذي أسس شركة «سامسونغ» التي أصبحت إيراداتها تفوق إيرادات النفط والغاز للإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين مجتمعة.
بائع الأرز الكوري بيونج شول لي فتح متجراً لبيع الأرز والسكر وأسماه «سام - سونج» في 1938، وأدرك هذا البائع أن العقل البشري هو الكنز الحقيقي، فاستثمر في العقول والعلم والمعرفة، فتحولت شركته من دكان، إلى شركة عملاقة متفوقة، إيراداتها تبلغ أكثر من 150 مليار دولار في السنة.
شركة «سامسونغ» لا تمتلك موارد طبيعية كالنفط والذهب وغيرها، كل ما تمتلكه عقول بشرية، فلديها أكثر من 50 ألف بين عالم وباحث، أما عدد موظفيها يصل إلى أكثر من 250 ألف عامل.
يقالإن اهتمام «سامسونغ» بموظفيها أفضل من اهتمام أي دولة في العالم بمواطنيها. لأنها تدرك أهمية وقيمة الإنسان الذي يعمل لديها، فهو يمثل الكنز الحقيقي.
كذلك بالنسبة، لدولة اليابان التي أقل ما يقال عنها «فقيرة» في الموارد الطبيعية. لكن اليابان اكتشفت أن العقل هو منجم الألماس، وفعلاً أطلقت العنان للعقل البشري، وتفوقت تفوقاً هائلاً، وأصبحت «معجزة اقتصادية».
هل تعلم أن اليابان التي تفتقر للموارد الطبيعية، إيراداتها العامة تفوق الإيرادات العامة لكل دول «أوبك» المصدرة للنفط، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة في اليابان، وارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار.
اليابان تستثمر في العقل، أما دول «أوبك» تستثمر في النفط، ولهذا تفوقت اليابان، وتخلفت دول «أوبك».
ولهذا، أؤمن إيماناً مطلقاً، أن البحريني طاقة وكفاءة خلاقة، لو أعطي الفرصة لإطلاق العنان إلى عقله، لأبهر العالم بإبداعه وموهبته، لكن البحرين مثل المزارع الإفريقي، أبصر الألماسة، لكن منظرها في البداية يبدو كالفحمة، فاعتقد أنها فحمة، لو صقل هذه الفحمة لاكتشف أنها ألماسة حقيقية، واكتشف منجم الألماس الذي تحت قدميه، بدلاً من أن يضيع عمره في البحث عنه في آخر الدنيا.
أؤمن إيماناً مطلقاً، أن البحرينيين مثل الوردة كلما حصلت على عناية زاد جمالها وروعة منظرها. كذلك العقل البحريني كلما حصل على عناية واهتمام زاد إبداعه وتفوقه.
أؤمن إيماناً مطلقاً، أنه سيأتي اليوم الذي سيتحول فيه بائع الخضراوات البحريني إلى صاحب شركة إيراداتها تعادل موازنة دول، مثل صاحب شركة «سامسونغ».
فأعظم هدية ونعمة إلهية لنا، هي عقولنا، وسيأتي اليوم الذي فيه سينطلق العنان إلى عقولنا. وإن كل التحديات والمشاكل والأزمات أوهن من بيت العنكبوت، عندما نفكر بعقولنا في إيجاد الحلول
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3445 - السبت 11 فبراير 2012م الموافق 19 ربيع الاول 1433هـ
مقال جميل
مقال في الصميم بارك الله فيك
بعد النكبة !؟
بعد الكارثة المروعة التى منيت بها البحرين فلن تزول هذه الغمة الا بزلزال قوي يحدث بها صدمة تستعيد البلد من الغيبوبة التى اصابت العقل واحرقت كل ما هو جميل ، ما خلا ايماننا وعقولنا التى تستنير بشعاع ضوء من السماء والا فالكوارث مازلنا نلحظها متتابعة وأخذة في الازدياد ، فسيف ابو لهب مازال يحصد بشكل يومي في عتمات الظلام ولا من سأل لما هذا ، لكنا نؤمن ان الفجر يبزغ يوما من وسط هذا السدوم .
زميل,,
أصبت يا بوفاضل,,