يتاح لأي زائر لمملكة البحرين في هذه الأيام، ولأي مواطن أن يتمتع بمناخ ثقافي إذا ما تحدثنا عن المنجز البرامجي لوزارة الثقافة والجمعيات الثقافية في بعض ليالي الأسبوع بغض النظر عن أي أمر آخر. برامج تنتجها جمعيات ومراكز بات بعضها مرتعاً ومصدراً للانقسامات والخلافات التي طالت كل شيء حتى الصداقة التي امتدت لسنوات، فأصبح القائمون عليها من الايديولوجيات والانتماءات نفسها والميول السياسية نفسها وأحياناً الفكرية والطبقية، وهو في الحال الطبيعية التي تنتج مثل هذا التشابه بشكل غير مقصود ليس عيباً أو نقصاناً، ولكن حين نتحدث عن مراكز قام بعض رؤسائها بتصفية حسابات وعضويات بعد مارس/آذار الماضي ولم يتوانوا ولو للحظة عن التشهير بزملائهم وأصدقائهم كي يحصلوا على مآربهم تارةً، ويثبتوا «ولاءهم» السياسي تارةً أخرى، فهنا يكمن الخلل، إذ الاختلاف كما التشابه حالة طبيعية قد تنتجها المناخات العامة حين لا تُقْحَم في المشهد إقحاماً فجاً كما حدث.
وفيما يذهب بعض المثقفين إلى ضرورة خلق برامج ونقاشات «تصفية حساب» يذهب بعضهم الآخر إلى ضرورة الجلوس على طاولة حوار ثقافي بعيد عن السياسة والساسة لانتشال البلاد من خندق الطائفية الذي دخلته أو أُرِيْدَ لها الوقوع به.
تنتج عن هذه المفارقة أوضاع تشجع على استمرار الشقاق الذي بدوره يذهب إلى تأصيل التحول في المجتمع الثقافي إلى مجتمع قبلي إقطاعي لا يقبل الاختلاف الطبيعي بين أبنائه. فمنذ فبراير العام الماضي ظهرت قوائم سوداء وبيضاء كتبها أطراف من الجهتين المختصمتين سياسياً، بعد أن تناسوا همهم المشترك في نشر الثقافة والإبداع، وبدأ معها صدع أثير في الوسط الثقافي قبل غيره من أوساط العامة، تحوّل إلى خندق فيما بعد لا يمكن لعوامل الزمن أن تمحوه من دون جهود حقيقية. وبينما اتهم الموالاة زملاءهم من المعارضة بالعمالة والخيانة، اتهمت المعارضة زملاءها بالجبن وبيع البلاد قبل أن تتضح السلوكيات غير المقبولة من الطرفين، وهي السلوكيات التي برزت بعد ذلك في وسائل الإعلام تارة ومواقع التواصل الاجتماعي تارة أخرى. سلوكيات أدت إلى فصل بعض المثقفين من أعمالهم واستقالة بعضهم الآخر من جمعيات كانوا ينتمون إليها لسنوات طوال، إضافةً إلى أضرار نفسية أشيعت لدى الجهتين.
يمكن إيجاز المخاطر التي ينطوي عليها ربط الثقافة بالسياسة في عبارة «هدر الثقافة واستحالة عودة المنجز الثقافي السابق من جديد»، وبهذا صار لزاماً على هذه الجمعيات الثقافية أن تعلن عن برامج للمصالحة قبل غيرها من الجماعات الأخرى التي بدأت أعمالها ومنتدياتها من خلال تحركات فردية، أدت إلى نقاشات وجلسات مصارحة، قد لا تؤدي إلى نتيجة فورية ولكنها بالطبع تساهم في غسل بعض النفوس من أحقادها وآلامها وصدماتها.
ما ننتظره اليوم من أسرة الأدباء والكتاب، مركز كانو الثقافي، مركز الشيخ إبراهيم، الجمعيات الفنية والأندية الثقافية، وغيرها من المراكز الثقافية المهمة التي طالما كانت للبلاد عنواناً ثقافياً مهماً، أن تعلن عن برامج حية وحقيقية تهدف إلى إعادة السلم الأهلي عامةً، والاهتمام بإعادة الحياة الثقافية المستقرة بين مثقفين عاشوا أشهراً من «الشقاق والانقسام والكذب» كما عبّر عن حالهم الكاتب البحريني «أمين صالح» في لقائه مع «الشرق الأوسط» نهاية الشهر الماضي، وهو ما يقوله كثيرون فيما بينهم. برامج يجلس من خلالها المثقفون وهم يحملون في قلوبهم الرغبة في استعادة الصفاء السابق من خلال المصارحة والمكاشفة حتى وإن أدت إلى شجارات لا تخلو منها مثل هذه الجلسات لتعود مراكزنا الثقافية مختلفة التوجهات والايديولوجيات تضم القاصي والداني
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3439 - الأحد 05 فبراير 2012م الموافق 13 ربيع الاول 1433هـ
ضحكة ألم
سوسن دهنيم صباح الخير)) اعجبني ضمن ما أعجبني ما يلي (برامج يجلس من خلالها المثقفون وهم يحملون في قلوبهم الرغبة في استعادة الصفاء السابق من خلال المصارحة والمكاشفة حتى وإن أدت إلى شجارات لا تخلو منها مثل هذه الجلسات لتعود مراكزنا الثقافية مختلفة التوجهات والايديولوجيات )) وكوني أول من يبدء في طرح المبادرات التي تساهم في نشر المحبة والوئام والتلاحم الوطني والابتعاد عن المبادرات التي تساهم في نشر ثقافة التفرقة والعنصرية والتشرذم .
باقو البلد
قواش الله يابنتي لاكن الجمعيات الثقافية ما بتسوي اي شي لان احنا اللي نقول لهم سوو وافعلو الحين اللي قلتين عنهم مثقفين باعو البلد واللي حاولو يكونون وطنين ايام الانكليز اليوم صاروا مع الانكليز يابنتي الطريق طويل وانتون تاذنون في خرابة الله يهديكم حسبي الله على اللي حرقو البلد