العدد 3434 - الثلثاء 31 يناير 2012م الموافق 08 ربيع الاول 1433هـ

هل تشكل شركة طيران الخليج تهديداً للاقتصاد الوطني؟

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

بعد مرور ما يقارب ستة عقود على تأسيس طيران الخليج أصبحت هذه الشركة بمثابة حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، التي يتناقلها الأبناء والآباء عن الأجداد! فالشركة المصابة بمرض عضال مزمن اسمه سوء الإدارة والفساد عافاكم الله، غير قادرة على الوقوف على عجلاتها والتحليق عالياً بالرغم من تقديم حكومة البحرين لهذه الشركة كل أنواع الدعم والإسعافات الأولية والأساسية والرعاية والحماية، إلا أن الشركة مازالت جسماً سقيماً مقطع الأوصال غير قادر على الحركة، أو بمثابة طفل خديج غير قادر على النمو. بل أصبحت الشركة عالة على الاقتصاد الوطني.

إن ما دعاني للكتابة عن طيران الخليج هو قرار مجلس الوزراء في 2012/1/21 بإعادة هيكلة الشركة وما تبع ذلك القرار من رمي الحكومة لطيران الخليج في ملعب النواب، وقيام رئيس مجلس النواب بتشكيل لجنة برلمانية مؤقتة لدراسة أوضاع الشركة. ولكن لنقف قليلاً هنا ونتساءل: كم عدد اللجان الداخلية والخارجية والشركات الاستشارية التي شكلت لدراسة أوضاع الشركة؟ وكم من المال والجهد والوقت بذل؟ وأين نتائج تقارير تلك اللجان والدراسات بشأن تطوير الشركة وتصحيح مسارها؟ كما أننا لا نعلم كم عدد التنفيذيين الذين تم تغييرهم، منذ أن استكملت البحرين الشركة العام 2007 حتى أصبحت الشركة حالها حال منتخبات الكرة في دول الخليج في تغيير المدربين.

أعتقد جازماً بأن الحكومة أصبحت في وضع لا يحسد عليه في إدارتها لملف طيران الخليج، وقررت كما قلنا نقل الشركة إلى ملعب مجلس النواب. هذا المجلس الذي دائماً ما تكون تحركاته على هيئة ردود أفعال، حيث لا يملك قط أي استراتيجيات للاقتصاد الوطني، فهو يتحرك عندما «يقع الفاس في الراس». وهنا نود أن نشير إلى تقرير لجنة التحقيق التي شكلها مجلس النواب السابق في العام 2010 برئاسة النائب عبدالحليم مراد، والتي اكتشفت من النتائج والحقائق عن الفساد الإداري والمالي في طيران الخليج ما يشيب له رأس الوليد. تلك اللجنة البرلمانية التي تشكلت على خلفية قرار مجلس التنمية الاقتصادية العام 2010 والذي بموجبه قام بتحويل ملف إدارة الشركة إلى الحكومة بعد ثلاث سنوات من شراء البحرين الشركة بالكامل في العام 2007، وبعد أن قام مجلس التنمية بتغيير ثلاثة رؤساء تنفيذيين مع تغيير متسارع وغير مسبوق في أعضاء مجلس الإدارة.

إن طيران الخليج ليست شركةً متعثرةً فحسب، بل أصبحت بمثابة مصاص للدماء الذي يسحب الملايين من الاقتصاد الوطني، ما يؤثر سلباً بالطبع على مشاريع التنمية في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والخدمات الاجتماعية الأخرى. وعلى نواب الشعب أن لا يبلعوا الطعم الآن! ويؤسفني القول بأنه لا توجد لدي أرقام محددة عمّا تم ضخه من أموال في جسم هذه الشركة المترنحة منذ العام 2007 ولكنه في الحد الأدنى ليس أقل من 800 مليون دينار بحريني! حيث تم توفير المبلغ من خلال الاقتراض الداخلي أو الخارجي، أو من خلال التمويل الحكومي المباشر، ولكن مع الأسف ذهبت تلك المبالغ هباءً منثوراً، فالشركة تخسر يومياً وحسب تقرير لجنة التحقيق البرلمانية السابقة ما يقارب من ثلاثة أرباع مليون دولار يومياً! كما إن القائمين على الشركة اعترفوا مؤخراً بأن الشركة أصبحت تخسر يومياً أكثر من المبلغ الذي ذكرناه وعليك أيها المواطن أن تدفع الفواتير!

إن تشكيل اللجنة البرلمانية المؤقتة من قبل مجلس النواب ما هو إلا التفافٌ من قبل المجلس على فشل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية الذريع في علاج أزمة الشركة على مدار السنوات الأربع الماضية، وهو تخريجةٌ أرادت أن تحصل عليها الحكومة من نواب الشعب حتى تشركهم في تحمل مسئولية الفشل الاستراتيجي الذي تعاني منه الشركة منذ ما يقارب العقود الثلاثة الماضية ويبدو لي أنهم بلعوا الطعم، حيث أوصت اللجنة المؤقتة التي شكلها المجلس مؤخراً وبشكل غير مدروس، وبناءً على طلب الحكومة يضخّ ما يقارب من 250 مليون دينار لجسم الشركة حتى تتمكن من الحركة. وهنا نتساءل وبمشروعية إلى متى سيتم ضخ الملايين في جسم طيران الخليج؟ ولماذا معظم شركات الطيران في دول الخليج والتي تأسست معظمها خلال العقد الماضي، أي بعد طيران الخليج تنمو وتتطور وتحقق الربحية إلا طيران الخليج؟

إنني ومن خلال متابعتي لمسيرة طيران الخليج ومن خلال نتائج الدراسة التي أعددتها عن الشركة العام 1997 عن أسباب الفشل الاستراتيجي الذي تعاني منه طيران الخليج، أعتقد جازماً بأن الشركة تعاني من سوء في الإدارة حيث إنها تدار بعقلية بعيدة عن المهنية. نعم الشركة تحتاج إلى قرارات سياسية لتطويرها ولكن يجب أن لا تدار بعقلية قائمة على المحسوبية والمحاصصة السياسية. إذن ما هو المطلوب؟ يحتاج ذلك إلى وقفة أخرى

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3434 - الثلثاء 31 يناير 2012م الموافق 08 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:35 ص

      ما تعرف ليش ؟

      ما تعرف ليش تخسر طيران الخليج يا الحبيب ؟ ما يعطى باليمين تأخذه مناقصات شركات ومؤسسات المتنفذين باليسار وسلامتك.

    • زائر 8 | 7:26 ص

      الى زائر 7 مع التحيه

      عتدي سؤال فقهي الله يرضى عليك هل يجوز دفع الصدقات وزكاة الفطره لطيران الخليج لنتشالها من محنتها يا اخي اتقول خايف على الموظفين البحرينين في الشركه يخسرون وظايفهم 100 مليون تأمن مستقبلهم لثلاثين سنه قادمه و300مليون الزايده اتحل اكثر م 50% من مشكله الاسكان صل على النبي العربيه للطيران باسطول اقل من عشر طائرت وارباح من اول سنه تشغيل قول الجربه مقضوضه والسلام

    • زائر 7 | 4:35 ص

      طيران الخليج !!!

      أولا ... لا توجد شركة طيران تحقق ربحية حاليا في المنطقة فكل شركات الطيران متعثرة الا ان حكومات دول الخليج تضخ أموال في شركات طيرانها و هناك خطط للانتقال للربحية فالقطرية خسائرها اكبر من طيران الخليج و لكن هناك خطة للانتقال للربحية
      مشكلة طيران الخليج فيها فوق ال4000 موظف ل35 طائرة بينما أميريكان ايرويز بها 2500 موظف ل 200 طائرة
      هناك الكثير من البحرينيين و الاجانب في الشركة لا يعملون شي لكن كلفة تقليص الوظائف سيكلف الكثير من البحرينيين وظائفهم... نحتاج البحرينيين في الشركة ليكونوا اكثر احترافية.

    • زائر 6 | 2:24 ص

      بارك الله فيك استاذ عيسى

      سنوات وسنوات ولم تجر هذه الشركة العجوز الا الويلات على اقتصاد البحرين وبدل مايبنى بيوت اسكان يتم ضخ الملايين لهذة الشركة الميته العجوز

    • زائر 5 | 2:04 ص

      ارقاما ترجع سهاما للقلوب

      يولد الاجاويد يا استاذ عيسى بسنه وجع قلب ، ماذا عسنا نحن المواطنين البسيطين الذي لانعرف في الحسابات والميزانيات غير ارقامكم يا استاذ وهي بالملايين في حين نحن عايشين تحت خط الفقر ، يا اخ عيسى رجاءا توقف عن هذه الاعداد التي ترمونها في قلوبنا انها ترجع سهاما الينا اما هم ومن تنفخون فيهم فهم لايحسون بسبب التخمة التي سكرت كل شرايين العقل فهذا العقل لاتصل اليه الاشارات العصبية لخلايا المخ لانها مسكرة بالتخمة ، ولكن قبل الختام لايسعني الا الشكر والتقدير على هذه المساهمات حتى لو كانت تحرق القلب

    • زائر 4 | 1:39 ص

      انها شكل من اشكال الفساد

      الحل الاصلاح و ان يكون الشعب مصدر السلطات و الجميع سواسية امام القانون

    • زائر 3 | 12:24 ص

      بسك يبو عبدالله لا تخاف على الوطن اكثر من اللازم

      ما بتاثر على الاقتصاد الوطني لا تحاتي يخوي كلها فلوس زكات مو من الميزانيه ما بيرتفع سعر الخبز اطمئن هذي حسبه خبراء اقنصاد غير حسبتكم اطمنك من وين يات 400 مليون والمبلغ اللي طيران الخليج اكبر من هذا تاكد لكن محد خسران اقول لك اشلون النفط سعره في احساب الوارد الى ميزانيه الدوله 45 دولار سعر النفط الاصلي لخمس سنوات مضت حتى في سوق المقاصيص ما طب اقل من مئه دولار كل يوم كم برميل والفرق 55 دولار لخمس سنوات اربع مائه برميل كل يوم =55×365×5×400000=40 مليار و150 مليون دولار باقي خير وايد يبو عبدالله

اقرأ ايضاً