لا شك أن إضعاف أي بلد يبدأ عندما تبدأ الوشايات بنخر مجتمع واحد يربطهم الدين والوطن. فمضرة الغير أو من يريد السوء لأخيه في الوطن تجعل ثقافة الحقد والكره والشر تطغى على الخير بين الناس.
إن استمرار هذا السلوك - المكيدة بالآخرين - تضعف المجتمع وتمزقه ومن ثم يصبح التناحر سيد الموقف بين مجتمع تعايش في سلم أهلي مسالم متحاب على مدى القرون الماضية.
مناسبة ما تقدم هو ما لحظناه من وشايات بدأت ظواهرها وآثارها تسطع في الأفق. لهذا سنستمر نحذر من الخبث والمكر والخداع الذي بدأ ينتشر بين صفوف الشعب الواحد، خوفاً على انهيار الوطن وخوفاً على المجتمع من الانشقاق والانزلاق الى العداء بين صفوفه.
من المفترض من له حرص على البلد أن يقدم مشروعاً متكاملاً ينتشل الوطن من محنه، ويقدم رسماً وطنيّاً يكون فيه الشعب سواسية، مطالباً فيه بنشر العدل والحرية وترسيخ كرامة مجتمعه، لا أن يمارس الخبث والكيدية ضد شعبه لمصلحة شخصية أو حزبية.
أيضاً، من ليس له مشروع سياسي يبني الوطن، فهو إما أن يكون مفلساً فكريّاً أو يَكِنُّ العداء لأمته. لذلك ننصح من تربى على التبعية أن يتحرر فكريّاً مِمَّن يريد سوءاً وينشر الكراهية بين فئات المجتمع، ويُكَوِن له قراراً مستقرّاً يحدد فيه الأفضل لمجتمعه ويبتعد عن الافكار التي تنشر العداء وتشق الصف وتهدد السلم الأهلي. وهذا ما أبهجني وأسعدني عندما لمست وشهدت كثيراً من الناس قد وعى ورجع الى رشده لعمل مصالحة وطنية في الآونة الأخيرة.
حقيقة سئمنا من تخوينات الشعب لبعضه بعضاً، ومللنا من طرح أفكار هادمة تطلق مفرقعات تخوينية بين فترة وأخرى، مرة باسم الأجندات الخارجية والتبعية للأجانب والخيانة، وأخرى مشروع البحرين الكبرى التي لم نسمع بها الا عن طريق البعض.
لنبتعد عن هذه الخزعبلات واللغو الفاسد، وننظر لمصلحة البلاد والعباد، فالناس الآن واعية وتتفهم ماذا يدور ويجول حولها من قضايا وأزمات متعددة، ولا تقبل دعوات تجردها من تفكيرها وتسلب عقولها، فزمن الولي المهيمن والفكر سالب العقول قد ولىّ، وأصبح كل فرد يعي ويحدد الرصين والحكيم من الغث واللغو.
كل شخص بمقدوره تمحيص وتحليل وضع البلد، وبامكانه تحديد أزمته ووضع خطة لحلحلة مشاكله لو تجرد من قيوده وامتلك الشجاعة في تسمية المفاهيم بمسمياتها. لهذا نقول للمنظرين «الجدد» كفى تلاعباً بعقولنا، والى مفكرينا كفى سلباً للعقول ولإرادة الناس، والى الدعاة كفى مواعظ مغلوطة، فاذا لم تستطيعوا مواجهة الأزمة وليس بمقدوركم وضع الخطط الناجعة، فلتنسحبوا من الساحة السياسية لا أن تقفوا حجر عثرة ضد اخوانكم في الدين والوطن. باختصار تركها لمن لديه مشروع اصلاحي شامل لمصلحة الجميع.
قبل الختام، أقول لمن يقف عائقا ضد الاصلاح السياسي وضد مصالح الشعب الدستورية والمعيشية، أن التاريخ لن يرحمكم، وقطار التطور السياسي لن يتوقف، وليست له محطات يقف عندها، فركب الحضارة مستمر ولن توقفه فراملكم المسيسة
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3429 - الخميس 26 يناير 2012م الموافق 03 ربيع الاول 1433هـ
استاذ احمد طاب يومك
من يحاول ان يواصل النفخ في مزمار الطائفيه المهترء الذي اثبت عجزه في شق البلد الى شقين بل اكثر هو اقرب ان يكون معتوه لان عند العقلاء والحكماء الدواء الذي لايجدى استعماله مره ومرتين لشفاء داء ما الاصرار على مواصله استعماله هباله وغباء عندما اقف وانا متيقن اننى قزم امام عملاق وابداء بلتشكيك في طهاره اصله وفصله وانتمائه وانامتيقن انه ابن البلد الاصلي وما اكتسب الاصاله والمواطنه بطريقه مشبوهه واحاول شتمه بانجس ماحوى قاموس الشتم من الفاظ بينما الناس تعرفه حق المعرفه هل اسائت اليه ام شتمت واسئت لنفسي
صح لسانك
احسنت استاذنا الكريم وياريت اصحاب الشأن يفكرون في ماتكتبه من كلمات واقعيه .
لابد من العداله لكي تستقر الامور
ظلم المظلوم لن يحل المشكله ابداْ