العدد 3423 - الجمعة 20 يناير 2012م الموافق 26 صفر 1433هـ

وزارة التربية ومشروع تمديد الدوام المدرسي (1 - 2)

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كلما حاولت الكتابة بشأن هذه الوزارة التربوية الفتية! أشعر بالحنق والضيق ولعلاج ما ينتابني من حالة نفسية أضطر بين فترة وأخرى، لأن أقوم بتسليط الضوء على ما يدور في مشروعاتها غير المرغوبة لدى الفئات المستهدفة.

ليس لدي أعداء مع أي من منتسبيها، وتربطني علاقة طيبة مع كثير من منتسبيها من الطلبة والمعلمين وبعض الإداريين.

من المفترض بعدما تقدم أن أقوم بمدح مشاريعها، إلا أنني بكل صدق وأمانة أقولها لم أر أي مشروع طرحته هذه إلا وينتابه الفشل، فلماذا يحصل ذلك؟

للإجابة على السؤال أعلاه: تقوم هذه الوزارة بتقديم مشاريعها وتعميمها على الناس من غير أخذ المشورة مع الإدارات المدرسية أو المعلمين، أو تقديم استفتاء عام على الفئة المستهدفة، وآخر مشاريعها «تمديد الدوام الرسمي» الذي لم يلق القبول والاستحسان من جميع الفئات (الطلبة والمعلمين ومديري المدارس وأولياء الأمور)، ولكنها دائما ما تضرب المجموعات المعنية عرض الحائط، وتعلن عن المشروع وتعممه على المدارس وتأمرهم بتطبيقه، وهذا ما حصل فعلا، إلا أنه قد يتوقف عندما تصدت له، لجنة الخدمات بمجلس النواب بعد ما لقي معارضة شديدة، لكونه له أضرار ومساوئ على الطلبة صحيا، وعلى المعلمين اجتماعيا (تفكك أسري يهدم بيوت)، ولكون المدارس ناقصة التجهيز، ولكنها أيضا أصرت عليه وستقوم بتطبيقه بكل عنجهية وتحد حتى لمجلس الشعب كما يظهر على أرض الواقع حيث ستقوم بتطبيقه على بعض المدارس في الفصل الثاني!

كل مشروع قبل تقديمه للتنفيذ، عادة ما يقوم صاحب المشروع والجهة المنفذة والأخرى المستهدفة، بدراسته دراسة علمية دقيقة، حيث تتم فيه دراسة السلبيات والإيجابيات والمنافع والأضرار عند تطبيقه، ولكن كما ذكرنا آنفا، هذه الوزارة لا تعير الناس اهتماما ولا اكتراثا، وما يخلد في خيالها الواسع غير المدرك للحقائق تحاول أن تفرضه على الناس.

لو سلطنا الضوء على مشاريعها وقضاياها لن ننتهي، ولكن سأقدم هذا المثال المهم فيما يتعلق بآخر مشاريعها المطبقة والمتعلق بتمهين المعلمين. كانت الفئة المستهدفة – المعلمين - تشكو الوزارة لأخذ بعض مقترحاتها وكنت ممن وقف معه (مشروع التمهين) كونه يتعلق بتطويره علميا ومهنيا، ويرفع من مكانة المعلم، ولكننا عارضناه مع كثير من المستهدفين، فيما يخص وقت الدراسة (عصرا) غير مناسب.

المعلم في هذا الوقت يحتاج قسطا من الراحة بعد جهد التدريس صباحا، كما أنه يجب على رب الأسرة أن يجلس مع عائلته للتعرف على متطلبات الأسرة، والأم لمتابعة دروس أبنائها، وليلا لا يمكنه متابعة لوازم البيت والعائلة بعد انهاكه وإرهاقه، وقد يضطر ليلا أيضا للتحضير لليوم الدراسي الثاني، فاقترحنا أن يكون التمهين صباحا بعد أن ينهي جدوله اليومي.

وكذلك المسافة هي الأخرى لقيت اعتراضا بسبب انه يحتاج المتدرب لساعة كاملة ذهابا وإيابا للجامعة بالصخير، فطلبنا من الوزارة أن يكون التمهين في مباني الوزارة المتعددة أو في توزيع الدارسين على المحافظات مثل أن يكون المعلمون القاطنون في مدارس المحافظة الوسطى تخصص لهم الوزارة مكانا مخصصا في وسط المحافظة استغلالا للوقت من جهة وعدم انهاك وإرهاق المعلم من جهة أخرى حتى يكوم متهيئاً للتمهين، ولا يؤثر على عطائه في المدرسة في اليوم الآخر، وبالتالي سيكون له مردود سلبي على العملية التعليمية التعلمية.

بعد تصلب الوزارة وعدم الإصغاء الى آراء المعلمين فشل المشروع بعد أن قام كثير من المعلمين بعدم المواصلة إلا فئة بسيطة، ولم أقل ذلك جزافا وإنما كانت لي لقاءات وحوارات مع بعض المعلمين المسجلين في التمهين لعدة فصول حتى قال لي بعضهم إن الحضور لا يتعدى 30 في المئة، والبعض الآخر انسحب من المشروع تماما.

لا نقول سراً إن كثيراً من المسئولين في الوزارة تضع مشاريعها، بهدف الضغط على المعلمين، حتى أنهم يحسدونهم على الإجازة الطويلة والوقت القصير في المدرسة مقارنة مع المسئولين بالوزارة، ولذلك نشهد أن جميع المشاريع توضع بهدف الضغط على المعلم والانتقام منه، وليس بهدف تطوير التعليم كما يدعون.

وكذلك لا نخفي حقيقة ساطعة أن كثيرا من المعنيين ليسوا على وئام مع جميع المعلمين، وعلاقاتهم متوترة ومتشنجة، وهذا الانتقاد يجب وضعه للرأي العام ودراسته، وتصليح العلاقة والشرخ الكبير منذ أمد بعيد، فإن لم يصلح الوضع ويوضع في نصابه سيكون له بالغ الأثر على العملية التعليمية التعلمية.

قبل الختام، ندعو مجلس النواب إلى لعب دور كبير ووضع آلية لكيفية تطبيق مشاريع الوزارة ووضعها تحت المجهر كما فعلت مع المشروع الأخير (تمديد الدوام الرسمي)، بعد دراسة الجدوى من هذا المشروع وسلبياته وإيجابياته، والنظر في الاعتبار الى تأثيره على الأطفال والعلاقات الأسرية، وهل مدارسنا مجهزة لتطبيق هذا المشروع الكبير من خدمات كما هو حاصل بالصروح العلمية الأخرى.

ختاماً، تواترت أنباء عن تعرض فئة بعينها للانتقام في حرم هذه الوزارة التربوية! سنواصل في المقال القادم بعرض بعض المهازل المختصة بترقيات منتسبي الوزارة وسحق الحقوق الوظيفية، وسنعرض بعض ما حصل من غبن على بعض المعلمين من تنزيل مهمات ودرجات وظيفية، والتعرض الى التنقلات التعسفية التي تحصل على الهوية.

لذا ندعو من حصل ضده ظلم بسحق حقوقه المكتسبة إلى التواصل معنا لوضع الرأي العام حول ما يدور في هذه الوزارة من تمييز، سواء بالتعليق على هذا المقال أو عن طريق الإيميل الموجود بالصحيفة، حيث ان هذا المنبر الحر (صحيفة «الوسط») قد وضع لرفع الظلامة عن أبناء الوطن والدفاع عن الحق ومن أجل الإصلاح والصلاح

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3423 - الجمعة 20 يناير 2012م الموافق 26 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:43 م

      التاريخ

      متى تبدأ الدراسه للمدارس الحكوميه الفصل الثاني؟

    • زائر 15 | 12:01 م

      طلب من مستغيث إلى مغيث

      طلب إلى مجلس الأمن الدولي أو منظمات حقوق الإنسان أو أية جهة غير بحرينية.. أن يرفعوا قراراً وليس طلباً إلى منظمة اليونسكو بأن تستلم وزارة التربية والتعليم بالبحرين وتقوم على إدارتها.. لأنها قائمة على جهود طائفية مقيتة بل حاقدة فلا يمكن إصلاح الفساد فيها بل لابد من قلع كل موظفيها (واقولها كل) واستبدالهم بموظفين تختارهم المنظمة وفق معاييرها الدولية البعيدة عن التطيف المقيت.. وعزلها عن وزارات الحكومة وتكون إدارتها خاضعة للمنظمة..
      من هنا يمكن أن نقول للتربية والتعليم .. نعم ونعم..

    • زائر 14 | 2:45 م

      وزارة الفساد

      كل يشرق علينا تأتينا الوزارة الفاسدة في كل شئ من أجل تطفيش المعلم البحريني وإحلال الأجانب مكانهم ومعروف من يعمل في هذه المهنة غير هؤلاء الكادحين , وتخيلوا من يرقى ويصبح موجه بعد سنة , وآخرون يعملون بكل اخلاص لكنهم لاينالون سوى التنكيل والتعذيب بعد كل ماضحى به . ماذا ستقولون لرب الأرباب وجبار الجبابرة حين تقفون بين يديه أيها الطائفيون ؟

    • زائر 13 | 2:44 م

      طالبة

      اوافق الكاتب في طرحه ..

    • زائر 12 | 2:32 م

      استاذي الفاضل

      ستاذي الفاضل ، لم تذيل المقال بإيميك الخاص حتى نتواصل معك فانا احدى المتضررات في تلك الوزارة

    • زائر 11 | 11:56 ص

      التدمير المدرسي

      نحتاج نحن المعلمين ان يقف معنا احد لاندري مادا تريد هده الوزارة يوم مدارس المستقبل يوم الجودة يوم تحسين الاداء يوم التمديد المدرسي وياريت هالمدارس مجهزة حتى جهاز كمبييوتر صاحي ماعندهم ويدعون مدارس المستقبل المكافاة التي يوعدون المعلمين لن يحصل عليها احد لانها مرتبطة بالغياب بالتاخير ليس فقط على الدوام حتى على الحصص ارحمونا ايها النواب من هذا التخبط والتقليد اذا طبقوا استراليا اوهولندا فأن جوهم مختلف وكدلك رواتبهم غير

    • زائر 10 | 5:57 ص

      لامست الجرح و الله موجود

      شكرا للكاتب فعلا مشاريع هذه الوزارة هي من أفشل المشاريع و الفساد تشمه في كل ركن من أركانها و زواياها أما الظلم فحدث و لا حرج و لكن المنتقم موجود و لكل ظالم يوم يقف فيه بين يدي الله يحاسب على كل ما اقترفت يداه و عندها فقط لن يفيد الندم فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوها قبل أن توزنوا و اتقوا الله

    • زائر 9 | 4:49 ص

      في الصميم

      نريد كتاب يطرحون هكذا مواضيع ، اذ ان الفساد استشرى في هذه الوزارة وان لم يوقفوا عند حدهم سيفشل التعليم، وشكرا للكاتب على النقد البناء

    • زائر 8 | 3:21 ص

      لماذا كل هذا الحقد على المعلم من مسؤولين وزارة التربية

      انا معلم 30سنة ومنذ زمن والحقد على فئة معينة وفقط ونقلت الى اكثر من 6 مدارس ولم ارى من زملاء العمل من الفئة الاخري زميل معلم مثلي جميعهم قد رقي الى وظيفة اعلى ، الا الفئة المغضوب عليها مكانك سر الى لحظة الموت او التقاعد ، هذه الحقيقة المرةةة وللاسف والواقع المشهود يشهد على ذلك ، اليس هذا صحيح ؟

    • زائر 7 | 2:29 ص

      جربو التدريس

      اريد من هؤلاء المسؤولين بان يجربو التدريس لمدة شهر واحد في هذه الظروف والمتطلبات التي تزيد يوم بعد يوم حتى ياتونا بمشاريع افضل من المشاريع والبرامج الفاشلة وحتى يدركوا اهمية المعلمين

    • زائر 6 | 2:27 ص

      لقد هرمنا

      لماذا كل هذا الحقد على المعلم من مسؤولين وزارة التربية ؟ وهل هذا كلة بسبب العطل لانريدها واعطونا حقوقنا.لم نحصل على درجه استثنائيه ولا غيرها اليس هذا باجحاف؟ الا يؤثر هذا على نفسيتي كمعلم ؟اما بالنسبة لبرامج التمهن درسناها كلها في دبلوم التربية وماهي الا تكرار للمواضيع بعناوين مختلفة فاين الجديد.

    • زائر 5 | 2:09 ص

      فساد في فساد

      كل شيء في هالوزارة فساد في فساد، هي حوافز ومكافآت هي ترقيات هي وهي وهي كل شيء في هالوزارة فتش في كل مكان بتلاقي الفساد موجود قسم التوجيه قسم المناهج قسم الرواتب قسم البعثات، يعني الموضوع باختصار يحتاج للجنة تقصي الحقائق ويمكن بسيوني ما يقدر يكتب تقرير عنها شامل بكل حيثيات الفساد.. شكراً لك أستاذ أحمد على هالموضوع الشيق وفقك الله وحماك من أن يوصل إليك بسوء

    • زائر 4 | 2:04 ص

      معلمة مجروحة

      الوسط شكرا لكم ولك يااخي لوضع يدك على الجرح النازف محاولا التخفيف من الألم انا معلمة لما يقارب ربع قرن لم اقصر في عملي لم اترك مسابقة طلابية الا واشركت طالباتي فيها لم يطلب مني امر على مدى سنوات خبرتي الا وقدمته في احسن صورة وذلك بشهادة من اعمل معهم وبشهادة تقاريري وما فيها من ملاحظات وشهاداتي التي تثبت تمهني من دورات وورش عمل ودروس نموذجية وبعد كل ذلك قتلوا في روح الامل وزرعوا مكانها الاحباط والقهر والاحساس بوقع الظلم بعد تلفيق التهم الباطلة وما تعرض له المعلمون من انتهاكات

    • زائر 3 | 1:17 ص

      الغوث الغوث

      واغوثاه من ظلم أصابنا ونحن نغرق في عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالم من الورق مخز مضحك متعب أموال وميزانيات تصرف وبعض المدارس غير مؤهلة للتطبيق أبدا أبدا
      نبغي النواب يستجوبون وزير التربية على التخبط اللي صايلر ذبحتونا محنا مكاين الغوث الغوث
      حسبنا الله ونعم الوكيل متى ناكل متى نصلي متى ننام إن لنفسك عليك حقا

    • زائر 2 | 12:56 ص

      تمهين المعلمين

      حسب علمي هذا المشروع فشل للأسباب ذكرها الكاتب، وشكرا له على الطرح المتزن والصريح

اقرأ ايضاً