في الذكرى الخامسة لرحيل سماحة الشيخ الجمري رحمة الله عليه، كان لزاماً على جمعية الشيخ الجمري الخيرية ألا تفوت هذه المناسبة من دون القيام بفعالية خاصة ومميزة عن الأسلوب المعتاد لإحياء هذه المناسبة التي دأب محبو الفقيد على إقامتها على مستوى الفعاليات الشعبية التي تقام في المساجد والحسينيات والساحات المختلفة.
لذا فإن هذه المؤسسة الفتية التي تتشرف بحمل اسم الشيخ الراحل وتعلن عن انطلاقتها في مصاف المؤسسات الخيرية الرائدة وتتوق إلى ممارسة دور مميز على ساحة العمل الاجتماعي والخيري، وجدت أن مقاربتها للحدث يجب أن تكون مختلفة، باعتبارها جمعية تعتمد منهجية مميزة هي ذاتها التي حملها الشيخ الجمري رحمة الله عليه، وتعمل على تفعيلها واستمرارية العمل بها من بعد رحيله.
هكذا جاء الخيار الأفضل عبر الاحتفال بالمناسبة عبر الإعلان عن مشروع ينطلق من مظلة الدور الريادي الذي قام به الفقيد طوال حياته. وبدلاً من التحسر على فقد الراحل والاستغراق في الحزن، أرادت الجمعية أن تحول حسرة فراقه إلى طاقة فاعلة على مستوى العمل الاجتماعي، وأن تجعل ذكرى رحيله مصدراً لشحذ الهمم، ودافعاً لمواصلة الدرب ومعيناً للتذكير بسمو المنهج الذي سار عليه وضرورة استمرار المضي فيه.
من هنا انطلقت فكرة إقامة ملتقى فكري جامع تحت عنوان «الوطن يجمعنا» بهدف المحافظة على ثمار الدور الرائد الذي قام به الفقيد ونجح في تحمل مسئولياته أيما نجاح، وذلك حينما أخذ زمام مبادرة جمع الكلمة، عندما تلبدت سماء العلاقات بين مكونات المجتمع البحريني الكريم، وانزوى الكثيرون في معاملتهم الطائفية، وتجمدت قواهم العقلية تحت تأثير الهواجس والخوف، وحسابات المصالح الشخصية والفئوية الآنية. لهذا عقد الملتقى إيماناً بضرورة انطلاق حركة مجتمعية تؤكد مواصلة المسيرة التي رسم الشيخ الجمري خريطة طريقها.
وتشاء الأقدار أن يعقد ذلك الملتقى في آخر أيام العام الماضي، 2011، ليفتح صفحة جديدة لعام جديد يؤمل منه أن يمحو كل الذكريات المؤلمة للعام الذي سبقه، وأن يزيل كل ما ساد الشهور التسعة الأخيرة من العام الماضي من أوضاع كادت أن تذهب بعلاقات المجتمع البحريني المتآلف والمتحاب إلى غير رجعة، بفضل سيادة روح الفتنة وثقافة التشطير واللعب بنار الطائفية البغيضة.
في ذلك التوقيت شكلت الفعالية إضافة خاصة باعتبارها واحداً من أهم الأحداث الاجتماعية على مستوى مملكة البحرين. هذا الحدث الذي جاء في صورة تحرك أهلي يهدف إلى لم الشمل وجمع الكلمة، ورسالة محبة انطلقت تحت قبة بيت القرآن ومن عباءة الشيخ الجمري لتجمع الوطن كله بجمعها لعدد كبير من الشخصيات الفاعلة باختلاف مشاربها الفكرية وانتماءاتها المذهبية.
إن الأصداء الطيبة للفعالية وما تبعها من كم هائل من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية التي تلقتها اللجنة المنظمة من عدد من المدعوين الذي أسفوا لعدم تمكنهم من حضور الفعالية، أظهرت مدى تعطش شريحة كبيرة من المجتمع لمثل هذه المبادرات والحاجة الماسة لاتخاذ خطوات أخرى على الطريق نفسه.
لقد بدا ذلك واضحاً أيضاً من خلال تفاعل الحضور ومطالباتهم التي انطلقت أثناء الفعالية الداعية إلى ترجمة ما طرح من أفكار على أرض الواقع إلى برامج وأنشطة جامعة.
هذه الخطوة الرائدة تحسب لـ «جمعية الشيخ الجمري الخيرية» قدرتها على تحفيز الكثير من الأطراف إلى التحرك كل من موقعه نحو رأب الصدع وجمع الكلمة من جديد. ولاشك انه يمكن للمتتبع لمجريات الأمور ملاحظة الانعكاسات الإيجابية لفعالية «الوطن يجمعنا» على أكثر من صعيد وطني.
إن نجاح هذه الفعالية يزيد من حجم وثقل المسئولية الملقاة على عاتق المنظمين والمشاركين فيها، بل وحتى من حضرها وتابع مجرياتها من أبناء هذا الوطن الطيبين، للسير قدماً نحو ترجمة مخرجاتها لتنظيم فعاليات مجتمعية مستقبلية ومشاريع مكملة لهذا الملتقى لن تعجز عقولهم عن إطلاقها.
يقال ان أول الغيث قطرة، أما وقد أمطرت في بيت القرآن، فإننا نتوق إلى سيل من الخير والبركة تجري به دروب المحبة والسلام في هذه الجزيرة الصغيرة في حجمها، الكبيرة في دورها وحضارتها وقلوب من يسكنها. نتوق إلى سيل يعيد لمملكتنا ابتسامتها الخالدة ودورها الحضاري المشرق
إقرأ أيضا لـ "مجيد السيد علي"العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ
الوطن يحتاج لجهود المخلصين
سيدنا العزيز: شكرا لك ولجمعية الجمري الخيرية والقائمين عليها، عملكم رائع وجهدكم مشكور، كونوا أنتم من يسمو بأخلاقه ويتعالى على الجراحات فالوطن أعز وأغلى ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.
الهي إستجب لهذا السيد
نتمني يا أبو الهواشم أن تستجاب كل دعوة وامنية من الله العلي القدير و ترقق القلوب الجافية وتمتد الأيدي للأيدي والقلوب للقلوب وتنهار كل أصناف الحقد والكراهية وتتبادل التهاني بنفوس صافية ، فالمركب يسير عبر أمواج متلاطمة وفي أجواء ظلمة ليست هناك من دعوى موجهة للسماء إلا يارب رحمتك وخلاصك.
عظمة يا سيد ...
ما أحوجنا لهذه العقول ... وهذه النخب
عظمة يا سيد ...
ما أحوجنا لهذه العقول ... وهذه النخب