تعتبر مصر قلب العروبة النابض بل تلقب بأنها أم الدنيا وبلد الفراعنة صاحبة التاريخ العريق والحضارة القديمة لا تضاهيها أي حضارة أخرى.

مصر المرتبطة بنهر النيل العظيم تعتبر الأكثر تأثيرا في العالم العربي وهي العمق الاستراتيجي لجميع الدول العربية.

هذه الدولة التي مرت بثورة كبيرة أطاحت بالنظام السياسي الحاكم وأسست لنظام حكم بديل، تمر الآن بظروف صعبة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك الرياضية.

ووصلت حال الرياضة في مصر إلى أوضاع غريبة جدا أدت إلى منع الجماهير من الحضور للمباريات التي أقيمت في معظمها من دون جمهور نتيجة عجز الشرطة على السيطرة على الأمور حتى قيل في الصحافة المحلية المصرية أن حكم مباراة الزمالك والأهلي الأخيرة أطلق صافرة نهاية المباراة بأمر من المجلس العسكري الحاكم!

ما أثار استغرابي مؤخرا ما حدث في مباراة الأهلي المصري وغزل المحلة في الدوري المصري والتي سمح فيها بالحضور الجماهيري وكانت المباراة على ملعب غزل المحلة الذي تقدم بهدفين مقابل لاشيء في الشوط الأول قبل أن يقلص الأهلي الفارق بتسجيله الهدف الأول.

ومع بداية الشوط الثاني سجل الأهلي هدف التعادل عندما حاول مدافع غزل المحلة إبعاد الكرة العرضية فأدخلها شباك فريقه غير أن هذه الشباك كانت ممزقة ما تسبب بخروج الكرة إلى خارجها.

حتى اللحظة كانت الأمور عادية إلا أن المفاجأة أتت من الجماهير التي رفضت الهدف واعترضت عليه بقوة بل لم تكتفِ بذلك وإنما دخلت إلى الملعب وأرادت تغيير النتيجة بيدها ولاحقت الحكم الذي خرج بمساعدة رجال الأمن وبصعوبة قبل أن تلغي المباراة.

والمفارقة الكبيرة هنا أن الجماهير لم تعترض فقط على الحكم الذي كان قراره صحيحا تماما وإنما أرادت تغيير النتيجة بيدها رافضة تماما أن يكون الأهلي سجل هدف التعادل بل غير مصدقة أن الكرة دخلت المرمى.

ويبدو أن المصريين بعد الثورة أدركوا أن كل شيء قابل للتغير حتى نتائج المباريات وحتى الأهداف التي تسجل في المباريات، والرياضة ليست بعيدة عن التغيير بالطريقة المصرية!

ما حدث في تلك المباراة يبعث على القلق على مستقبل الرياضة المصرية وبالتأكيد على مستقبل الرياضة العربية لأن مصر إذا صلحت صلح الوطن العربي والعكس صحيح، والمصريون الذين بنوا الأهرامات وأقاموا الحضارات وكانوا دائما في موقع الريادة قادرون بلاشك على تكوين نظام عصري حديث يسهم في إحداث نقلة رياضية يعم خيرها كل الوطن العربي، وهو ما نتمناه سريعا لأن الحال لم يعد يسرُّ أحدا