أحياناً عليك أن تنصت جيداً لصمتك. في الصمت كلامٌ كثير. عليك أن تراه أولاً لكي تسمعه!
***
الصمتُ في استراحته. إنه يرتب كلاماً هو ما بعد الكلام.
الكلام الذي يأتي من صمت في استراحته يأتي محمَّلاً ومكتنزاً بالوعي والدِّقة. وأن يكون كلامك مكتنزاً بالفعل.
***
ماذا يعني أن يصوم الإنسان عن الكلام؟ كيف لكائن ناطق أن يختبر قدرته على الصمت؟ تلك أصعب الأوقات؛ ولكن الإنسان بعدها لن يكون كما هو قبلها.
***
قليلون هم الذين يفون بنذر عدم الكلام. الصوم عن الكلام. كأنه صوم لا يتحمله مخلوق ناطق.
***
ثمة كلام فعل. وثمة فعل كلام. الفارق بينهما في قدرتك على الذهاب بالكلام إلى حيث روحه. روحه الفعل.
***
بعض الكلام صمتٌ. بعض الصمت كلامٌ.
***
كل هذا الضجيج في عالم العرب اليوم، هو ما بعد الصمت في صورته ومعناه الذي يذكّر بالموت، وشاهده القبر.
***
أصمت لا لكي أرتب رأسي. أصمت كي يكون العالم مهيئاً للكلام كما يجب.
***
لا صمت منتجاً في المكان والزمان المشغول بضجيجه.
كيف لضجيج أن يتفكّر ويتأمل ويقرأ ويرصد؟
***
لو وفّيت بنذرك ولم تكلم إنسياً، ستجد نفسك في اندفاعة للكلام مع الأشياء. الأشياء التي لم ترها. لم تؤمن أنها يمكن أن تصغي إليك، يوم أن كنت مشغولاً بالكلام مع الإنس. كأنَّ الأشياء تتحوَّل في صومك عن الكلام إلى إنس لم تر. إنس أكثر إنسانية من سواه.
***
الذين يتحدَّثون مع الأشياء يكتسبون طاقة غير عادية في الإصغاء بنبوَّة إلى حماقات البشر.
***
الذين يدمنون الثرثرة والصراخ هم عار الكلام. لن ترى صمتاً حتى في الجوار. سيتخذ مكاناً قصيِّاً كي لا يفقد سحره في بيئة من دخان وسراب.
***
الذين صمتوا عن الكلام، بشكل نهائي هيأوا كلامهم للإقامة معهم.
***
ليس مهمّاً كم تصمت. المهم كم من الكلام سيكون بمنجاة من الثرثرة بعدها.
***
الصمت اختيار وموقف، لكنه دليل انتحار حين يكون صمتاً عن قول الحق في وقت الحاجة إلى الكلام الحق.
***
لن أصمت الآن ونحن نبدأ رحلتنا في عام جديد بل سأهمس لكم جميعاً: كل عام ونحن أكثر إنسانية، وأكثر سلاماً مع أنفسنا قبل الآخرين
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3404 - الأحد 01 يناير 2012م الموافق 07 صفر 1433هـ
صمتنا ليس ضعفاً منا
الصمت يعلمك حسن الأستماع الذي يفتقده
الكثير منا ....
الصمت فن حيثُ يرغم من أمامك بأن يبوح
بما داخله ....
فى بعض المواقف يتطلب من الصمت وعدم الرد !!
مثال على ذلك ....
إن التزام الصمت .. إتجاه أولئك الذين يجرحونناً يومياً بكماتهم النابية ....
من سب وشتم وتخوين ..
صمتنا ليس ضعفاً منا .....
بل هو نوع من
من القيم والمبادي الإسلامية التي تعلمنها وتربينا عليها ....