إن المشاهد الحية التي بثتها الفضائيات العربية والأجنبية عن الاحتدامات والمناوشات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في الميادين والدوارات في العواصم العربية إنه لمؤشر خطير جداً بأن القادم أسوأ ما رأينا، ،لم يبادر المعنيون بعد في إيجاد السبل الكفيلة لحل مشاكل المجتمع وتحديداً البطالة وهي المرض المزمن الذي لا حل له في ظل وجود الآلة البديلة وما يسبب هذه الحالة من فقر وعوز وارتفاع معدلات الجريمة.
إننا وقريباً ستشهر ثورات من نوع آخر مغاير عما رأيناه في عام الربيع العربي، فالثورات القادمة أخطر بكثير لأنها ستكون ثورة الجياع وهذه الثورات نتاج لأوضاع اقتصادية واجتماعية أهملتها الأنظمة السابقة والحالية ومن دون أي حل جذري لها اعتقاداً منها بأن الحل الأمني كفيل بحلها.
هذا صحيح مؤقتاً ولكن عندما تنفجر بشكل واسع وكبير في كل المناطق من الصعب احتواؤها والسيطرة عليها فإنها ستأكل الأخضر واليابس، فالإنسان عندما يصل لمرحلة انعدام الثقة في النظام ولا يوجد لديه ما يفقده فإن الخيارات الموجودة أمامه محدودة جداً لا تتجاوز حالته النفسية التي تقول له «عليّ وعلى أعدائي».
إن ثورة الجياع قادمة لا محالة إلا إذا استطعنا كشعوب وأنظمة احتواءها من الآن وصاعداً بتوفير الحياة الكريمة لهذه الشريحة الكبيرة التي تم إهمالها عقود من الزمن.
أعتقد أننا أمام خيارات عدة لإيجاد حل جذري ألا وهو:
1 - التنازل بحصة كبيرة من أموالنا وأصولنا للمحتاجين هذا إن أردنا التعايش معاً ومن دون خوف من المستقبل.
2 - تحسين رواتب المحتاجين على حساب المقتدرين وهذا ما تقوم به الحكومة البريطانية حالياً في القطاع المصرفي وهو تخفيض رواتب المسئولين وتحسين رواتب صغار الموظفين و «المهمشين».
3 - التعامل مع الفئة المهمشة بطريقة حضارية وعدم النظر لهم بأنهم فئة محتاجة وبائسة وتعيش على المساعدات، بل النظر لهم بأنهم أصحاب حق وأن ما أعطي لهم أنه من حقهم لأن هناك بعض الدول لا تحتسب ضرائب على رأس المال وهذا في حد ذاته حق مشروع لهم.
4 - تثقيف هذه الفئة الكبيرة من شعوب العالم العربي بتخفيض الإنجاب من خلال المنظومة العلمية والمؤسسات الأهلية الأخرى.
إننا متجاهلون حجم الثورات القادمة التي ستأكل الأخضر واليابس وبعدها لا ينفع الندم.
أرجو أن تصل رسالتي إلى كل مسئول عربي سواء كان في الخليج العربي أو في أقصى المحيطات، إننا لن نفلت من غضبها ولن نفلت من قوتها إلا إذا قمنا بحلها الآن، الآن وليس غداً، إنها ثورة الجياع، والجوع كافر كما يقول إمامنا علي (ع)
إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ
أقرأ وتأمل
إلى الزائر رقم (1) بعنوان هذا نتاج ما فعلته مكاتب الاستثمار. لما لا توسع مداركك وعوضاً عن مناكفة الكاتب بصفته رجل أعمال ومستثمر، أن تتأمل في اقتراحه بشأن العدالة في توزيع الثروات ومساندة الفئات الضعيفة مادياً. فلو امتلكت مجتمعاتنا العربية عقول ومواقف كهذه لاستطاعت أن تخفف من حدة البطالة والفقر والعوز وووو. يعطيك العافية يا عمران، ومزيد من هذه الآراء والمواقف الوطنية النيرة التي تحتاجها مجتمعاتنا.
هذا نتاج ما فعلته مكاتب الستثمار
مكاتب الاستثمار والمستثمرون هم من يؤسس لثورة الجياع بجشعهم