العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ

من أجل أهل البحرين... أوقفوا حوار الطرشان!؟

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

عفواً أيها الفرقاء السياسيون إنني أعلم مسبقاً بأنكم لن تقبلوا بفحوى مقالي هذا، لكن جل ما يهمني هوالوطن ومستقبله! ألا يهمكم أيضاً؟!

نحن أهل البحرين دائماً ما نسمع عندما نسافر إلى الخارج أو حينما يأتينا أناس من الخارج كلاماً يبعث على الفخر والاعتزاز وهو إن الإنسان البحريني يتميز بالرقي والحميمية والانفتاح في التعامل مع الناس، وهذا يذكرني بأغنيتين الأولى للفنان القدير أحمد الجميري وهي «من خلقت الدنيا وحنا هل البحرين»، والأخرى للفنان القدير إبراهيم حبيب وهي «تبَّين عيني لج عيوني أنا وكل ما أملك»، وبالتالي ألا يجدر بنا كبحرينيين أن نطبق هذه الأيام ما ورد في الأغنيتين من معان على علاقاتنا وحواراتنا، بدلاً من حوار الطرشان؟! فالكل يتكلم إن كان فرداً أو جماعة وأحياناً يصل به الأمر إلى الصراخ ويريد الجميع أن يسمع آراءه وأفكاره، لكنه مع الأسف لا يريد أن يسمع رد الآخرين على ما قاله ويعتقد بأنه هو الأصح! كما أن الآخرين يخطِّئونه بل يخونونه قبل أن يسمعوه وهكذا يدور حوار الطرشان في حلقة مفرغة! لقد اكتشف العلم لغة الإشارة للصم والبكم منذ زمن بعيد «واللبيب بالإشارة يفهم» لكن يبدو لي أن الفرقاء السياسيين إما أنهم لا يريدون أن يتعلموها! أو أنهم يتجاهلونها!

إن ما ذكرته في تقديري هو عبارة عن توصيف لحالة التعامل التي اتسمت بها العلاقات بين مكونات الشعب البحريني منذ بداية أزمة 14 فبراير/ شباط، حيث لاتزال البحرين تعيش حالة من التخندق والاحتقان الطائفي غير المسبوق، والمؤلم بل المبكي أن حالة الاصطفاف هذه وصلت إلى حتى رياض الأطفال وذلك بسبب ما يسمعه الأطفال من حوارات بين أفراد الأسرة، أو من خلال آراء ووجهات نظر غير مسئولة تطرحها بعض المعلمات داخل صفوف الدراسة، إن تلك الحوارات والآراء تعزز من رياح التحريض والتخوين والاصطفاف الطائفي الرائجة هذه الأيام، إن أهل البحرين وبعد صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق (بسيوني) والتي تواصلت معها جميع الأطراف المتضررة أو التي لحق بها الأذى من جراء أزمة فبراير، يقع على عاتقهم مسئولية جسيمة في تعزيز ثقافة المصالحة والتسامح والحوار والتي هي من السمات المتأصلة في جذور هذا المجتمع، وهنا نقول ألا تستحق البحرين أن نحبها؟ ألا تستحق البحرين أن نحافظ على لحمتها الوطنية وسلمها الأهلي؟، أعتقد أن أهل البحرين بشكل عام والفرقاء السياسيين بشكل خاص قد وصلوا إلى قناعة مفادها أن التركيبة الديموغرافية والمذهبية والسياسية المعقدة التي تتسم بها البحرين تفرض على الجميع تبني ثقافة التعايش والتوافق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب أي يجب أن يكون المنتصر الوحيد هو الوطن والمواطن، إنني عندما أطرح هذا الطرح لست واهماً أو أعيش حلماً ورديّاً، بل إنني واقعي بامتياز!، فالمكون السني أو المكون الشيعي ليسا مجموعة أفراد لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، حتى يتم إقصاؤهم أو نفيهم أو كما يحلوا لي القول وضعهم في غرفة وغلق الباب عليهم وتركهم يصرخون !؟، إن من يطرح مبدأ إلغاء أو إقصاء مكون آخر أو تجريده من جنسيته أو... أو... هو الواهم وهو من يعيش حلماً ورديّاً سيصحو منه في القريب العاجل سواء كان رجل دين أم سياسيّاً أم كاتباً صحافيّاً أم...! وسيجد أطروحاته قد ذهبت أدراج الرياح.

نعم هناك أخطاء ارتكبها النظام في مسيرة الإصلاح السياسي وكذلك في معالجة أزمة فبراير وهناك بطء في عملية الإصلاح كما اعترف بذلك سمو ولي العهد، في المقابل؛ هناك أخطاء أعتبرها تاريخية ارتكبتها المعارضة، وأهمها رفضها الحوار على أساس المبادئ السبعة التي طرحها ولي العهد في 13 مارس /آذار 2011 خلال الأزمة ما أدى إلى دخول الأزمة في متاهاتٍ الوطن في غنى عنها، وهناك أخطاء أيضاً ارتكبتها الجمعيات السياسية السنية تمثلت في غياب البرنامج السياسي الواضح ودعمها المكشوف للتوجهات الحكومية وسكوتها عن الفساد المستشري في مختلف أنحاء البلاد وعدم الدِّقة والقدرة على التعاطي مع تداعيات أزمة فبراير ومآلاتها بالإضافة إلى عدم قدرتها على التحرك السياسي الديناميكي في التعاطي مع العملية السياسية في البحرين أي أنها ظلت تعمل تحت جلباب الحكومة أو كتابع لها، وسياسات الجمعيات السياسية السنية كانت ولاتزال عبارة عن ردود أفعال.

إن الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها البحرين تفرض على الفرقاء السياسيين إيقاف جميع أنواع النزيف والقتل والتدمير والتخريب والذي وصل إلى عظم المجتمع البحريني، وبالتالي ندعو أهل البحرين الشرفاء إلى المساهمة في كل في موقعه إلى إيقاف حوار الطرشان الذي يملك بنواصيه مع الأسف الشديد المتطرفين من كل فريق، وألا ندع هؤلاء المتطرفين والمأجورين يختطفون الديرة وأهلها إلى المجهول، فهل لنا أن نفوت عليهم الفرصة، وأن نضرب في مقتل مخططاتهم وأساليبهم الرخيصة لتدمير البحرين!

إن المطلوب من الفرقاء السياسيين الآن أكثر من أي وقت مضى أن يقربوا المسافات بين بعضهم بعضاً، وأن يأتي كل فريق إلى منتصف الطريق ليلاقي الفريق الآخر، وعلى كل فريق سياسي أن يعيد النظر في سقف مطالبه من حيث واقعيتها وبالتالي قابليتها للتحقق على أرض الواقع في ظل التركيبة المعقدة لمكونات الشعب البحريني التي أشرنا إليها في صدر مقالنا... لذلك تحركوا إلى منتصف الطريق من أجل حوار حقيقي واتركوا مصالحكم وحساباتكم الفئوية والسياسية الضيقة جانباً... بالله عليكم أخبرونا ألا تستحق البحرين وأهلها أن يعيد كل فريق سياسي حساباته... فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 1:49 م

      حور

      سلمت يداك أستاذي وكل كلمة في المقال تعبر عما يدور في وجدان كل من أحب البحرين بمعنى الكلمة
      كلنا يد واحدة ونبض واحد وقلناها وسنظل نكررها
      ( أخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه )

    • زائر 12 | 3:51 ص

      عندما أحب إبني أبناء الوطن

      عندما كان إبني مع مجموعة من أبنائنا الطلبة في رحلة إلى منتزه عين عذاري صادف وجودهم مع مجموعات إخرى من أبنائنا من مدارس إخرى لأحظ أن البعض يعتدي على البعض الأخر بشتائم تمس الطائفة فردت عليهم تلك المجموعة بشعارات سياسية وتشابك بالأيدي لكنه تدخل بعبارات الإخوة التي تعلمها ليفض النزاع ويفوت الفرصة على تدخل القوات الخاصة التي تزيد الطين بلة والأجواء روائح سامة.

    • زائر 11 | 3:02 ص

      مشكلة التغاضي

      شكرا أخى عيسى لقد أجدت ، ولى ملاحظة او تعقيب يتمثل فى عدم جدية البعض من المسؤولين فى معالجة السلبيات المتراكمة لدى الشركات والمؤسسات والتى تعد خرقا كبيرا يدق فى نعش اقتصاد بلادنا وسبب الصمت والتغاضي معروف وللأسف الشديد ..

    • زائر 10 | 2:48 ص

      البحرين بخير برجالها

      اخي عيسى طالما هناك رجالا امثالك ونساء امثال والدتك وهم كثر, فلا تخيفك الغربان, اخى شرفاء هذة الارض واهلها وانت واحد منهم ومن قبلهم الله سيحمي هذة الارض الطيبة.
      ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) نعرف جيدا أعداء هذة الارض هم اعداء نخيلها وبحارها وعيونها, لم يعرفوا قيمة النخلة لم يعرفوا قيمة شعبها وحضارتة ففعلوا ما فعلوا والله بالمرصاد كل التقدير لك اخي ولاهل المحرق اهل البحرين الاوفياء

    • زائر 9 | 2:21 ص

      الحقيقة المرة

      اني علي ثقة كاملة بانك تعرف ما هو حادث ويحدث في البحرين وربما الواقع لا يخدمك اكثر لتبيان قناعتك في مثل هذه المقالات, نعرف جيدا أن هناك جمعيات رسمية وغير رسمية شكلت من أجل الدفاع ونيل حقوق وحريات كافة الشعب وهي التي دفعت وتدفع الثمن من دماء وسجن وتهجير وتسريح وتنكيل وتهمش ومحاربة الارزاق مع كل هذا بقيت ترفع ومتمسكة بشعاراتها الوطنية الجامعة (اخوان سن و ش هذا الوطن ما نبيعة) قول وعمل, وهناك بالجانب الاخر الطرف الاخر كيف شكل ومن يدعمه لا نريد ان نقول اكثر وانت اعرف مني
      تحياتي لك ولوالدك والدتنا

    • زائر 8 | 2:01 ص

      ليس لهم ذلك

      لا تكن يأساً يابن سيار ولا متشأماً لايستطعون أخذ البحرين للمجهول حط في بطنك بطيخه صيفي وأنا هنا واثق من ذلك وهذه بشارة لك ولكل خائف على هذا البلد وأهله

    • زائر 6 | 1:01 ص

      ستراوي

      اتعرف اخ عيسى ان ابسامتك في الصورة تبعث على الامل والراحة في النفس

      المعدن الاصيل لايتغير
      والنخلة ذات المنبت الاصلي لايمكن ان تنحني للرياح
      ومن عرف الغوض للدانة يعرف معنى البحرين

      رسالة امانة من الوالد الى كبار السن في المحرق ابلغهم السلام وقل لهم لقد اشتاقت عيون سترة العذبة لمجيئكم لتعيدوها معهم كما كانت من قبل، حتى يشرب منها الاجيال.

    • زائر 2 | 12:07 ص

      في الصميم

      اي والله في الصميم الى الامام يا استاد عيسى سيار

    • زائر 1 | 10:59 م

      المفروض معدن اهل البحرين اصلي لا يتغير

      ولكن هل هناك دخلاء على هذا المعدن خربطوا تركيبته فمالذي حصل ياترى ؟؟

اقرأ ايضاً