استكمالاً لموضوعنا السابق فيما يتعلق بإثارة الحقد والكراهية بين أطياف المجتمع، سنركز على أثرهما على المجتمع، فيما لو سمح بمواصلة التلاسن الإعلامي الصحافي والتجاذبات اللفظية الطائفية غير المسئولة.
من الملاحظ أن بعض الصحف عمدت إلى طرح مقالات مؤججة وعدائية تجاه بعض فئات المجتمع، ما نتج عنه إفرازات غريبة في العلاقات المجتمعية، حتى وصل ذلك الشرخ إلى الشأن الاقتصادي، حيث وجهت الدعوة لمقاطعة الطرف الآخر.
ولتدارك هذا الأمر الخطير يتوجب على الدولة ممثلة بالإعلام، منع أي تداول للمقالات العدائية، فاستمرار هذه المادة الصحافية العدائية يوحي بموافقة الدولة على تسميم علاقات المجتمع، ما قد يزيد من حالة الاحتقان.
ما يثير قريحتنا، كيف لمن يحمل «القلم» وشرف هذه المهنة النبيلة، أن يقوم بتدمير مجتمعه بالتحريض على الكراهية والانتقام، بدلاً مِن أن يضع على عاتقه لملمة الجراح وترميم الصدع والشرخ، والعمل على تصفية القلوب المريضة وعلاج النفوس الحاقدة، والدعوة إلى التقارب والتآلف والتراحم بين الناس، ويقدم العلاج الناجع لكل ما يضر المجتمع، حيث إن حمل القلم أمانة مهنية تستخدم في المجتمعات العريقة كمعول للبناء وليس للهدم.
للأسف ما يتم تداوله في بعض الصحف يثير الاشمئزاز والاستغراب في آن واحد، حيث إنه في كثير من المقالات والمواد الإعلامية المطروحة تتعرض إلى النصف الآخر من الشعب، بالقذف والنعوت غير اللائقة التي لا تليق بقلم كاتب أو صحافي. فالكاتب الأمين هو من يدعو للوحدة والوئام ولملمة الشعب ومساندة الناس في الحصول على حقوقهم، والدفاع عنهم في تكريس العدل والمساواة، لا أن يصف الشعب بالخونة!
بحسب مفهومنا المتواضع أن من يجرم شعبه وينعته بصفات غير لائقة هو الخائن، لسبب بسيط، هو أن هذه الافتراءات قد تضر أخوانه عندما يغرس بينهم العداء، والتي تتعارض مع قول النبي محمد (ص) الذي قال: «الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أحبهم إلى خلقه»، فضلاً عن مفهوم الخلق عند الإمام علي (ع) عندما قال كلمته المشهورة، وهي من روائع كتاب نهج البلاغة: «أشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم، واللطف بهم... فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». وهذا يعطينا مؤشراً للابتعاد عن إضعاف وتقويض المجتمع، وعدم طرح أجندات الحقد والكراهية، التي تزيد الأزمة توتراً واشتعالاً.
كنت لا أود التطرق إلى هذه المهاترات اللفظية والمواد الإعلامية المفلسة، لكن ما دفعني للكتابة عنها، عندما وصل السيل الزبى، حيث من الملاحظ في كثير من الكتابات على مدى الأشهر الماضية، أنها تتمحور في معاداة نصف الشعب وغرس بذور الكره في المجتمع، وكثير من المقالات تتضمن تعابير ولاية الفقيه، أجندات خارجية، خونة، صفويين، عملاء... الخ. حتى وصلنا إلى حالة الاحتقان وتحول بلدنا إلى صراعات طائفية مقيتة. لذلك نقول لمن يريد تمزيقنا: بالله عليكم كفى! فإن لم يكن لديكم مقالات تثري المجتمع وتزيد من أزره وترفع من مقامه وعلوه، وتصنع مجده، لا تتعرضوا إلى كتابات تنخر المجتمع أو مقالات تحرق أرضه. فهذا إفلاس صحافي.
فالكاتب الأمين مع شعبه لابد أن يطالب بالعدالة والمساواة، وقطع الصلة بالظلم والفساد، وأن يصدح بالحق ويدعو لترسيخ التكافل الاجتماعي، وتجنب التحريض بين الطوائف، فهذا المسار خطير ومسلكه وعر يحرق سالكيه. والله من وراء القصد
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3396 - السبت 24 ديسمبر 2011م الموافق 29 محرم 1433هـ
الله اكبر
من يكتب في تأجيج الطائفيه ومن جلدتنا ومحسوب علينا كبحريني فلن يسامحه الله ولن نسامحه وله في االدنيا خزي وفي الاخرة خزي والفتنة اشد من القتل فليتأمل في صلاتنا وما تعني وتحث
ستراوي يحبك
انت اهلا لنا وذخرا لمنطقتنا وشكرا لكم على اطروحاتكم.
طيب الله أنفاسك يا صاحب القلم الحر
التجاذبات الإعلامية وأثرها على المجتمع ، أثرها كبير وهو بيد من يرد لهذا البلد خير أو شر لا ثالث لهما وعناصر أهل الخير محدودة فيمن ينظر الى مصلحة هذا الوطن بالإبتعاد عن التجاذبات الإعلامية المهلكة والتي يريدون بها الإساءة إلى فئة معينة أي كانت هذه الفئة ومن هنا أشكرك يا أستاذ أحمد على هذه المقالة التي من شأنها إذكاء وترسيخ روح الأخوة والتكافل الإجتماعي وتجنب التحريض بين الطوائف. جزاك الله خير الجزاء ونتمنى أن تكون كل الآذان صاغية وانني لعلى ثقة بذلك لأنني مؤمن بأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب.
لو انصف الميزان
يا استاذ لو الزمن انصف الناس ووجدت كفتين لميزان عادل ووزنت الناس لرئيت العجب احد الابواق الماجوره والمشبوهه كانت ممنوعه لفتره طوبله من الظهور على الهواء مباشره وحتى ممنوع من قراءه نشره الاخبار لسنين طويله ماذا غير الحال وظهر يتطاول على رجال الله وخيره ما انجبت اوال لم يبيعوا مبادئهم وقناعاتهم من اجل سياره او مركز او حفنه دنانير احرم من الزقوم وذلك لانها مقابل تفتيت وطن واسر عاشت متصاهره ومتزاوجه لعقود لا يشوب علافاتها اي منغص اصطاد في الماء العكر والى ان يصفو الماء ويصح الصحيح لنا كلمه حسبي الله
نفس العقليه !
لن يتغيروا منذ التسعينيات . لعدم وجود منافس فى ذلك الفتره استطاعوا ان يروجوا افترءاتهم و نجحوا فى ذلك لعدم وجود المنافس . الأن يريدوا ان يستمروا بنفس الخطه و نفس اللأعبين . كيف ؟؟
استاذي صباح الخير
الاعلام ورسالته المقدسه لتوعيه الناس وتوضيح الغموض الذي يلف ويحيط ببعض المواضيع الاجتماعيه والاسريه وتوعية المجتمع من مخاطر الافات التي تفتك بلمجتمعات والشعوب هذه بعض ميزات الاعلام الشريف المفيد اما ماعشناه ونعيشه قي عصرنا الان الاعلام المسموع والمرئي ليس اكتر من فم افعى ينفث سمومه في مجتمعات عاشت قرون في حب وتاخي ووئام والاغرب من هذا انها اصبحت ابواق لزمر نكلت بشعوبها ولاخر لحظه في مصر وقبل اعلان مبارك بلتنحي كان الاعلاميون في القناة الرسميه يصورون ان كل شى على ما يرام وكما حصل في ليبيا