تابعت مشوار منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في دورة الألعاب العربية عن قرب بحكم وجودي ضمن الوفد الإعلامي الذي يغطي مشاركة البحرين، وباستطاعتي القول بأن هذا المنتخب قد يكون نواة حقيقية لمنتخب المستقبل، أقول ذلك ليس لأنه تأهل للمباراة النهائية أو أنه فاز بذهبية دورة الألعاب الخليجية.
على الجمهور أن يعي الفارق بين المنتخب الحالي والجيل السابق، ولا يطالب المنتخب الحديث كما كان يطالب المنتخب السابق، فاليوم أمامنا أسماء جديدة وطموحة وفي مقتبل عمرها في صفوف المنتخب الأول، وهي بحاجة للوقت حتى تصل للمستوى الذي يقودها للمنافسة على الصعود لنهائيات كأس العالم وليس عبور التصفيات الثانية نحو التصفيات النهائية.
لست متابعا دقيقا لدوري كرة القدم، إنما أعتقد بأن المدرب الإنجليزي بيتر تايلور على رغم اختلافي الكلي معه في طريقة التعاطي مع محمد سالمين نجح في خلق شكل جديد للمنتخب لم يعتده الكثيرون وذلك لطبيعة الفكر أو الإستراتيجية الإنجليزية، ما يميز المنتخب الحالي أنه يلعب بأسلوب وشكل ثابت، وما يميزه أكثر أنه وظف إمكانات اللاعبين بالطريقة الصحيحة، طبقا للمثل الشعبي المعروف «مد رجولك على قد لحافك»، وهذه قاعدة في وجهة نظري صحيحة.
وصول المنتخب الوطني بالأسماء الموجودة يعتبر إنجازا، وسواء خسر المنتخب أمام المنتخب الأردني المتميز فنيا أو فاز، فإن الأمور لابد وأن تحسب في الحالتين في الجانب الإيجابي فقط، على أساس الأهم من دورة الألعاب الخليجية ودورة الألعاب العربية بعد ضياع فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم بنسبة كبيرة، هي المشاركة الناجحة في بطولة كأس الخليج العربي التي تقام بعد أقل من 13 شهر بالبحرين، وأعني بالمشاركة الناجحة التتويج بلقب البطولة.
أمامنا أشهر قليلة وينطلق العرس الخليجي ويتطلب من جميع الأطراف السعي والعمل نحو الهدف الأساسي في كل الجوانب، وأبرزها المدرب بيتر تايلور يتوجب عليه إبداء الكثير من رحابة الصدر أمام الإعلام ومنتقديه، عليه تقبل النقد والملاحظات مهما كانت لا تتناسب مع أسلوب عمله، شخصيا لم أره وجها لوجه إلا هذه الأيام في الدوحة، سألته بعد مباراة فلسطين، هل تعتقد بأن المنتخب تراجع كثيرا بعد الهدف الأول وهل أنت من طلبت منهم ذلك؟!، أجاب (متنرفزا) «أنا لا ألعب مدافعا ويجب عليك أن تغير قناعاتك»!.
صار يؤمن بأن تهمته لدى كل الصحافيين البحرينيين أنه مدرب دفاعي ولو كانت هي تهمة عليه أن يثبت عكسها عمليا في الملعب خلال المباريات الرسمية، بالنسبة لي أختلف مع هذا الرأي، وقناعتي أن الرجل يلعب وفق الإمكانات المتاحة لديه، ولكن عليه أن يكون متقبلا للنقد بكل روح رياضية (...)، فهو مدرب جيد، وهذه النوعية من المدربين مقياسها خلق شيء من لا شيء.
أبدى كثيرون من المدربين الأجانب في قطر ممن يعرفون منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد استياءهم واستغرابهم لي من مستوى المنتخب وكذلك بعض من الجمهور العربي العاشق للعبة، كانوا يسألوني عن افتقاد المنتخب للروح؟!، قلت لهم لا أملك إجابة واضحة ومقنعة لكم ولكن انتظروهم في تصفيات جدة (... البقية الأسبوع المقبل)
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3394 - الخميس 22 ديسمبر 2011م الموافق 27 محرم 1433هـ